شددت الشاعرة والأكاديمية الدكتورة مريم بغدادي على تكريس الأمور الحياتية بغية تعليم أصول اللغة العربية السليمة وتحفيز النشء الجديد على القراءة، مقابل الهجمات التي تقوم بها الفضائيات والتلفزيونات.وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسهم في ذلك مثل البيت والأسرة والمدرسة.. و قالت ليلة تكريمها باثنينية خوجة: إن الهجمات الفضائية والفيديو كليب لا طعم ولا نكهة لها. لكنها وضعت أملها في طالبات يدرسن في الخارج، ومتمكنات في الفكر التراثي، واستشهدت بأطروحة إحدى طالباتها هناك، مؤكدة على أن الفتيات السعوديات سيمضين في الاتجاه السليم. كما تحدثت عن كتابها «مقالات في الأدب العربي القديم- دراسة مقارنة) الذي بنته على تبيان أثر الفكر الحضاري في تكوين الصورة الفنية ويضم مجموعة أبحاث منشورة في الحوليات داخل المملكة وخارجها، ويجمع بينها فاعلية الموروث عند العرب القدماء حيث يدور البحث الأول منه حول موضوع الغزل في الجزيرة ومهاجر العربي في بابل وفينيقية وكنعان ومصر القديمة ويرصد ملامح الفكر المشتركة للفكر الحضاري عند هؤلاء. من جانبه أشاد عبد المقصود خوجة بالدكتورة مريم وقال: حين تقترن الموهبة بالدراسة الأكاديمية، والعاطفة المشبوبة، بالبحث الرصين يخرج إلى الملأ، وهج تفسح له الأضواء فضاءات جديدة، فيبدأ البوح ويصبح الإمساك بالتخييل نوعاً من لعبة يمارسها المبدع بكل حرية وشغف. رغم أن الشعر هو الغامض الأزلي حيث تغيب خبايا الروح، وتتلاقى الأضداد، إلا أن ضيفتنا العزيزة جعلته مبتداها ورئتها الوحيدة التي تنفست منها، مصرة على المضي قدماً إلى ما وراء معطاه الجمالي، متجاوزة ذلك لتربطه بالعديد من القضايا الاجتماعية، جاعلة منه مقدمة لكليات ومسائل كبيرة لا تني تشغل بال مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فمن الأمومة، إلى وأد الفتيات، وكثير غيرها، أدرجتها جميعها كمضامين حيوية في شعرها. وللحب والمشاعر حكايات، وأحلى التجليات عند ضيفتنا الكريمة، فإلى جانب ديوانها « عواطف إنسانية» ها هي تكتب عن خير الشمائل، قصيدة « الشمائل المحمدية»، وعن الأمومة « وصية إلى أملها عدنان»، وأشياء كثيرة غيرها، من دون أن يغمطها ذلك أن تحوز وبكل جدارة، لقب شاعرة الظرف والطرفة، فمن يقرأ قصائدها التي كتبتها في بعض المناسبات لسوف يجد أن الشعر عند ضيفتنا إلى جانب كونه وعاء حضاريا وفكريا، هو أيضاً تعبير عفوي و تلقائي، يمكن أن يوظف في العديد من الموضوعات، ما دلل على أن الشاعرة ليست سوى نفساً أنيسة، ودودة، رضية، غارقة في حب الآخرين. هي ذي بعض نتاجات ضيفتنا الكريمة، وتلكم هي إبداعاتها. الدكتور رضا عبيد مدير جامعة الملك عبد العزيز السابق أشاد في كلمته بالدكتورة مريم خلال عملها معه في جامعة الملك عبد العزيز ووصفها بأنها كانت جادة في عملها وحريصة على مستوى الطالبات. أما الدكتورة صباح باعامر فقد تحدثت عن الدكتورة مريم البغدادي بوصفها أستاذة نالت على يديها المعارف والعلوم، واصفة إياها بالمرأة صاحبة الشخصية المميزة مضفية عليها من الشمائل والخصائص الحميدة الشيء الكثير، مشبهة إياها تارة بالعطر وتارة بالصباح وتارة أخرى بفصول السنة، مؤكدة على أن الدكتورة مريم عززت عند الطالبات القوة والإصرار لشق طريقهن نحو مستقبل زاهر.