احييكما تحية الاسلام الذي جعل للأم مكانة سامية ورسالة نبيلة في الحياة، ولعلها اسمى رسالة عرفتها البشرية على مر العصور والازمان ,, هي رسالة الأمومة التي زرعها الله سبحانه وتعالى في المرأة ولتؤديها على اجمل وجه وتنتج من خلالها تربية صالحة صادقة لجيل من ابنائها وبناتها. ابنتي العزيزتين رغد ووعد,. لا ادري ماذا اقول لكن عما يكنه قلبي الكبير من حب صادق خالص لوجه الله وأنتما ما زلتما في عمر الورد الذي لم يتفتح بعد للحياة,, هل ابدأ حديثي لكن كأم واعية البصيرة التي يمكنها ان تخرج اجيالا تغذيها الامة وتفاخر بها، فهي التي تلقن الصغار دروس الحياة ومنها يتلقى هؤلاء الصغار كل المعاني من حب وصدق وتفانٍ واخلاص,ام اتحدث اليكن كصديقة مخلصة ومتفانية في تربيتكن التي نذرت نفسي بجهدي, ووقتي,, ومالي,, وبكل ما املك في هذه الحياة من اجل ان ارسم الابتسامة على وجوهكن واوفر لكن كل مسببات النجاح لتحققن كل الطموحات والآمال والاحلام التي رسمتها لنفسي وانا في سنكن ولم تسعفني الحياة في تحقيقها,, فبت اعيشها سرابا واجترها اجترارا واغنيها بصوت خافت لا يسمعه غيري الا الله سبحانه وتعالى,, وكدت في بداية حياتي ان اندم واتأسف على سنوات عمري التي مرت وانا اعيش احلامي الكبيرة,, ولكن ماكل ما يتمنى المرء يدركه,, تجري الرياح بما لا تشتهي السفن,,وكدت أيأس في بداية الأمر,, واظلمت الدنيا في ناظري وتحول كل شيء حولي الى خيال لا يمت للحقيقة بصلة قريبة او بعيدة,, ولكني كنت مؤمنة بربي سبحانه وتعالى وواثقة بارادتي القوية ان هذه الاحلام التي ارسمها في خيالي لابد وان يأتي اليوم الذي تتحقق فيه لانني قوية العزيمة والارادة,. لم أهب في يوم من الايام من تسلق جبال الحياة العالية,, وقد صدق من قال: ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر وتسلقت الجبال وتسلحت بالايمان وحاربت الاوهام,, ومشيت الى الامام,, اتخطى العقبات والصعوبات,, ووفقني الله في تحقيق بعض ماطمحت اليه، وجاء دوركن في تكملة مشوار نجاحي الذي توجته بتربيتكن واعدادكن للحياة,, وسلحتكن بسلاح الاسلام والإيمان بالله سبحانه وتعالى,, وقلدتكن مقاليد العلم والثقافة والادب,, وربيتكن تربية مبنية على قواعد قوية، تحققن من خلالها كل طموحاتكن القادمة باذن الله. ابنتي العزيزتين,, الحياة ليست سهلة ولا هي صعبة، وليست بسيطة او معقدة، فنحن البشر نقرر ما نريده من حياتنا,, الغنى والفقر,, والصحة والمرض,, والقوة والضعف,, والعلم والجهل,, جميعها متوفرة في مخازن الحياة,, ونحن البشر نختار منها ما نشاء بما وهبناه من تربية وعلم وثقافة وادراك,, ومن يفوته ركب الحياة او قطار التقدم,, يبقى متخلفا للأبد تنهش عظامه اعداء الحياة,, لذا,, تسلحا بالايمان والعلم والادب والاخلاق,, تنتصرا وتبقيا على قمة هرم الحياة.