أعلن المتحدث الرسمي للحكومة البريطانية مارتن داي، أن بلاده تتحرك بقوة نحو حماية المدنيين في ليبيا بالتعاون مع شركائها في العالم وفتح المجال أمام الليبيين لتقرير حق مصيرهم. وقال السيد مارتن داي في حديث ل(الجزيرة) عقب زيارته لمقرها ظهر أمس.. إن بريطانيا لا تريد فرض اسم معين لحكم ليبيا وتترك ذلك المصير لأبناء الشعب. مشيراً إلى أن مؤتمر لندن الخاص ب(ليبيا) ركز على العديد من القضايا وأهمها كيفية توصيل المساندات الإنسانية العاجلة لمدن ليبية تعاني مثل (مصراته) ومساعدة ما يقارب ال 80 ألف نازح إلى جانب الآلاف الموجودين على الحدود الليبية. وحول رؤيته لموعد سقوط النظام الليبي، أكد السيد مارتن داي أن المجتمع الدولي يتمنى ذلك بأسرع وقت وأشار إلى أنه وفقاً لجميع التقارير... فهناك انقسامات في صفوف الجيش والمقربين منه. وقال: ندعو جميع الأشخاص المحيطين به للتخلي عنه فوراً باعتباره رجلاً انتهك حقوق الإنسان وارتكب جرائم بحق الإنسانية وستتم إحالة ملفه للمحكمة الجنائية الدولية ولن يفلت من العقاب. وحول العمليات العسكرية ودورها في إنهاك قوى النظام الليبي، أكد مارتن داي أن العمليات العسكرية حققت إنجازات كبيرة وأسهمت بشكل كبير في إتلاف القوة العسكرية لنظام القذافي. وقال: ما يتم اتخاذه من إجراءات ضد ليبيا ليس غزواً أجنبياً كما يقولون - وإنما هو تحركاً دولياً لحماية المدنيين وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1973م ولن نفعل أكثر من ذلك. وأكد السيد مارتن داي.. أنه ليس هناك أي رغبة دولية لإرسال قوات احتلال في ليبيا، وإنما عمليات عسكرية لحماية المدنيين أولاً من بطش القذافي ومن ثم إضعاف قوته العسكرية. وأما على الصعيد السياسي فالموقف واضح وهو رحيل هذا النظام بعد فقدانه لشرعيته. وحول درجات التعاون والتقارب في وجهات النظر مع المملكة إزاء التطورات الدولية، أكد المتحدث الرسمي للحكومة البريطانية، أن التقارب كبير جداً ولدينا جهود مشتركة في تدعيم علاقاتنا، ونقدر بالاعتزاز الدور السعودي في جميع الموضوعات الساخنة وعملية السلام. كما نؤيد مبادرة السلام العربية التي نعتبرها مبادرة من خادم الحرمين الشريفين وهي الأساس الجيد للمفاوضات بين الفلسطينيين والإيرانيين. وتطرق مارتن داي إلى النهج الإيراني في التعاطي مع القضايا في المنطقة. وقال: نحن لدينا مخاوف عديدة من الملف النووي الإيراني وللأسف فإن النظام الإيراني لا يتعاون مع الأسرة الدولية ويقوم بتجاوزات كثيرة، كما أنه هناك أدلة عديدة على تورط النظام الإيراني في الشأن الداخلي للعديد من الدول سواء في أفغانستان أو العراق أو غيرهم. وقال: إن إيران تحث الدول المجاورة على السماح لمواطنيها بالمظاهرات السلمية، إلا أنهم داخل إيران يقمعون المظاهرات ويعتقلون رموز المعارضة. وعن الأزمات الراهنة في سوريا واليمن، قال السيد مارتن داي، إنه ليس هناك نماذج موحدة للأوضاع في سوريا أو تونس أو اليمن أو مصر. وكل دول لها نموذجها الخاص في التعاطي، وشدد على أهمية أن تتم ترجمة جميع الأقوال إلى أفعال من قبل الأنظمة. وإذا كانت هناك إصلاحات فيجب أن نراها على الأرض وعرج السيد مارتن لحديث عن تطور الأزمة السياسية في اليمن. وقال إن بلاده تتابع بقلق تطورات الأوضاع هناك وندعو الحكومة اليمنية لإعادة بناء الثقة مع المعارضة والشباب في ساحة التغيير، وإطلاق حوار وطني يؤدي لانتقال سلمي للسلطة، أما التفاصيل والكيفية فلا نتدخل في ذلك وليس من شؤوننا.