رحم الله الشيخ إبراهيم بن محمد الحجي أحد رموز التربية والتعليم في هذا الوطن العزيز ولقد قيل: وما الموت إلا رحلة غير أنها من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي لقد كان علماً من أعلام التربية والتعليم في بلادنا وساهم في إرساء العديد من الأساليب التربوية في التعليم وكم تألمت وأنا أقرأ الخبر الحزين الذي نشرته صحيفة الجزيرة عن رحيل رجل التربية والتعليم وكنت قد قرأت الخبر وأنا في رحلة خارج الوطن لقد زاملته في وزارة المعارف سنوات طويلة منذ أن كان مديراً للتعليم ثم مديراً عاماً للامتحانات ثم وكيلاً للوزارة. كان رحمه الله يتمتع بصفات كريمة فليس تربوياً أو إدارياً فقط ولكنه ذو خلق كريم وقيم فاضلة وحب للخير ومساعدة الآخرين لقد أسهم بجهود مباركة من خلال أعماله في التعليم في تفعيل الانطلاقة التعليمية والتربوية في بلادنا وتنشيطها ومازلت أذكر حرصه ودقته في العمل عندما كان مديراً للامتحانات- وكنا نلتقي بعد صلاة المغرب في هذه الإدارة لوضع أسئلة الشهادات -الابتدائية- والمتوسطة- والثانوية، وكان لديه فرن خاص تحرق فيه جميع مسودات الأسئلة ويأخذها من لجان الأسئلة ويحرقها بنفسه خشية أن تتسرب.. كما كان يرأس العديد من اللجان التربوية والتعليمية والثقافية في الوزارة ويديرها بكل قوة وهمة وتفاعل ونشاط - لقد كان يمتلئ حماساً لقضايا التعليم والمناهج والعملية التعليمية وترسيخ المضامين التربوية للتعليم والمثل العليا والأخلاق والسلوك القويم الكريم للشباب لقد كان يتمتع بالعلم والحزم والإخلاص ودماثة الخلق والتواضع ولذا حظي بمحبة الجميع لأنه كان محباً للجميع حيث كان حكيماً في معالجة الأمور ومن حق الرواد والمربين أن نذكرهم بالخير بعد قضائهم وأن نعدد مناقبهم وآثارهم لتتأسى بهم الأجيال القادمة من بعدهم. لقد كان رحمه الله رجلاً عصامياً وفتح للثقافة والتعليم مجالات رحبة في ميادين متعددة فترك أثراً حميداً وكان يلقى من الجميع الحفاوة والتقدير من باب الوفاء أقترح وزارة التربية والتعليم تسمية إحدى المدارس باسمه رحم الله رجل التربية والتعليم وجمعنا به {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}. مستشار تعليمي سابق