مم يتكون الوطن؟ من الأرض وخيراتها فقط، أم من هذه الوجوه التي عاشت على الأرض صحراء تغمرها الرمال وجبالاً تتقطع فيها الطير؟ أو سواحل تعيش على ما يمنحه البحر للوجوه الغارقة في السمرة وتفاصيل الملح، مم يتكون الوطن؟ هو سؤال مشروع وحقيقي ينبغي علينا طرحه من آونة لأخرى ليس من قبيل إثارة الشك أو لطرح الأسئلة المراوغة التي تحمل الإجابة المبتغاة في صلب السؤال الذي يبدو بريئاً ومحايداً مع أنه ليس كذلك! إن تكرار هذا السؤال إنما يعمق من وجهة نظري التأكيد والتذكير بتفاصيل وطن الآباء والأجداد، هؤلاء الذين عاشوا عندما كانت الموارد قليلة أو بالأصح معدومة ولا تذكر ومع ذلك تم بناء هذا الوطن بجهدهم وعرقهم وكفاحهم ضد الجوع والجهل والمرض، ولأن هذه الأرض حبلى بعطائها وخيراتها، الأمر الذي غير كل شيء بدءاً من الإنسان وهو المعني بفكرة التغيير والتطوير بغية إزالة الجهل والمرض ثم منحه معنى العيش بكرامة وجعله يدرك معنى الانتماء لوطن منحه من خيراته التي لا تحصى وبالتالي فإن المقابل بالضرورة هو محبة هذا الوطن والدفاع عنه، وجوه آبائنا وأمهاتنا وبالمقابل وجوه الأبناء والأحفاد هو الذي يقيدني بعشق الأرض والذود عن حياضها، الوطن ليس شعاراً زائفاً ولا علماً يجري تغييره تبعاً للظروف والمعطيات، الوطن نشيد للمناسبات، الوطن هذه الدماء التي تجري في عروقنا، القصائد الحقيقية التي تزهر بين جوانحنا ترف بها أفئدتنا، الوطن هو الغناء في حالتي الحزن أو الفرح. نعم نحن شركاء على هذه البسيطة لكن الوطن أولاً. نعم نحن مع رخاء الشعوب وحريتها وأن تعيش بسلام. لكن الوطن أولاً. عندما ينبت الوطن فوق أرضه مواطناً معافى مواطناً يرفع الرأس بعلمه وتفوقه مواطناً لا يمد يده وبحر الوطن يزخر بالعطاء المستمر مواطناً يرقص إبداعاً يمنحه الخير والعمل والفرص المتكافئة. هذا ماحققه مواطن صادق وحقيقي اسمه عبدالله بن عبدالعزيز هذا المحب لشعبه دون استعلاء القريب من الناس دون رياء أو طلب للشهرة يدرك هذا الحاكم الإنسان أن العدل بين المواطنين هو الحق الأول والأخير يطرح عبدالله بن عبدالعزيز أن من حق كل مواطن سعودي الحصول على فرصة العلم دون قيد أو شرط بل إن فتح باب الابتعاث على مصراعيه لمناهل العلم شرقاً وغرباً رغم ما سمعناه من فئات ترفض هذا المشروع الذي سوف يقفز بالجيل القادم إلى مصاف الأمم المتقدمة رغم أن هذه الفئة تطرح الأممية على وجه يستدعي الشك والاستغراب يطرح عبدالله بن عبدالعزيز فكرة الحوار مؤكداً الرؤية المعمقة التي تدرك أن هذا المجتمع يملك من التنوع والثراء الإنساني ما يجعله حرياً بفكرة الحوار مع النفس ومن ثم الحوار مع الآخرين على قاعدة صلبة تدعمها المواطنة الحقة بادئ ذي بدء ثم هذه المعرفة التي تأخذ في التراكم يوماً بعد يوم الوطن القادم هو وطن الصدق والمحبة وطن عبدالله بن عبدالعزيز الذي أثبت أنه واحد من الناس. وسلامتكم.