لقد جاء صدور موافقة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان ترسيخا وتعزيز لمنظومة حقوق الإنسان التي مثلت خيارا استراتيجيا واحد ثوابت مبادئ سياسة المملكة منذ ارسي دعائمها المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. لقد جعلت المملكة من احترام حقوق الإنسان سياسات وبرامج وانجازات يكرسها الواقع المعاش... فحقوق الإنسان في الرؤية السعودية تتميّز بكونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها وتدعيم حقوق الإنسان نصّا وممارسة والإنجازات التي تحققت في مختلف هذه المجالات لم تقتصر على النصوص والهياكل والآليات الصلبة وإنّما أيضا على الممارسة ونشر ثقافة حقوق الإنسان من أجل كرامة الإنسان وتنمية شخصيته. وانطلاقا من ذلك انتهجت المملكة منهج الاقتصاد القائم على التلازم بين البعد الاجتماعي والاقتصادي. ولقد أشادت هيئات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية بإنجازات المملكة التي تصب في حماية حقوق الإنسان والتأصيل لعمل دولي إنساني مشترك عبر المبادرة الجليلة لخادم الحرمين الشريفين في تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة... في زمن تعيش فيه البشرية وهى مشحونة بعبوات الكره والبغضاء نتيجة لعدم الانتماء الأنسانى. وما يميّز المنظومة القانونية السعودية لحقوق الإنسان هو استلهامها لتعاليم الشريعة الإسلامية ، وما يتفق معها من منظومة المواثيق الدولية العامة كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والخاصة كاتفاقية حقوق الطفل لعام 1990ولقد اشترطت المملكة عندما انضمت لتلك الاتفاقيات وغيرها أنها غير ملتزمة بما يعارض الشريعة الإسلامية من تلك الاتفاقيات. الجدير ذكره إن حكومة خادم الحرمين الشريفين عززت آليات حماية حقوق الإنسان، فتبنت إنشاء هيئة حقوق الإنسان كجهة مستقلة في عملها لا علاقة لها بأي إدارة أخرى في الدولة سوى ارتباطها بمجلس الوزراء. ويتكون أعضاؤها من خيرة رجال الفكر في مجال الشريعة والتربية والعلوم الاجتماعية السياسية ورجال السياسة والقانون والمتخصصين في مجال رعاية حقوق الإنسان. فهنيئا للوطن والمواطن هذا الانجاز المعنون والعلامات المضيئة في كتاب الوطن ، وهنيئا لهيئة حقوق الإنسان وجميع رجالها المخلصين وعلى رأسهم وزيرها الشاب الدؤوب معالي رئيس الهيئة الدكتور بندر بن محمد العيبان هذا التميز والعطاء وصدق الانتماء من أجل خدمة المواطن ولما تبذله الهيئة من جهود في سبيل النهوض برسالتها على أفضل الوجوه وأكملها. إننا لا بدّ من أن نثمن منجزنا والجهود التي تبذل في كل يوم لترسيخه والبناء عليه فالتنمية عملية بناء مستمرة وحقيقية وينجح فيها المنتمون بقوة إلى بلدهم ، ويقومون بدورهم بصمت وصبر وتفاؤل وبفكر المواطنة والقدرة على المبادرة ويتطلعون فيه للأفضل في رفع مستوى وطن لا يطمح لأقل من التميز خاصة في إنسانه ومستقبله كما أرادت له قيادته الرشيدة الحكيمة.