في جمعة الوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية, رمز المروءة والوفاء، أضفى على الشعب السعودي رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، بحديثه بأحرف من نور أجمل العبارات وأرق الكلمات تقديراً لهم على وفائهم لوطنهم وقيادتهم.. ذلك الوفاء الذي ارتبط بوجدانهم وأخلاقهم العالية.. تجلى فيه حب الوطن بأسمى معانيه, كيف لا وقد علَّمنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أن حب الوطن من الإيمان، وليس ثمة شك أن هذا ديدن الشعب الذي جُبلت سجاياه على صدق الوعد والالتزام بالعهد.. تلك الكلمات صفقت لها القلوب قبل الأكف، وسُرَّت لها الخواطر وجاشت لها المشاعر.. حقاً، ما أجمل الوفاء من ملك الوفاء.. إن باقة الأوامر الملكية التي أعقبت كلمة خادم الحرمين الشريفين شملت عدالتها كل فرد؛ لأنها جاءت من ملك عادل عاهَدَ نفسه، ووعد شعبه على العمل بإخلاص، وجد وبذل جهداً مخلصاً لبناء بلاده, والأخذ بيد شعبه إلى جميع الميادين الحضارية والعلمية المتقدمة, وهذا ما نراه اليوم متحققاً - ولله الحمد -.. ملك أحبه شعبه؛ لأنه أحبهم؛ فكان مكانه في سويداء القلوب.. هنيئاً لنا هذا التلاحم بين الشعب وقيادته.. تلك قصة حب وطن بين ملك وشعبه، لم تسفر الأيام - في اعتقادي - عن أصدق منها.. عاشها ويعيشها كل السعوديين على هذه الأرض المباركة، رفعوا لها الراية عالياً.. غنت لها الخيل بصهيل الفرح.. فأصبح الوفاء لوناً بديعاً على صدر الوطن الحبيب يزدان معه صادق الولاء.. في ذلك اليوم لبس الوطن ثياباً سندساً، وانطلق مفاخراً بشعبه ومليكه نحو غايات المجد.. إنه ليس يوم وفاء وولاء فحسب، إنما هو يوم لتلاقي الأفراح، وتواصل جيل بجيل، وماضٍ بمستقبل؛ حيث يقف الحاضر مزهواً بوفاء شعب لوطنه ولقيادته التي ما فتئت تعمل ليل نهار لتحقق كل ما فيه خير ورفاهية هذا الشعب العزيز. إنَّ الوطن ليس فقط حقوقاً نتمتع بها بل تاريخاً وإرثاً حضارياً ووجداناً متأصلاً في القلوب والعقول، متمكناً في النفوس محركاً للعواطف، من هنا يتشكل مفهوم المواطنة في السياق التاريخي، وتتجلى الواجبات والمسؤوليات لبناء الشخصية الوطنية في خلق حس وطني يتولد معه ارتباط وثيق بأرض هذا الوطن، وأنه لا حمى في الوجود أعز من حماه، وعندما يحتاج إلينا فإن من حقه علينا التضحية له بكل غالٍ ونفيس.. نذود عنه بعزائم الرجال موحدة صفوفنا كما فعل آباؤنا وأجدادنا، لا تعوقنا الأخطار ولا تضعضعنا الحوادث. وطني المفدى، إنك وطن عظيم.. حباك الله بقيادة عظيمة، نحن منهم وهم منا.. يعجز القلم عن وصفك أو الثناء عليك أيها الحب الخالد, عشقك ليس له حدود، ارتويناه منذ الأزل.. أنت ذلك الحب الذي لا يتوقف، وذلك العطاء الذي لا ينضب.. أيها الوطن المستوطن في القلوب أنت فقط مَنْ يبقى حبه، وأنت فقط من نحب, فإن كان جميلاً أن نموت من أجلك فإن الأجمل أن نحيا لك لمواصلة مسيرة الخير والبناء والنماء.. وأن يستمر العمل والتفاني من أجل الازدهار والرخاء.. وأخيراً نسأل الله صادقين ومخلصين له الدعاء أن يحفظ لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني, وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. عبدالعزيز بن مسفر القعيب - مدير إدارة البحوث - الرياض