لم تكن صورة الحب والوفاء التي استقبل بها هذا الشعب الوفي قائده خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله إلا شعوراً صادقاً فياضاً يعبر عن أحاسيس كامنة في شعورهم، ولم تكن هذه الصورة المشرقة إلا قبساً من حب يسكن قلوب أبناء هذا الوطن، الذي عرف لولاة أمره قدرهم، ووجد فيهم صادق إخلاصهم ومحبتهم لأبناء الشعب الوفي. لقد كانت صورة استقبال خادم الحرمين الشريفين صادقة في معناها، قوية في مغزاها عند عودته بحمد الله سالماً معافى إلى أرض الوطن، فقد أحاطته القلوب بكل حب هو أهله، وعبرت عن مشاعرها نحو مقامه الكريم بما يستحقه من تقدير وود، فقد خالطت محبته قلوبنا وسكنت عواطفنا، فكم من دعاء توجه نحو السماء أن يعيده الله إلى أحبابه وبني وطنه، وكم من شكر للخالق صعد من القلوب، وانطلق من الحناجر بسلامة وصوله بعد أن اكتحلت العيون برؤيته باسماً هادئاً مطمئناً، بين أبناء شعبه فها قد عاد إليهم ليبدأ معهم وبهم، ويواصل لهم مسيرة مكرماته التي تحقق كما تعودنا جميعاً مصالح المواطنين، فالمواطن وصالحه، وسعادته ورخاؤه هو الهم الكبير والشغل الشاغل له -يحفظه الله-، فكانت قراراته الصائبة عند عودته -يحفظه الله- لتخفيف معاناة العاطلين عن العمل، الباحثين عن فرصة ولم يجدوها، وجاءت قراراته وأوامره وتوجيهاته الواضحة الصريحة بسرعة تثبيت المؤقتين من الموظفين لرفع المعاناة النفسية والإدارية والروتينية عنهم، وكانت زيادة تخصصات قروض صندوق التنمية العقارية بداية لتوسيع قاعدة المستفيدين منه ومن خدماته التي تستهدف بناء الوطن وتوفير السكن اللائق بالمواطن الذي يتشرف بالانتماء لهذا الوطن. وفي إطار راحة المواطن وحرصاً على سعادته ورخائه جاءت القرارات التي لامست الشأن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والوظيفي، وبمثل هذه القرارات الصائبة وغيرها مما تعودناه من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، أصبحت صورة الوطن الزاهية المشرقة ترتسم وتضيء بشدة أمام بلدان العالم، فهذا شعب وفي، وتلك قيادة مخلصة، وهذه ملاحم من الحب والعطاء تشرق فوق صفحات الوطن وتضاف إلى صفات المجد والمحبة التي يسجلها هذا الوطن منذ تأسيسه على يد الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله، فقد سار ركاب الوطن تبني وتعمر، وتنمي وتزدهر، وتنطلق إلى مجالات أرحب من العطاء الذي تحيطه دائماً قلوب المخلصين الأوفياء. إن هذه الصور المشرقة الناصعة البياض والإخلاص في تاريخ هذا الوطن التي سطعت بأنوارها عند استقبال خادم الحرمين الشريفين عند عودته سالماً بحمد الله من رحلته العلاجية، أقول إن هذه الصورة التي رسمها الشعب وقيادته في حاجة إلى أن تبرز دروسها، وتستخلص عبرها وبخاصة من قبل المسؤولين التنفيذيين في أجهزة الدولة المختلفة، فهم في حاجة إلى أن يقفوا ملياً ليفكروا كيف يعمقون هذه الصورة وهذا الواقع المزدهي ليكون أكثر إشراقاً، وأعمق زهواً ونوراً، إن ذلك طريقه سهل ويسير بالتنفيذ السريع للقرارات الحكيمة وبتيسير أمور المواطن التي هم على دراية بها، ووعي بكافة شؤونها، وبالرفع إلى المقام الكريم بما يرونه في صالح الوطن والمواطن، فولي الأمر يحفظه الله تسعده راحة المواطن وسعادته، ويهمه كثيراً أن يجد كل مسؤول تنفيذي حرصاً على خدمة المواطنين عاملاً من أجل مصالحهم التي يوليها حفظه الله كل اهتمامه وفكره. فهلا نظر المسؤولون التنفيذيون كل في موقعه إلى هذه الصورة من المحبة والوفاء وتساءل كيف يحافظ عليها ليجعلها أكثر بهجة وإشراقاً؟ حفظ الله لنا ولي أمرنا وولي عهده وسمو النائب الثاني، ووفق كل مسؤول لتحقيق طموحاتهم في خدمة الوطن والمواطن. - وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام -سابقاً