أكَّد باحثون وباحثات يشاركون في مؤتمر (دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي)، الذي نظمته جامعة طيبة على أهمية نشر الوسطية والاعتدال بين الشباب في الجامعات العربية ومحاربة التطرف بكافة الوسائل المتاحة، والتأكيد على أهمية التوازن في تناول الموضوعات المتعلقة بهم. وقال الدكتور إبراهيم طه الأستاذ بكلية الآداب بجامعة قناة السويس: إن أهمية مؤتمر الوسطية تكمن في حاجة الأمة إلى بيان مفهوم الوسطية، وخصوصًا أن بعض الناس يُعدُّ التساهل في الدين وسطية، أو يغالى ويُعدُّ نفسه من أهل الوسطية، وهذا في ظل تمييع المفاهيم عند كثير من المسلمين الآن. ومن جانبه أوضح الأستاذ الدكتور أحمد كروم عضو هيئة التدريس بجامعة ابن زهر في أغادير بالمغرب: إن ما تعيشه الجامعات العربية من ضغط متزايد على مستوى تكاثر إعداد المتعلمين، واتساع مسؤوليات التأطير والتكوين، بالإضافة إلى مسؤوليات المشاركة والانفتاح على الإشعاع الاجتماعي والوطني جعل الأمر ملحًا لتقوم الجامعات بواجبها في هذا الصدد. وأضاف: إنه لا يمكن استقامة مشروع البحث في التربية على قيم الفكر الوسطي في صفوف الشباب العربي إلا في إطار مشروع علمي تربوي متكامل، يعمل على تحقيق عدد من الأهداف الوطنية التي تحقق الوعي بمادة الأمن والاستقرار. وقال الدكتور أشرف محمود بني كنانة أستاذ مساعد بجامعة اليرموك: إن المؤتمر تميز بحصرية الدعوة إلى الوسطية بين طرفين فاعلين في الأمة وهما من يمسك بزمام التغيير: الجامعات، والشباب، وأن القيادات الحكيمة تدرك أهمية الطرفين. ونوّه الدكتور سند أحمد عبد الفتاح أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب في جامعة عين شمس: إن الحاجة باتت ماسة من قبل العلماء والفقهاء للبحث عن طرق العلاج، ومعرفة أسباب النجاة من الغلو والتطرف من ناحية، وتثقيف الرعية بالوسطية والاعتدال وتأصيلها كما طبقها الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية أخرى. وقال الدكتور محمود السيد داود أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة البحرين وجامعة الأزهر: إنه في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها دول العالم العربي، تشتد الحاجة إلى من يعمل على غرس مبدأ الوسطية بين الشباب العربي، وأول من يقوم بهذه المهمة هو الأستاذ الجامعي. وعدّ أن الشباب والطلاب هم عماد نهضة الأمة وسر قوتها، ويجب أن ينقل أستاذهم ما يتمتع به من صور الوسطية التي يعيشها ويتمتع بها إليهم، فلا يجعلهم مغرورين بما لديهم من مظاهر القوة والذكاء والعلم، فينسبون لنفسهم كل فضيلة ويتطاولون بغرورهم إلى كل منزلة، ولا يجعلهم في نفس الوقت ناظرين إلى جوانب الضعف والعجز عندهم، فيحتقرون أنفسهم، ويعيشون في الحياة ضائعين. فيما قالت رقية بوسنان من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية: إن المؤتمر اجتمعت فيه ثلاثة عناصر هي: الاستقامة، والجامعة، والشباب الذي يُعدُّ فئة مهمة يجب الاهتمام بها ويجب أن تكون ضمن أولويات أي مؤسسة لتطويرها والحفاظ على هويتها وقيمها من أجل ضمان مشاركتهم الفاعلة في تنمية المجتمعات. من جانبها بيّنت الدكتورة شاذلية سيد محمد الأستاذ المساعد بجامعة الجزيرة السودانية: إن شرف المؤتمر يتمثل في انعقاده في رحاب جامعة طيبة وتناوله الوسطية التي هي أساس الدين، وأشارت إلى أن الجامعات هي التي تقود حركة النهضة والتغيير، وأن الشباب هم الأمل والمستقبل الذين تبنى بهم نهضة الأمم.