حذَّر المستشار والداعية الإسلامي الشيخ عبد الله بن صالح القصير من كيد دعاة الفتن وما يجمِّلون به شرورهم من فنون المكر والحيلة، مؤكداً على أن إجماع أئمة هذه البلاد السابقين واللاحقين على وجوب لزوم الجماعة والتحذير من الفتن والخروج على ولاة الأمر يجعل حرمة تلك الأنشطة بيّناً وواضحاً، وبخاصة في مثل هذه الأيام وما يحيط ببلادنا اليوم ظاهراً وباطناً من معتركات وفتنٍ عظيمة متنوِّعة، ومواجهة تتابع غارات من الأعداء على ديننا وولاة أمورنا وحرماتنا وكياننا ومجتمعنا، لأن أعداء الأمة إن وجدوا فينا صَلابةً وفي جهادنا قوّة ولَّوا الأعقاب، وباؤوا بالخسران، وإنْ نالوا منَّا ولو يسيرًا طَمِعُوا فيما هو أكبر منه، وبيَّتوا من أنواع المكر والمكيدة والغدر والحيلة. وشدد على خطورة دعاة الفتن بما يُثِيرونه من الدِّعايات المزخرَفَة والأفكار المضلِّلة، وأنواع الشبهات، ويخدعون الناس بزخارف أقوالهم ومعسول كتاباتهم وكناياتهم، داعياً إلى الاعتصام بولي الأمر وتحريم تعاطي الأسباب التي تدعو إلى التحريض والخروج وشق الصف ومفارقة الجماعة لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خلع يدًا من طاعةٍ لقي الله يوم القيامة لا حُجّة له، ومن مات وليس في عُنُقِهِ بيعةٌ مات ميتةً جاهليَّةً». وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خرج من السُّلطان شبرًا مات ميتةً جاهليَّةً»، محذراً مما يقوم به الأعداء من زرع الضغائن والأكاذيب وتوليد الأحقاد بين الرعاة والرعية، لأنها تفسد القلوب وتحدث الفرقة وتفتح أبواب الشرِّ والفتنة. وأوضح الشيخ عبد الله القصير أن تلاحم القيادة بالرعية في بلادنا أثمر ويثمر عن إنجازات حضارية إسلامية سبقت الكثير من البلدان الأخرى بفضل الإخلاص في القول والعمل وتفويت فرصة أعدائنا من المغرضين ودعاة الفتن الذين يسعون إلى استباحة عقيدتنا وبلدنا ومجتمعنا، وحاق بهم مكرهم في كل الأزمان، مشيراً لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينصح لسلطانٍ بأمرٍ فلا يُبْدِ له علانيةً، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإنْ قبل منه فذاك، وإلَّا كان قد أدَّى الذي عليه له»، مؤكداً على أهمية النصيحة بالمحبة والخير لولي الأمر، وأن يسر إلى ولاة الأمر بالنصيحة في أمور الدين وشؤون المسلمين ولا يجاهر بها، ومضيفاً إلى وجوب محبة قوتهم ونصرتهم وعزتهم واستقرار ولايتهم، ودلالتهم على خير ما يعلم لهم، وتذكيرهم بما يحتاجون إلى تذكير بشأنه، مما يتعلق بخاصتهم أو رعيتهم، وأداء العمل الذي يكلفون به على أكمل وجه وأحسنه، وحفظ أمانتهم، وجمع القلوب عليهم، وتوحيد كلمة المسلمين تحت لوائهم، والسعي في تمكين الألفة والمودة بينهم وبين رعيته.