عندما تشاهد موقع محافظة رنية الجغرافي وتنظر لاحتياجات سكانها، خاصة الجانب الصحي الذي يُعَد سبباً (بعد الله) من أسباب العيش بصحة وعافية، فلك أن تنظر لأعداد سكان هذه المحافظة الذين قد يتجاوز عددهم الثمانين ألف نسمة منتشرون بقراها المترامية، كل هذه الأعداد الهائلة تتهافت على مستشفى رنية العام الذي يقع في وسط المحافظة. لعله يفي بالغرض لكن المرضى يلاحظون أن «العيادة مغلقة» أو «لا يوجد طبيب إخصائي» مما يضطرهم إلى مراجعة مستشفى الملك عبد الله ببيشه، من أجل العلاج. فمستشفى رنية أرى أنه بحاجة إلى تطوير خاصة أثناء ورود حالات مصابين جراء الحوادث المرورية، يشتبه في كون المصاب لديه نزيف داخلي بالرأس وهذا ما يستوجب أخذ إشاعة مقطعية له، ولكن «لا توجد في مستشفى رنية» مما يدفع بتحويل المريض من أجل أخذ الأشعة المقطعية له من بيشة مما يزيد من الأخطار، فلو كان يعاني من نزيفٌ حاد لا يمكن للأشعة العادية تشخيصه، فإن ذلك يعرضه لمضاعفات قد تودي بحياته قبل الوصول لمستشفى الملك عبد الله ببيشة حيث إنه يستلزم وقتاً طويلاً يُقدر بثلاث ساعات في الغالب. فعندما يأتي مريض يعاني من عارض صحي بسيط لا يستطيع الطبيب تشخيصه، لعدم وجود أشعة مقطعية تُحدد أو تُساعد في تشخيص المرض فإن ذلك يدفع الطبيب بالتحويل إلى بيشه، حيث يُستلزم تحريك سيارة إسعاف وطاقم طبي لمرافقة المريض وعند أخذ الأشعة المقطعية التي تَحَولَ من أجلها المريض، يُفاجأ الجميع بأن حالة المريض لا تستوجب كل هذا العناء. لكن أملنا بالله ثم بالمسؤول ليتم توفير أجهزة أشعة مهمة كهذه. وأيضاً ضرورة توافر دكتور استشاري. حتى لا تظل العيادة مغلقة إلى وقت غير معلوم، مما يعطل المراجعين. إلى جانب ذلك نود التنويه إلى وجود نقص شديد في الكادر الطبي من الدكاترة والممرضين، خاصة عندما تشاهد حالة الطوارئ في الفترة المسائية، فلا يوجد سوى دكتور وممرضتين فقط، مع تزايد حالات الحوادث في المساء. ومن المهم أن نذكر هنا أيضاً موضوع السائقين لسيارات الإسعافات وقِلَتَهُم، فرواتبهم ضئيلة جداً ولا تتجاوز الألف ريال، وسواءٌ تم تحويلهم أم لا فإنهم يظلون على هذا المرتب الضئيل دون أي تحسين أو تعديل، مما دفع الكثير منهم للعزوف عن العمل. فآمالنا لم تمح بعد، واحتياجاتنا لم تنعدم بعد، فقط نحتاج الى من يُصِغِي الأذنين ويسمع المعاناة، وحتماً ستتغير الأحوال وسنشهد التطور الحقيقي لمستشفى رنية العام. عمر السبيعي - رنية