نتابع منذ فترة ما يحدث في بعض الدول الأجنبية والعربية وما يسودها من فوضى عارمة، ويعتقد البعض أنها من صنع الغرب، إلى أن طال المد دولاً شقيقةً كانت ترفل في الأمن والأمان، فانفلت الأمن وتزعزعت الثقة وهرب السائح والمستثمر وهوى الاقتصاد، فكم من شهيد إن صحت التسمية وما أكثر عدد الجرحى، والجرح الحقيقي هو الذي يمس أمن الوطن والمواطن.لقد تم استغلال الحشود وانشغال الأمن بالتعامل معها بالسطو على الممتلكات الخاصة والعامة وإتلاف المرافق وإشعال النار في المحال التجارية وبعض البنايات المهمة سواء كانت عامة أو خاصة، لقد قامت جماعات تدين بالولاء لجهات مشكوك في حسن نواياها تجاه شعوب المنطقة العربية بمهاجمة مراكز الشرطة والاستيلاء على ما بها من أسلحة وذخائر ونفذت خطة باقتحام السجون وأطلقت السجناء سواء كانوا سياسيين أو مدانين في جرائم بكافة أنواعها، واختلط الحابل بالنابل، تشكلت العصابات لنهب الممتلكات، بل سمعنا عن الاعتداء على الأعراض، أصبحت التهم تكال إلى الجميع سواء كان قائدًا أو زعيمًا أو نظامًا من أنظمة الحكم جزافًا، إنه العبث المنظم أو الفوضى الخلاقة، كما أطلقت عليها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.ولو أدرك هؤلاء أن الخروج على ولي الأمر معصية كبرى لما وقعت تلك الأحداث المؤسفة، لقد كان الأولى بهم عدم تخريب دولهم بهذا الشكل العبثي، وما أسهل الهدم وما أصعب البناء.نظرت حولي لأخرج من تأثير ما أراه على الشاشة الصغيرة على نفسي وأحلامي لأبنائي وأحفادي، وسجدت شكرًا لله تعالى على نعمة الأمن والأمان، فلا سلب ولا نهب ولا اعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة ولا غوغاء يستغلها الطامعون وضعاف النفوس لتحقيق مآربهم الدنيئة، فالمسيء يحاسب والمحسن يشكر، ونحن شعب محسود على كل ما أنعم الله عليه من نعم، ولكن بالشكر تدوم النعم وتزداد.فقولوا معي: اللهم ادم علينا هذه النعمة واحفظ لنا حكامنًا الميامين الذين لا يألون جهدًا لاستتباب الأمن والأمان في هذه البلاد الطاهرة وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، واحمنا يا رب من المارقين الجاحدين لفضل الله. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ فإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللّهِ وَالرَّسُولِ أن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء. [email protected]