دارت صدامات بين الشرطة الجزائرية ومتظاهرين السبت في وسط العاصمة إثر تمكن حوالي 500 شخص من التجمع في ساحة الوئام المدني للمشاركة في تظاهرة محظورة تطالب بتغيير النظام، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس وشهود أكدوا أن الشرطة اعتقلت عدداً من المتظاهرين. واندلعت المواجهات في ساحة الوئام المدني وأن الشرطة اعتقلت شخصين على الأقل أحدهما النائب في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية عثمان معزوز. وأكد رئيس الحزب سعيد سعدي اعتقال النائب معزوز، مضيفاً أن «الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان المحامي علي يحيى عبدالنور (90 سنة) تعرض لسوء المعاملة من طرف الشرطة». وأفاد مراسل فرانس برس أن حوالي 20 شاباً يحملون صور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وصلوا إلى ساحة الوئام المدني مرددين شعار «بوتفليقة ليس حسني مبارك» وانتشر ثلاثون ألف شرطي بالزيين الرسمي والمدني معززين بمئات المدرعات السبت في وسط العاصمة لمنع المسيرة السلمية التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديموقراطية. وشددت الشرطة الرقابة على المداخل المؤدية إلى ساحة الوئام المدني، كما تم توقيف حركة سير القطارات ما بين الضواحي في خطوة احترازية من قبل الجهات المختصة. ويعتزم المتظاهرون أيضاً تنظيم مسيرة في مدينة أوران ثاني أكبر مدينة في البلاد. وكان قد جرى التخطيط للمظاهرتين قبل أكثر من أسبوع. وقالت صحيفة الوطن الجزائرية في موقعها الإلكتروني إن خدمات القطارات إلى الجزائر العاصمة توقفت وكذلك الحافلات في محاولة لعرقلة محاولة السكان للوصول إلى المظاهرة. وأضافت الصحيفة أن الشرطة أقامت حواجز طرق في مختلف أنحاء المدينة وأجرت مركبات شرطة مدرعة دوريات في الشوارع. ويراقب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه الوضع بقلق حيث إن الانتفاضتين اللتين أطاحتا بالرئيسين التونسي والمصري تهددان بإثارة مشاعر من الإحباط مجددا بسبب انتشار الفقر على نطاق واسع والحاجة إلى الحريات الأساسية في البلاد.