تعتبر نزلات البرد أو ما يسمى ب "التهابات الجهاز التنفسي العلوي أو التهابات الأنف والبلعوم الحادة" عند الأطفال من أكثر الأمراض المعدية شيوعاً عند الأطفال ومع تغيرات الجو الحالية التي سيعقبها بمشيئة الله حلول فصل الشتاء يصاب معظم الأطفال بنزلات برد متنوعة لا يحسن البعض التعامل معها وفق الإجراءات والأساليب الصحيحة. وفي هذا السياق التقت "الجزيرة" أخصائي الأطفال الدكتور محسن المهدي ليحدثنا عن إرشادات في التعامل مع نزلات البرد عند الأطفال وقد أوضح د. المهدي أن نزلات البرد يسببها أكثر من (200) نوع من الفيروسات المنتشرة في الجو مثل الرينو فيروسي الذي يسبب أكثر من ثلث حالات نزلات البرد وكورونا فيروس الذي يسبب حوالي 10% من الحالات. وأضاف د. المهدي بينما تحدث الإصابة بنزلات البرد خلال العام كله ولكنها أكثر شيوعا في سبتمبر عند دخول المدارس وفي آخر يناير حتى نهاية شهر إبريل.وكل طفل يصاب بمتوسط (5) إصابات بنزلات البرد في العام خاصة عند بلوغه عامين من عمره وذلك لأن جهاز المناعة عند الطفل غير مكتمل النمو بينما تكثر الإصابة بنزلات البرد في مدارس الأطفال والروضة ومراكز الرعاية اليومية كما أنها تكثر في الأطفال الذين يعانون سوء التغذية. وتنتشر مسببات نزلات البرد عن طريق الهواء أثناء عطاس المريض وسعاله أو بالملامسة المباشرة للأدوات الملوثة بالفيروس (الأيدي). وبسؤال د. المهدي عن أعراض نزلات البرد؟! قال: تتراوح أعراض نزلات البرد عند الأطفال من سيلان الأنف والزكام والعطاس والسعال وجفاف الحلق وحتى آلام بالأذن. وعن مضاعفات نزلات البرد قال د. المهدي إنه يجب على الأمهات أن ينتبهن الى أن نزلات البرد عند الأطفال بالرغم من أنها مرض بسيط إلا أن لها مضاعفات كثيرة وذلك إذا لم تعالج بصورة جيدة. ومن أهم هذه المضاعفات شيوعا هي: التهاب الأذن الوسطى.. يضاف إلى ذلك التهاب الجيوب الأنفية والحنجرة والقصبة الهوائية والتهاب الشعب والشعيبات الهوائية والالتهاب الرئوي. وتحدث د. المهدي عن كيفية سبل الوقاية من نزلات البرد ؟! فقال: نظرا لانتشار نزلات البرد فالوقاية منها صعبة جدا لكن يوجد مصل يستخدم الآن يسمى بالفاكسبمر ب "Vaxigrip" ولكنه ضد نوعين اثنين من الفيروسات فقط، ويؤخذ هذا المصل عند بداية موسم البرد ويعطي مناعة لمدة عام كامل. وأضاف د. المهدي نظراً لخطورة مضاعفات نزلات البرد عند الأطفال الصغار فيجب عزلهم بعيدا عن الأشخاص المصابين. وأبان د. المهدي كيفية معالجة نزلات البرد فقال: إنه لا يوجد حتى الآن علاج ناجع لنزلات البرد إلا أن الأم تستطيع مساعدة الطفل والتخفيف من تعاسته ومعاناته أثناء هذه النزلات بالآتي: السعال: تختلف حالات السعال عند الأطفال كثيرا ولذلك يلزم إعطاؤهم أنواعاً مختلفة من أدوية السعال لتهدئة ذلك بشكل فعال. فالسعال المصاحب لنزلات البرد غالبا ما يكون صدرياً ويصدر عن الطفل صوت يشبه الخرير ويكون السعال مصاحبا بإفرازات البلغم والمواد المخاطية ويسمى ذلك سعالا منتجا. وهذا النوع يحتاج إلى سعال مقشع يساعد على إخراج البلغم كالريزيل Resyl أما السعال الذي لا يصاحبه بلغم فيوصف بأنه سعال جاف ويكون مزعجا خصوصا في الليل وهذا يحتاج إلى دواء مهدئ للسعال كالروميلان Romelan. سيلان الأنف والعطاس والزكام وتدميع العيون: كل هذه الأعراض هي أعراض حساسية ويمكن تخفيضها باستعمال نقاط مزيلة للاحتقان بالأنف كالأتروفين Otirvin لفترة قصيرة كما يمكن استخدام نقاط مضادة للحساسية فنستيل Fenistil . التهاب الحلق: لتخفيف التهاب الحلق المصاحب لنزلات البرد يعطى الطفل كثيراً من السوائل مثل عصير الفواكه مع وجبات خفيفة من الطعام مثل شوربة الخضار أو البطاطا. ثم اختتم د. محسن السيد المهدي أخصائي الأطفال حديثه ل"الجزيرة" بتوجيه نصائح وإرشادات عامة للأم لتخفيف أعراض نزلات البرد عند الطفل هي: دع الطفل يستنشق بخار الماء ولكن لا تستعملي هذا مع الأطفال الصغار (2 شهر سنة). أعط الطفل كثيرا من السوائل الدافئة كالنعناع والشاي الخفيف والتليو والنيسون والحلبة وعصيرات الفواكه. ارفع رأس الطفل وكتفيه قليلا عند النوم: وذلك باستعمال وسادة "مخدة" عالية وهذا يساعد على عدم نزول المواد المخاطية الى الحلق والتي تزيد من حدة نوبات السعال عند الطفل. البس الطفل ملابس قطنية خفيفة في النهار واحرص على عدم تغطيته بأغطية ثقيلة تزيد من حرارته وتزعجه عند النوم.