يلتقي عشاق الآثار والصناعات اليدوية العريقة والمأكولات الشعبية وعبق الماضي من الساعة الثانية ظهراً حتى العاشرة مساءً كل يوم في أضخم سوق شعبي في المملكة حيث يقام على مساحة 50 ألف متر مربع وأنشأته أمانة منطقة القصيم لزوار مهرجان ربيع بريدة 32 (مرباع وإمتاع) بعد أن لاقى إقبالاً كبيرا في الأعوام السابقة عندما كان مجرد خيام موزعة نال على إثرها المهرجان في أحد الأعوام كثاني حضور جماهيري على مستوى المملكة بعد مدينة جدة وذلك بحسب هيئة السياحة والآثار وبنسبة مبيعات فاقت النصف مليون ريال . ويحتضن السوق الشعبي - الذي أعاد للأذهان صورة سوق بريدة القديم ومنطلق قوافل العقيلات قديماً (الجردة) بكل تفاصيلها - العديد من الحرفيين والحرفيات من جميع مناطق القصيم الذين يقومون بصناعة المشغولات اليدوية والنسيج والسف الذي تجيده باحترافية العديد من سيدات المجتمع القصيمي لإنتاج السلال والزنابيل وسفر الطعام والمكانس القديمة وكل ذلك بجودة عالية ضاعفت من أسعار المبيعات, وعزز من الإستراتيجية التي تتبناها هيئة السياحة والآثار المتضمنة الاستفادة من المقومات الطبيعية في المناطق . من جهتها تتواجد العديد من الأسر المنتجة التي تعرض إنتاجها من المأكولات الشعبية كالجريش والمرقوق والمطازيز والقرصان والحنيني والكليجا والمعمول ما ساهم في فتح آفاق تسويقية لها ولمنتجاتها التي تحضى بإقبال منقطع النظير. ولمزج السياحة بالترفيه والتثقيف فقد أعد المنظمون فعاليات حافلة بالبرامج داخل السوق الشعبي لتكون في متناول الأسرة كالألعاب الشعبية التي مارسها الآباء قديماً والمسرح الشعبي وعروض الصيد والخيل ومتحف التراث وركوب الإبل والخيل والعربات والسيارات التراثية ومدينة الألعاب بالإضافة إلى الجلسات الشعبية لتقضي الأسرة يوماً ماتعاً داخل أروقة المهرجان . أما ما يخص الفعاليات النسائية الخاصة فهناك أمسيات شعرية لعدد من الشاعرات وندوات تثقيفية ومحاضرات دينية واجتماعية ودورات تدريبية ومعارض ومسابقات, وأخيراً فعالية عرس الوطن وهي احتفائية بسلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة عدد من الشاعرات وبرعاية فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة القصيم.