طرح برنامج «أهلا بالمستمعين» الاذاعي موضوعا مهما هو هموم الموظفين، وعلاقاتهم بالمسؤولين، ومدى معرفة هؤلاء الموظفين بالأنظمة والقوانين واللوائح الادارية ومدى التزامهم بها، والامتيازات المادية والمعنوية التي يودون الحصول عليها. ولقد شاركت في هذا البرنامج الجماهيري الذي يقدمه الأستاذ عبدالعزيز العيد ويهمني ان يطلع قراء الجزيرة على أهم ما جاء فيه. تناول البرنامج عدة محاور منها ما يسيّر ويصنع علاقاتنا الوظيفية هل هي قناعات المسؤول بامكانات الموظف أم ان هناك جوانب أخرى مؤثرة كموضوع النفعيّة «شد لي وأقطع لك» ومدى استيعاب الموظفين لتقاليد وأدبيات المهنة، والمنافسة في المناخ الوظيفي. ان استيعاب تقاليد المهنة يختلف باختلاف الوظيفة التي يمارسها الفرد. ذلك ان هناك أعمالاً ادارية بحتة، ومهام محددة، لا أظن الكثير من الموظفين يجهلونها مثل باحث قضايا، مدير مكتب، مستشار، موظف اتصالات، مدير ادارة، مدير عام، فالمهام في الهيكل التنظيمي للمنظمة واضحة وبالامكان العمل ضمن اطارها. أما بالنسبة للعمل الفني التقني فهو عمل متخصص يحتاج الى تكوين علمي وخبرة وتدريب مكثف ليستطيع الموظف العطاء من خلاله مضافا الى ذلك قدرة وذكاء الموظف واقباله على العمل والفروق الفرديّة بين الموظفين. من الملاحظ لدينا ان العلاقة بين الموظف والمسؤول يحكمها عدة أمور منها طبيعة المسؤول والموظف والمنشأة والعمل المناط بالموظف. هناك مسؤولون يفتحون أبوابهم للناس وللموظفين على حد سواء، وبعض المسؤولين لا يولي هذا الأمر أهمية كبيرة.. وهذا مكمن الخطأ المطلوب تلافيه. وهناك موظف يجتهد في عمله ويحاول أن يمتِّن أواصر العلاقة مع رئيسه، وآخر ينكفىء على نفسه محبطا «Frustrated» ضاربا بعلاقته مع رؤسائه عرض الحائط مما ينعكس بالسلب على الموظف نفسه والمنشأة في نهاية الأمر. ان طبيعة المنشأة قد تحدد مسار العلاقة بين المسؤول وموظفيه فالوزارات تختلف فيما بينها كما هو الحال في القطاع الخاص.. بعض المنشآت مسؤولياتها جسيمة وواسعة ومتنوعة وقد لا يجد المسؤول وقتا كافيا لبناء روح الفريق مع موظفيه، الأمر الذي قد يحجب عنه بعض المعلومات والحقائق المهمة ويستأثر به مجموعة قليلة من الموظفين الذين لا يجدون الوقت الكافي والاهتمام بمسألة روح الفريق «Teamwork» في المنظمة. طرح البرنامج أيضا موضوعا مهما عن الامتيازات التي نلاحظ انها بعض الأحيان تتجه ليس للأفراد النابهين المبرزين في عملهم وانما تذهب هذه الامتيازات لبعض الأقسام أو الادارات وكأن غيرها من الادارات لا تعمل بنفس الأهمية والقيمة وبالتالي تتراجع عطاءات الادارات الباقيةمن خلال تراجع موظفيها لاحساسهم بأن عملهم لا يشكل أهمية لدى المسؤول. وحبذا لو درست قضية الامتيازات بحيث تكون للمتميّز من الموظفين في أي ادارة كانت. وليس لادارة معينة دون أخرى «العدالة الادارية» ذلك ان بعض الادارات التي تحظى بالامتيازات قد يكون بها موظفون لا يستحقون تلك الامتيازات، غير ان انضمامهم لهذه الادارة جعلهم يجنون مالم يزرعوه. ولو كانت الامتيازات للموظف وليس للادارة لجعلنا الحوافز عامة لكل نشط في المنظمة بأسرها. ولابد ان هناك آليات تحدد المستحق المتميز في أي إدارة كانت. طرح البرنامج موضوعا مهما وهو ضرورة معرفة الموظف بالأنظمة الادارية في منشأته والهيكل التنظيمي، ومهام الادارة التي ينتسب لها ومهام القسم الذي يعمل به ودوره في ذلك القسم على وجه التحديد ليعرف مسؤولياته وحقوقه وواجباته.. فالنظام لا يحمي المغفلين!! وعندما يتسنى للجميع معرفة أدوارهم نكون قد اقتربنا من عالم اللامركزية الجميل الذي اعتقد انه يشعر الموظف بأهميته، ويحقق له التدريب على رأس العمل، وتحمل المسؤولية وبالتالي وجود صف ثان من المسؤولين لكي يتبوأوا المواقع الأولى في حالات الغياب والاجازة والمرض لاقدر الله دون خلل أو فجوة ودون ان تتعطل مصالح الآخرين. شكرا لاذاعة الرياض على هذا البرنامج الذي يخلق وعيا اجتماعيا فيما يطرحه من قضايا. [email protected]