بل لعينيك بكاء الحزين.. وأنت لا ترفلين بثوب كريم.. بل لعينيك حزن الفجيعة.. وأنت لا تطمئنين لجيب بنَّائك، ولا لكف مصافحيك.. كل الحزن في وجوه الهلعين فيك، فلعينيك شتات المدينة، حين المدينة تغدو الأمومة في عز شغفها على من تربى في أحشائها ثم يموت على كفيها، وهي تنظر لا تلوي على مقدرة.. لعينيك جدة، ترجف الأفئدة ورتق كبير في صدر الحالم مزقت في قدميه السلامة وقفة الانتظار.. لعينيك حين تصيح نداءات المنذرين ولا من يصيخ.. لعينيك حين ترد الحناجر غصة الخائفين.. لعينيك يدعو المريض على فرشه عزلته المياه بدائه عن دوائه.. وطفل بينه وبين والده شارع استحال لبحر عميق.. لعينيك حدب على من يسبحون على حافة من رصيف، يا لطيف.. لعينيك تكبر عيون السؤال.. ولكنه لا يجيب.. وتيار نور عاف الفجيعة لعينيك ودع النور خشية الانفجار.. لعينيك صبر الناس بين خوف وحسرة لكنهم لا ييأسون فحب المدائن بلسم لجرح الخيانة لعينيك هذا الدواء.