قبل أن يقول العاطلون عن العمل في تونس كلمتهم الفصل، كان هناك مدونون إلكترونيون، يفضحون ممارسات الفساد ويعلنون تحديهم الوطني في وجه كل محاولات الإسكات والإذلال. كان هناك « سليم عمامو»، الشاب العشريني الذي اختار الشبكة العنكبوتية، لتكون ساحة حربه وحرب أقرانه ضد الظلم والقهر. وعلى الرغم من اعتقاله لأكثر من مرة، إلا أن ذلك لم يثنِ عزمه، وواصل الحرب بكل أدوات تقنية المعلومات. اليوم، سليم عمامو يشغل منصباً وزارياً في الرياضة والشباب، تقديراً من الحكومة المؤقتة لأدواره في كشف زيف الحقبة السياسية البائدة. وهذا التقدير في رأيي، ليس لشخص سليم، بل لتقنية المعلومات الإلكترونية، التي أثبتت أنها هي سيدة الموقف، من الآن فصاعداً. ولكل الذين لا يقدِّرون هذه السيدة كما يجب، سنقول: - لقد انتهى زمن الحجْر على المعلومات وعلى الإحصاءات وعلى الحسابات، وبدأ عصر جديد. عصر يستطيع أي كاذب أن يكذب فيه، وبإمكان أي فاسد أن يفسد فيه، ولكنهما لن يستطيعا أن ينجوا بكذبهما وفسادهما، مهما كانت قوة أو قوات الإخفاء لديهما. قد يظن البعض، أنني أقلل من الشرارات الأولى لثورة الشارع التونسي، لكنني أجزم بأن الذي حرك هذا الشارع، هي ثورة أكبر: ثورة المدونات والمدونين. ثورة شجاعة وجرأة كشف الفساد والفاسدين، على صفحات الإنترنت، البعيدة عن سلطة الورق.