هو حنيف بن ضيف الله بن سعيدان، من ذوي سعدون، من الصعران احد افخاذ قبيلة مطير. ولد في منطقة الصمان ونشأ وترعرع فيها متنقلاً مابين منطقة نجد والشمال الشرقي من الجزيرة العربية والكويت وعاش فيما بين عام 1860م الى 1945م وتوفي رحمه الله على موضع ماء يسمى «الوقبا» على الحدود الشمالية من المملكة الان. عاصر فترة ما قبل توحيد المملكة الى ما بعدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه وقد مدحه بعدة قصائد منها قوله: عسى نهار اليوم يطرد نهار امس والله يبدل كودها في رخاها حراً طلع للحوح من مطلع الشمس يقداء جموع ما عرفنا حصاها جر الجموع وجر جنسٍ على جنس وعينت قوم حسين في ملتقاها ولم ولام الحرب فوق النضى الكنس وخيلاً على البيداء تسالس حذاها حراً يزوم ويصفق خاطره عمس داراً بها الدا: لين داوى دواها بمهدفات حدها ما يبي اللمس يجلى عن الكبد العليله وباها ومصقلاً له مقضباً يزحم الخمس لين الديون المرمسات اقتضاها والفضل للي فرض الكف للخمس اللي اليا اخلاها يريع ملاها محصي مخاليقه مع الجن والانس اللي بسط سبعٍ وسبعٍ بناها كان حنيف من الشعراء المقربين عند الشيخ فيصل الدويش الذي لقبه ب«ربع مطير» لدفاع حنيف عن القبيلة وشيخها فيصل في موقف يوجب الدفاع فتصدى حنيف له دون غيره من شعراء قبيلته الذين كان بعضهم موجوداً فجازاه فيصل بهذا اللقب الذي ميزه عن غيره من شعراء قبيلته وذلك بعد قصيدته الشهيرة التي منها قوله: لا قيل وين مطير واخفن الارماس الراس بين محقبه واللهابه كزوا لهم من غب الامطار عساس وتباشروا بالصلب كثرة شرابه قاد السلف واستجنبوا قب الافراس وحطو جنيح شده من حرابه امهارهم في غبه العج غطاس وايمانهم ترمي العشا الذيابه لباسه الماهود والدرع والطاس ومذلقٍ تدنى المنايا ذبابه يتلون ابن سلطان قطاع الأرماس كونه صباح وكون غيره نهابه الى ان يقول: ياشيخنا مالك حلي مع الناس اسمك تسمابه عيال الحرابه اسمك على جسمك وفعلك على ساس وافعول اهلكم من عصور الصحابة وفي قصيدة اخرى يمدح بها الشيخ محسن الفرم احد شيوخ قبيلة حرب يقول فيها: عديت بالمرقاب من ضيق جولي وابدعت في راس الحجاء ما طرالي في مرقب مافيه زولٍ يزولي في راس مرقاب طويل لحالي وحولت مدري وين تنحر ذلولي والله ما ندري وين تعز الرجالي مادام ابو جلال ماهو بحولي من دونه الجازي ترب الغزالي ثم يقول: واليوم ابطرش يوم هم قربوا لي للفرم ملفى موميات الحبالي ماله مثيل بالكرم والدلولي كنه سهيل اللي على الخد عالي الفرم يازبن الحصان التلولي لاجن مثل مخزمات الجمالي الى ان يقول: لك منزلٍ ما يتقي بالنزولي انتم هل القالات بأول وتالي انشهد انه قد مضى لك فعولي تمدح جنوب ويمدحونك شمالي وعلى الرغم من الاعتقاد السائد لدى عامة الناس بأن حنيف شاعر مدح ونقيضه الا ان ذلك الاعتقاد لا يتكئ على حقيقة ظاهره بل ان حنيف شاعر تطرق لكثير من اغراض الشعر مثل الغزل والوصف والرثاء ومن ذلك قصيدة غزلية يقول فيها: خلي نطحني فوق الأوضح يصاغيه اول عذابي قال: وين انت غادي ابو جديلٍ فوق الامتان حاويه قدم اربعة وخلاف ماله عدادي ياناسٍ قلبي حايرٍ وين ابغديه اما افزعوا والا عطوه السدادي والا عطوه مغيزل العين يبريه يوزيه من بين النحر والفؤادي الى ان يقول: ترى الحظيظ الي عشيره يصافيه والا رديفه فوق عصم الايادي اليا بغى له هرجةٍ ما يناديه ما بينهم ياكود راس الشدادي يرضي المليثم ما يصدد با شا فيه يرضي المليثم واسفرن الثنادي وفي قصيدة تطرق فيها للقهوة يقول: لا قيل هات ابهارها قيل مشيول من بقشةٍ نقش البريسم عرجها ابهارها جاهم من الهند مرسول واحذر تزوعه فوق حامي وهجها البن الاشقر للمعاميل مزلول من دلة حوافها ما طهجها فنجالها للوصف ماهو بمجهول اخضاب عذرا طامحه من غنجها فنجالها عده لزول وراء زول لثنين والثالث مروي زرجها والحديث يطول عن هذا الشاعر العلم الذي خلده الشعر في ذاكرته ولكني لا اريد ان اطيل عليكم اكثر من ذلك متمنياً ان اكون قدمت ما يرضي القارئ ويشبع رغبته في الاطلاع على تراثنا الشعري العريق.