تبقى الجزيرة العربية سخية وكريمة بإنجاب الشعراء الأفذاذ إلى عصرنا هذا واليوم نقف عند أحد هؤلاء الشعراء وهو الشاعر رشيد العلي الحمد الأسعدي العتيبي وهو من شعراء الزلفي البارزين تميز بجودة الشعر وجزالة اللفظ وبراعة التصوير. وقد عاش في آخر القرن الثالث عشر بدليل قصيدته التي امتدح فيها الأمير عبدالله الفيصل في عهد والده الإمام فيصل بن تركي. وتوفي شاعرنا -رحمه الله- عام 1302ه، ومما قاله هذه القصيدة: يالعبد لا تشحن ترى الرزق مضمون اوصيك وأوصي شح نفسي بالإيقان دنيا تزول ومن عليها يزولون يبقى العمل محصي علينا بضبطان احذر تطيع إبليس فإبليس ملعون عندك هوى وايضاً مع النفس شيطان بالليل لا ترقد مع اللي ينامون اغسل وصل وينكمت كل فسقان إلى أن قال: يالله ياللي له عبيده يسالون جعله من المنشا ليا حد نجران لكن خشوم المزن للي يخيلون خيل ترد من المغاتير شذان تنقر لها الغربي والأخرى لها عون بامر الولي سيله على الحزم طوفان تلقى الزبيدي عقب ما سال بجنون بيض تلامع كنها روس طليان وهذه قصيدة قالها رشيد في إحدى رحلاته المعيشية ويصف رفقاءه وحالتهم. ومنها: يا حيف عقب مفلفلات المضاريب ارقد على الجاعد وفي غزله الشوك أوسادتي قاس الحصا والحراديب ومشروبي المالح وبالطين معبوك مع لابة لو كثروا لي تراحيب امشي وانا معهم كما الطير مشبوك وسأل رجل أحد المشايخ عن الشرك وعن بعض أمور الدين, فقال فضيلة الشيخ: أنت من أهل الزلفي؟ قال السائل نعم. قال أوما سمعت قصيدة شاعركم رشيد العلي الذي من أبياتها قوله: السنه الغرا كما الصبح وان بان تمسي وتصبح كل يوم جديدة لو قمت بالتوحيد مع كل الأركان وواليت ضده فأنت مالك شريدة كم واحد يطبع على قلبه الران يقرأ كتاب الله وهو ما يفيده وفي إحدى السنين حجّ رشيد وفي طريق العودة قال له أحد أصدقائه يريد استثارته: (يا رشيد ما شفت النساء الجميلات اللاتي حججن هذه السنة) فقال: الله على الفنجال وان جا محله في روضة خضرا ومع طبخة السيل وتوقد بسمر ما توقد بجله والزعفران أبهارها خالطه هيل لعيون حسنا يسهجن الأظلة يمشن بنا عوض النجايب إلى الليل من حج معنا هالسنة فدوة له لو كان بيض أخدودهن كالقناديل وقال أيضا: اليا رزقنا الله فلا انا ابخلان من رزقنا ترزق ايدين كثيرة حنا كما طير يخفق بجنحان نضرب حراوي رزقنا كل ديرة رحم الله شاعرنا وغفر له وإلى اللقاء مع أحد شعراء هذا البلد الطاهر الذي لم يظهرهم الإعلام لنا ولو بالقليل.