تصوير - سعيد الغامدي بمشاركة«60» متخصصاً في المجال الإعلامي والأمني في الدول العربية انطلقت صباح أمس بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أعمال الحلقة النقاشية «دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب» والتي تنظمها الجامعة بالتعاون مع مجلس وزراء الإعلام العرب. وأكد مدير العلاقات العامة بالجامعة الدكتور خالد بن عبدالعزيز الحرفش في كلمة الافتتاح على ترسيخ القيم الفاضلة والمفاهيم الصحيحة للتصدي لظاهرة الإرهاب الذي يعد أبشع جرائم العصر، وأشار الدكتور الحرفش إلى أهمية الإعلام ودوره المؤثر الذي لا يقل عن الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الظاهرة. من جانبه أكد مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب المستشار ياسر عبدالمنعم على ضرورة التعاون بين الإعلام والأمن لإيجاد السبل الكفيلة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومصادرة تحويله رافضاً ربطه بعرق أو دين لأنه أصبح ظاهرة دولية داعياً في ختام كلمته إلى إيجاد خطة إعلامية عربية للتصدي لهذه الظاهرة. بعد ذلك ألقى نائب رئيس الجامعة الدكتور جمعان بن رشيد بن رقوش كلمة أكد فيها على أهمية الإعلام وأثره في تنمية الحس الأمني للمواطن الأمر الذي يستدعي ضرورة تكامل الجهود الإعلامية العربية للتصدي لهذه الظاهرة من خلال وضع آليات وأسس للتعامل والتكامل الأمني والإعلامي لمواجهتها. مشيراً إلى أن هذه الحلقة تأتي في إطار جهود الجامعة لتوطيد العلاقة بين الإعلام والأمن للتصدي لهذه الجريمة التي تشكل تعدياً بشعاً على حقوق الإنسان وتهديد الأمن الدولي. بعد ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى بورقة تناولت «معوقات تغطية وسائل الإعلام العربية للأحداث الإرهابية» قدمها وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوي أكد خلالها أن معظم الدول العربية تعمل على الاحتفاظ بسيطرة قوية على الإعلام رغم التحويلات السياسية والاقتصادية والإعلامية الناتجة عن تداعيات العولمة، مشيراً إلى أن السيطرة السياسية تأتي من خلال التوجيهات المباشرة أو غير المباشرة التي تصدرها وزارات الإعلام التي تعكس السياسة الرسمية للدولة ومدى تأثرها بالصراعات الإقليمية ومدى انحيازها لطرف ضد آخر. وأوضح الدكتور مكاوي أن جميع الدساتير العربية تنص على حريات الصحافة وفق ما يقضيته القانون بشرط عدم تجاوزه، شارحاً عدداً من المعوقات التي تواجه الإعلام العربي والمتمثلة في الرقابة السابقة على النشر وذلك بوجود رقيب مقيم في المنشأة الإعلامية يتبع لجهات حكومية، وإصدار قائمة بالتوجيهات الحكومية حول بعض الخطوات الخاصة بالنشر، وكذلك التدخل في أسلوب المعالجة الإعلامية المتصلة بأحداث أو قضايا معينة، وبين أن الإعلاميين يتعرضون لبعض أشكال الضغط المادي «الاعتقال - التعذيب - الطرد من الخدمة» أو المعنوي «الإغراء - الترهيب - المنع من الكتابة». وفي الجلسة الثانية تناول رئيس معهد الإذاعة والتلفزيون باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الدكتور عادل نور الدين «دور الإعلام في المجتمع: نموذج تطبيقي عن قضية الإرهاب» مشبهاً الإعلام ب»المرآة» التي تعكس الأشياء أمامها ولا تنقله كما هو، ملمحاً إلى الانتقائية في الإعلام سواء في المكان أو الزمان أو الأحداث، وهو ما يقلل من الحيادية مهما كانت النوايا. وستناقش على مدار اليومين القادمين مجموعة من أوراق العمل التي تتناول ضوابط نشر المواد الإعلامية لمنع الإرهاب، والآليات الإعلامية العربية للتصدي لظاهرة الإرهاب ومكافحة الإرهاب الإلكتروني وجرائم الحاسب الآلي إعلامياً، ودور الإعلام في مواجهة هذه الظاهرة والخطاب السياسي في وسائل الإعلام والقواعد الإرشادية في كتابة التقارير الإعلامية وموقف الإسلام من الإرهاب والعديد من الموضوعات ذات الصلة.