دعا المشاركون في أعمال الحلقة النقاشية (دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب) الجهات المعنية بالإعلام في الدول العربية إلى إعداد دليل للسياسات التحريرية وكتاب الأسلوب لكل مؤسسة إعلامية عربية ضماناً لتوحيد المصطلحات والسياسات الخاصة بالقضايا الجوهرية , وتنظيم لقاءت علمية تتناول توظيف شبكة الإنترنت في التوعية الأمنية وإعداد تشريعات عربية تنظم النشاط الإعلامي على شبكة الإنترنت ،إضافة لعقد ورش عمل تضم خبراء إعلاميين وأمنيين وخبراء مشغلي الأقمار الصناعية (نايل سات عرب سات نور سات ) لتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي الذي اعتمده مجلس وزراء الإعلام العرب في العام 2007م . وأوصوا في ختام أعمال الحلقة التي نظمتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض على مدى ثلاثة أيام , وسائل الإعلام العربية المختلفة بمراعاة المسئولية الاجتماعية والحفاظ على الوطن وسلامته ووحدته الوطنية كأولوية عند تغطية الأحداث الإرهابية ومعالجة قضايا الإرهاب من خلال تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي ، وتفعيل القوانين والمواثيق والضوابط المنظمة للعمل الإعلامي والصحفي ومواكبة المتغيرات الكبيرة و المتسارعة التي تشهدها وسائل الإعلام من خلال التشريعات، إضافة إلى التنسيق والتعاون بين الجهات الإعلامية والأمنية لضمان تحقيق تغطية سريعة ودقيقة للأحداث الإرهابية بما يتلاءم ومسار التحقيقات وأمن الوطن وسلامته . وأكدوا ضرورة تطوير وتفعيل آليات عمل الإعلام الأمني العربي من خلال دقة الحصول على المعلومة والتعاون التكاملي مع الأجهزة الأمنية ،ومواكبة وسائل الإعلام الجديدة التي أصبحت واقعاً قوياً ومؤثراً،مع وضع الضوابط والأسس والمعايير العلمية والموضوعية للتعامل معها، إلى جانب دعوة وسائل الإعلام العربية إلى الإسهام في تعميق وعي الجمهور بدور الأجهزة الأمنية في حماية الوطن والمواطنين بما يعزز الثقة المتبادلة . إضافة إلى غرس المفاهيم الأمنية لدى أفراد المجتمع العربي من خلال مؤسسات المجتمع المدني ، ودعوة كليات الإعلام في الجامعات العربية والمؤسسات التعليمية والأكاديمية لإدخال مناهج تمكن من إعداد الكوادر الإعلامية المتخصصة في مجال الإعلام الأمني لمواجهة أخطار الإرهاب وكيفية مكافحته ،وتنظيم دورات علمية لتأهيل وتدريب العاملين في وسائل الإعلام العربية المقروءة المسموعة والمرئية والإلكترونية وأجهزة الإعلام الأمني بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال الإعلام والتصدي للإرهاب . وبين مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة الدكتور خالد بن عبد العزيز الحرفش أن الحلقة حظيت بمشاركة فعالة من قبل 60 مختصاً من العاملين في مجال الإعلام الأمني التوعوي ، وإدارات العلاقات العامة والتوجيه بوزارات الداخلية والإعلام و أجهزة مكافحة الإرهاب من (14) دولة عربية هي الأردن ، الإمارات ، البحرين، تونس،السعودية،السودان،سورية، العراق،فلسطين الكويت،لبنان،ليبيا،مصر،المغرب . وأفاد أن حلقة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب هدفت إلى إيضاح موقف الإسلام من ظاهرة الإرهاب ، واطلاع المشاركين على أسس التخطيط في مجال إعداد البرامج الإعلامية للتصدي للإرهاب، والاطلاع على أبرز التقنيات والوسائل الإعلامية والتعرف على مستوى تأثيرها ، والوقوف على الكيفية التي يتم من خلالها عرض قضايا الإرهاب في الإعلام العربي، إلى جانب وضع آليات التعاون والتكامل الأمني والإعلامي العربي في مواجهة الإرهاب والتصدي له ، والتعرف على جرائم النشر في وسائل الإعلام وعلاقته بظاهرة الإرهاب ،إضافة إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية بين المشاركين . وأوضح أن الحلقة تناولت خمسة محاور وهي (معوقات تغطية وسائل الإعلام العربية للأحداث الإرهابية) ، (والخطة الإعلامية لمجابهة الإرهاب) ، ( ودور الإعلام في المجتمع :نموذج تطبيقي على قضية الإرهاب) ، (ونحو مواجهة إعلامية شاملة للمواقع الإلكترونية الإرهابية)، ( والتضليل الإعلامي وأثره على العمليات الإرهابية). كما تضمنت مجموعة من أوراق العمل أهمها (معوقات تغطية وسائل الإعلام العربية للأحداث الإرهابية) و (دور الإعلام في المجتمع:نموذج تطبيقي على قضية الإرهاب)وضوابط نشر المواد الإعلامية لمنع الإرهاب ، والآليات الإعلامية العربية للتصدي لظاهرة الإرهاب ، ومكافحة الإرهاب الإلكتروني وجرائم الحاسب الآلي إعلامياً ،بالإضافة إلى دور الإعلام في مواجهة هذه الظاهرة ، والخطاب السياسي في وسائل الإعلام والقواعد الإرشادية في كتابة التقارير الإعلامية للتصدي للإرهاب ،وموقف الإسلام من الإرهاب. يشار إلى أن الحلقة النقاشية قد افتتح أعمالها نائب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش الذي أكد في كلمته خلال حفل الافتتاح أن هذه الحلقة تنفذ في إطار جهود الجامعة لتوطيد العلاقة بين الإعلام والأمن للتصدي لهذه الجريمة التي أولتها الجامعة أهمية وعناية خاصة حيث نفذ لمكافحتها العديد من المناشط العلمية فكانت الجامعة سباقة في مكافحة هذه الظاهرة التي تشكل تعدياً بشعاً على حقوق الإنسان وتهدد الأمن الدولي و حرمتها الأديان . وأكد أهمية الإعلام وأثره في تنمية الحس الأمني للمواطنين الأمر الذي يستدعي ضرورة تكامل الجهود الإعلامية العربية للتصدي لظاهرة الإرهاب من خلال وضع آليات وأسس للتعامل والتكامل الأمني والإعلامي لمواجهتها. وأوضح الدكتور جمعان أن الجامعة وبتوجيهات مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للجامعة وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب قد جعلت موضوع الإرهاب يأتي على رأس القضايا التي تحرص الجامعة على معالجتها بأساليب علمية مدروسة من خلال برامجها وأنشطتها العلمية ، نظراً لخطورة هذه الجرائم وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الدولي نتيجة للتطور المستمر لهذه الجرائم بفعل تقدم وسائل الاتصال . كما أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بالجامعة الدكتور خالد بن عبد العزيز الحرفش في كلمته أمام المشاركين في أعمال الورشة على خطورة الظاهرة الإرهابية ومايترتب عليها من آثار سلبية، وأهمية الإعلام ودوره المؤثر والموجه في عصر المعلومات والتقنية حيث غدا بالإضافة إلى دوره التقليدي أحد أبرز وسائل التنشئة الاجتماعية التي تسهم بشكل كبير في ترسيخ القيم الفاضلة والمفاهيم الصحيحة لمختلف مناحي الحياة، الأمر الذي يجعل دوره في التصدي لظاهرة الإرهاب لايقل عن الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه الظاهرة، وأضحى أضحى ركيزة رئيسة لتعزيز الأمن الفكري في تجسيد ملموس لمفهوم الأمن الشامل. وأعربت الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب من خلال كلمة مدير الأمانة المستشار ياسر عبد المنعم عبد العظيم عن تقدير جامعة الدول العربية وأمينها العام السيد عمرو موسى للجهود المقدرة التي تبذلها جامعة نايف لتحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل والإنجازات التي حققتها الجامعة في مجالات تخصصها الجدير بالذكر أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وفي سياق تنفيذها للإستراتجيات العربية في مجال الإعلام قد استحدثت دبلوماً للإعلام الأمني بقسم العلوم الاجتماعية بكلية الدراسات العليا ، كما ناقشت أكثر من (85) رسالة ماجستير ودكتوراه في هذا المجال ، ونفذت مايزيد على (300) دورة تدريبية ، و(76) حلقة عملية ، و عقدت (18) ندوة ، و (20) محاضرة علمية إضافة إلى تنفيذها لعدد (18) دراسة ، كما أثرت المكتبة الأمنية العربية المتخصصة ب (56) إصداراً في مجال الإعلام الأمني أصبحت مراجع للباحثين في هذا المجال ، وفي ذات الإطار نشرت المجلة العربية للدراسات الأمنية التي تصدرها الجامعة وهي مجلة عملية محكمة نصف سنوية ما يقارب (30) بحثاً محكماً في هذا المجال .