تعكف وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» على دراسة خياراتها العسكرية من أجل شن «الحرب» على الارهابيين حسبما افاد عدد من المحللين الذين لم يستبعدوا توجيه ضربات ضد افغانستان أو القيام بعمليات كوماندوس لكنهم استبعدوا عمليات احتلال عسكرية مشيرين إلى حملة تتطلب صبرا ضد عدو متفش. واشار وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفيلد إلى معضلة تواجه الآلة العسكرية المعتادة على مواجهة شاملة مع اعداء محددين وظاهرين كما حصل ابان الحملة الجوية على صربيا خلال حرب كوسوفو العام 1999. وقال رامسفيلد في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الأمريكية للتلفزة ان «عصرالحرب «النظيفة» بحيث تلقي طائرات حربية بقنابلها عن ارتفاع 20 الف قدم أو صواريخ تنطلق من بوارج في منتصف الليل ولا يسقط أي جريح من الامريكيين اوالحلفاء قد ولى وكل ذلك لن يجدي مع هذا العدو». وقال الخبير العسكري من مركز ليكسينغتون للابحاث دان غور «لا اتوقع حاليا شن هجمات جوية مكثفة ضد اي كان فسيكون ذلك سابقا لأوانه». واضاف «حتى لو كان لذلك معنى سياسي، فسيكون من الخطأ التركيز على افغانستان» التي تؤوي اسامة بن لادن المتهم الرئيسي في الاعتداءات التي استهدفت الولاياتالمتحدة الثلاثاء الماضي. وبالنسبة للخبراء، لا تعتبر افغانستان، البلد الممزق بسبب عقود من الحرب، والمتخلف هدفا واقعيا ولن تغير عمليات القصف من المعطيات الموجودة. ومن جهته، قال مايكل اوهانلون من معهد بروكنيغز ان الولاياتالمتحدة والحلفاء المحتملين قد يخاطرون بحرق اصابعهم «وخسارة مئات الاف الرجال» اذا حاولوا قلب نظام طالبان في افغانستان، مذكرا بأن المجاهدين الاشداء طردوا الجيش السوفياتي البالغ القوة. يبقى سيناريو قيام وحدات كوماندوس امريكية بالتحالف مع معارضين افغان بمحاولة «القبض على ابن لادن عندما تسنح الفرصة من أجل تقديمه للمحاكمة» وهو سيناريو مثالي جدا.. وكذلك سيناريو مساعدة المقاومة الافغانية التي اضعفهامقتل قائد الميليشيات الطاجيكية احمد شاه مسعود. ويعتقد اوهانلون ان الفرص معدومة أمام هاتين الفرضيتين في الوقت الحالي. وفي الواقع، فإن الارهابيين وقادتهم تفرقوا في جميع ارجاء الكرة الارضية حسبما يرى خبراء في المسائل الامنية. وبدوره، قال اندرو كريبينفيتش مدير مركز شؤون الموازنة والاستراتيجية «بالامكان مقارنتهم بالصراصير التي تتفرق بمجرد انتباهها إلى انها مراقبة». واضاف «ان المسألة ليست مسألة امكانات عسكرية بل مسألة امكانات استخباراتية وتدخل سريع» فور توافر المعلومات الصحيحة. واعتبر غور انه من غير المستبعد وضع افغانستان في خط النار لغايات مختلفة وربما لتوجيه ضربات إلى اماكن اخرى في الشرق الاوسط. وقال فرانك كيلفوو من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ان «بالامكان ايضا تحويل الانتباه لصالح ضربة توجهها القوات الخاصة». واضاف «لا استبعد شيئا» بالنسبة للعمليات «ولكن لا يوجد حل وحيد، يجب ان نستعد لحملة طويلة» من دون الاصطدام مع العالم الاسلامي. واخيرا اعرب الخبراء. وبالاجماع. عن اعتقادهم ان اجهزة الاستخبارات ستتلقى المزيد من الدعم المادي والفني والبشري في حرب طويلة تشن ضد الارهاب. وفي مواجهة مطالب الانتقام التي تغلي في اوساط الامريكيين، فإن واشنطن لن تبقى مكتوفة الايدي. وبعد استدعاء 50 الفاً من جنود الاحتياط، وضع «البنتاغون» الوحدات الخاصة المجوقلة المتمركزة في فورت براغ في ولاية كارولاينا الشمالية في حال تأهب إضافة إلى قيام إحدى حاملات الطائرات في الخليج بزيادة الاجراءات الامنية العملانية بحسب معلومات نشرتها «واشنطن بوست». لكن لم يتم التأكد من هذه المعلومات بعد.