في صبيحة يوم مشرق وفي أجواء تعطرت بحلو الكلام وجمال الروح في يوم الاثنين الموافق 22/6 كان موعدنا مع العقل الواعي والعمق الإنساني في محاضرة ألقتها مشرفتنا التربوية في مكتب الشرق قسم اللغة العربية الاستاذة الفاضلة (سهى الباحسين) وتوج هذا اللقاء حضور مشرفتي اللغة العربية الاستاذة منيرة الوهيبي والاستاذة منى اليحيا وكلتاهما من ذوات الدور الفعال في دعم العملية التربوية. لقد كان عنوان المحاضرة (الطريق إلى النجاح) فما أجمل تلك العبارة وما أروعها ! فلقد عبرت عن النجاح وأكدت انه مرتبط بفكر صارم وعمل دؤوب، وتحدثت المحاضرة عن أولئك الذين يرجعون نجاح الآخرين إلى الحظ، نعم الحظ فالنجاح فرصة يجب أن تستغل لنحقق أهدافنا. فأقول تعليقاً مني وإشادة بما قيل في تلك المحاضرة: كل منا سيعيش في هذه الحياة بإذن الله إذا أحسن الله في عمره.. كل منا سيعيش مهما كانت الظروف قاسية من حوله .. ولكن هل كل حياة حياة؟! أقصد هل كل حياة تحياها تسمى حياة حقيقية؟ ما أقصده بالفعل هل نحن جميعاً راضون عن حياتنا؟ هل نحن مقتنعون بها فعلاً؟ ترى ما قيمة الحياة حين نفقد كرامتنا ونفقد ثقتنا بأنفسنا؟ يجب أن ندرك تماماً ان الإنسان هو كرامة وعزة وثقة بالنفس وفخر بالانتماء للدين الذي رفعنا الله به وفضلنا به على بقية الأمم. أشياء كثيرة تجعل لحياتنا معنى ومنابع عديدة تجعل لوجودنا قيمة. إن كلاً منا ولله الحمد يملك طاقات مختزنة بداخله كما ان كلا منا يعمل بكل ما أوتي من قوة.. ولكن يجب استغلال تلك الطاقات وتسخيرها من أجل الوصول إلى الهدف. سؤال نسأله جميعاً لأنفسنا أين مانريد تحقيقه من طموحات وغايات؟ هل هذا فعلاً مايجب أن نسأله لأنفسنا وهل هذا ما نسعى للوصول إليه أو على الأقل جزء منه لنشعر بقيمتنا وذاتنا وبأننا لسنا أقل من غيرنا بأي حال من الأحوال؟ وفي أننا كثيراً ما نستهين بما لدينا من طاقات أو حتى مجرد أفكار.. نقول لأنفسنا لا، لا.. نحن أكبر من ذلك بكثير لا يجب ألا أفكر بهذه الطريقة لأنها لاتجدي.. لا.. يجب ألا أحاول لأنني أعرف النهاية علماً بأن الحياة تجارب وتستحق المحاولات الواحدة تلو الأخرى وبالذات تلك المحاولات التي ترفع من قيمتنا أمام أنفسنا وتريح ضمائرنا ألستم معي في ذلك؟ إن الخوف من المجهول لايعني مطلقاً الركون للاستسلام وندب الحظ أبداً فنحن أقوياء بما أعطانا الله من إرادة وبما أوجده فينا من أمل فلم التخاذل ولم الكسل؟ إن مجرد الرغبة في العمل تعتبر نجاحاً نحققه، ولكن مع الرغبة لتينا ننمي الإحساس بأننا على قدر من المؤهلات التي تجعلنا بالفعل نمتلك مقومات النجاح وأي نجاح. نقطة مهمة أود الإشارة إليها من خلال سؤال يفرض نفسه: هل ياترى يكفي ان يكون لنا هدف واحد في الحياة؟ لو أننا بحاجة لأكثر من هدف؟ ان الواقع بكل استقراءاته يشير إلى ان لكل منا مجموعة من الأهداف حتى وان لم يعترف بها. لقد حققت تلك المحاضرة أهدافاً عدة وأهمها أننا كوننا عملنا فهذا يعتبر نجاحاً، وكوننا فكرنا بإيجابية فهذا يعتبر نجاحاً . وقد ضربت لنا أمثلة بأن أولئك الناجحين في عملهم ومع أسرهم وأولئك المشاهير لم ينجحوا أو يصلوا إلى ما وصلوا إليه بفعل ما لديهم من مادة أو بفضل الظروف أو بضربة حظ ولكن وصلوا للنجاح لأنهم ببساطة عرفوا ماذا يريدون من البداية فخططوا للوصول إليه وكرسوا حياتهم وجهدهم لتحقيق هذا الهدف. إن علينا فقط معرفة ماذا نريد وسوف نجد أنفسنا نخطط حتى نصل إلى أهدافنا ومع التخطيط يكون التشجيع وحفز الهمة حتى تحقيق النجاح بكل مقاييسه. ما أجمل تلك الكلمات التي وصل شذاها وعبيرها إلى قلوبنا قبل آذاننا وما أجمل ان تسمع وتستشعر عبارات مسكونة بالمعاني السامية مثل (لولا الدين ما كانت سعادة ولا كان للحياة قيمة). محاضرة شيقة أسعدتنا وجعلت الكثيرات يفكرن في كل كلمة قيلت وتردد صداها في ذلك اللقاء البهي الجميل. إن خلاصة ما جاء في المحاضرة لم يكن إلا نتاج تجربة ازدانت بعمق الطرح وشمولية التناول والقدرة على جذب أسماع وانتباه الآخرين. نعم يا مشرفتنا الفاضلة، فقد زرعت الثقة بالكثيرات وأعدت إليهن البسمة بتوفيق الله وأدخلت الأمل والتفاؤل إلى القلوب بل وعلت الأرض الجرداء حديقة غناء بما غرسته فيها بأياديك من حب صاف وخير واف وحنان متدفق وصدق منقطع النظير وتضحية لا حدود لها.. نعم أصبحت الأرض العطشى للماء نبعاً لمشاعر فياضة تكفي الجميع. لا يسعني إلا ان أقول لله در تلك النماذج التي جمعت بين العلم المتدفق والروح الحلوة والود الذي تأسر به كل من يراها.. لله در مشرفة رائعة لروحها وغزارة علمها حتى أصبحت لنا قدوة وخير قدوة إنها الاستاذة سهى الباحسين جامعة الصفات الجميلة والخصال الرفيعة والعلم الغزيز النافع لكل من ينهل من معينه فكلمة شكر لا نقيسها حقها لكننا لا نملك إلا الشكر ثم الدعاء الخالص لها بالتوفيق في كل خطوات حياتها وأهنئ من ثم الرئاسة العامة لتعليم البنات وأخص مكاتب التوجيه على ذلك النموذج الحي الواعي فكراً وأدباً. وقفة هاهو طريقنا مفتوح أمامنا مصحوب بعزيمتنا وأملنا مصحوب بدعواتنا لنغتنم فرصتنا ولنحقق نجاحنا بمن هم قدوتنا.