في جو امتزجت فيه عذوبة وحسن إصغاء المتلقي بدأت الأمسية التي احياها كل من الشعراء فرحان عبدالله الفرحان وخالد محمد العتيبي وعايض راشد الهاجري ضمن فعاليات مهرجان (وجهتنا واجهتنا) في المنطقة الشرقية الذي رعاه نائب أمير الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز حيث أقيمت الامسية في وقت افتقدت فيه الشركة المنظمة ابسط سبل التنظيم حيث لم تكن الشركة بمستوى الشعراء ولم تواكب تطلعات الجمهور الذين حضروا من مناطق متعددة وخارج المملكة في الوقت الذي بذل فيه الاستاذ الشاعر فارس اليامي مدير المنتدى الشعبي بالشرقية ونائبه الأستاذ سالم صليم القحطاني كافة السبل بأن تخرج الأمسية بالمستوى المشرف كما تعود عليه المنتدى دائماً ولكي يرى الجهود التي بذلها اعضاؤه، وبالفعل تم ذلك حيث تم تغيير المكان مرتين من قبل الشركة حتى استقر به الحال في فندق القصيبي. وقد حضر الامسية عدد من الشعراء منهم الشاعر الاستاذ خضير بن نايف البراق مدير المنتدى الشعبي بالشرقية سابقاً ومحرر صفحة (في وهجير) بالزميلة اليوم والاستاذ الشاعر المنتظر زيد بن راجح البقمي والشاعر حاكم المعلا وعدد من شعراء آخرين كما قدم من الكويت الاستاذ فهد الهويدي، وقد بدأت الامسية بكلمة للاستاذ فارس اليامي رحب فيها بالحضور والشعراء وأثنى على تكبدهم عناء الحضور ثم بدأت الامسية وقد اعتذر الشاعر عدنان الدخيل عن الحضور في آخر اللحظات وقد ادارها الشاعر ابراهيم النجيدي حيث بدأ بتعريف الشعراء وسرد نبذة عن كل شاعر على حدة وافتتح الامسية الشاعر فرحان الفرحان بقصيدة: حلم امتطا عاديات الريح وآهة عتاب باخر ليالي الشتا واول ليالي الربيع سافر يجوب المجره والفضا والسحاب كم مات بالعمر حلم وكم توفى رضيع ياحلم هاجر تغرب ماخبرتك تهاب صوت انكسارك ولو كان انسكارك فضيع يابلسم الجرح من طول النوى والغياب الارض كوكب وجع والكون رحبً وسيع الارض ام المواجع والفنا والعذاب حتى السعادة من الانسان دايم تضيع كل المواني تلحف بالشتا والضباب وكل الاماني تطاول بس ما تستطيع العمر رحلة قصيرة والاجل له كتاب من حقي احلم بذاك النجم لو هو رفيع واذا تطاول فتحت لخاطر الحلم باب يكفي ولو بالخيال اذا اجتمعنا جميع ادري خيال تطاول به فلول السراب والصيف يطوي من البيدا بساط الربيع ثم تلاها قصيدة للشاعر خالد العتيبي منها: وين اببدي من هجوس القلب ولا مفرقه وين اسندها ولي عامين اداري شوقها والسهر مرات يسرقني ومرات اسرقه واسهره حتى يحس ابخمرته ويذوقها والقوافي دمك ان شحيت به ولا أعرقه والسوالف ضيعت الشاري الياجا سوقها والقناد الغصن لا ولع يباسه بورقة لايلوم الا عيونً طول الله عوقها المراجل ما تجي تبريحتين ودرقه والرجال اللي تموت ولا تموت احقوقها والله ان ذبح الرجال اهل البيوت المعرقة مثل ذبحك ياذا الحد ذاب بسد احلوقها والليالي ذوقها ياللي مغيبه مشرقه لاتضيق خاطري لابوك لابو ذوقها وابك لو العين ماهي من عيوني مغرقة بين شمس الزمان اللي نهش بعروقها لو جحدت الملح في عيني وداريت ازرقه ما جحدت انه يفج الناحلة ويسوقها ذايقً مره بحلقي بين امجه واشرقه واتلعثم بالبيوت ايلا سقى طاروقها وأنت ما تدري عن هجوس الليالي المحرقة والزمان اللي سكب باقي سهره ابموقها كل ما نوخ على كبدي وثنا مطرقه طحت مدري حدر الارض بعيد ولافوقها ثم تلاها قصيدة للشاعر عايض الهاجري منها: الشعر لا من كمل معناه ماله ثمن الشعر نبض القلوب اللي تحس وتعي الشعر ملجا لقلبً عاث فيه الزمن لاضاق نادا هواجيسه وقال ابدعي عنه يلاعب بنات الفكر لا عزمن ويغيب معهن وانا ما حسبه بين اضلعي الله وكبر على اللي في ضلوعي كمن وان لو اطريه ما برر غموض اوجعي شيً تحدا العروق الخضر واستسلمن استغفر الله صار المذنب المدعي نزل شواميخ حظي لطمان وطمن وتعثرت خطوة اقدامي وضاع اسنعي يحدني للزوايا السود حتى ضمن انه وصل آخر المشوار هذا معي أنا عزاي الحروق اللي بعقلي نمن سارت على لب تفكيري طواف وسعي لين ابدعت من عذابي شعر ماله ثمن شعراً يحاكي القلوب اللي تحس وتعي ثم جاء دور المداخلات التي كانت ثرية بمضامينها حيث بدأت بسؤال للشاعر الفرحان بماذا تعني لك الحداثة: قال هناك خلط بين التجديد والحداثة ولكن التجديد مطلوب والحداثة سقطت في الغرب سقطت في مجتمعات لها الحرية الشخصية وحرية الممارسات لمفتوحة. والحداثة بصريح العبارة هي مشروع هدم وليست مشروعا ثقافيا والدليل ارجعوا الى ادونيس وانظروا الى نظرية الهدم والتدمير وتجدون الجواب الشافي اما الحداثة كلغة وكثقافة اذا وجد القادر على التصنيف والفرز والرفض والقبول فهنا نقول مرحبا وغير هذا مرفوض وهذه وجهة نظري. وعن الشاعر الهاجري عند سؤاله أين هو من الصحافة قال انا لم ابدأ سوى هذه السنة وفي المجلات السعودية وعن الشاعر العتيبي وموقعه من الاعلام فقال انا لست بعيدا ومتى توفرت قصيدة جديدة ارسلتها للنشر. وهناك سؤال وجه لكل الشعراء من هو الشاعر الحقيقي وهل الانترنت خدم الشعر ام لا. فتحدث الشاعر الهاجري فقال ان الشاعر الحقيقي هو الشاعر الذي يكتب احساس الناس الآخرين بكل صدق اما الإنترنت فهو مفيد وخصوصاً للشعر وانا احد اعضاء احد المنتديات بالانترنت ومن خلاله احتككت بشعراء كبار وذلك من خلال منتدى النداوي واستفدت من الشعراء. اما الشاعر العتيبي فقال الشاعر الحقيقي هو الذي عنده فكرة معينة وحول ذات الشعر وانا اكتب الشعر في المقام الأول لنفسي وفق القيم التي اعتز فيها بعيداً عن الاعلام وعن طلباته وعن رغبة المحرر الفلاني وكلما كان الشعر حقيقيا القصيدة تعبر عني وعن الآخر وهذا هو الشعر الحقيقي وهناك شرط اساسي ان تكون منطلقة مني انا شخصيا،. اما بالنسبة للانترنت فانه خدم الشعر الشعبي خدمة كبيرة ولأنه اصبح نافذة بين الشاعر وبين جمهوره وبين المتلقي وبين المتذوق للشعر دون رقيب ولاحسيب وانا اتوقع بانه ستكون له قفزات عملاقه خلال السنوات القادمة. اما الشاعر الفرحان فقال ان هذا السؤال جميل لان هناك في الساحة ازدحام ولخبطة واختراقات وعن الشاعر الحقيقي قال هو الذي يعرف ماذا يريد من الشعر وماذا يريد الشعر منه. اما عن الانترنت والمواقع الالكترونية فانا عضو في اكثر من موقع وبالتحديد في خمس مواقع ولكن لي تحفظ كبير على حركة الشعر داخل المواقع الالكترونية و مواقع الشبكة العنكبوتية ولسبب بسيط لايوجد شيء في الحياة اذا لم يوجد له ضوابط تعمه الفوضى و الضوابط الموجودة ليست ضوابط ادبية ولكن وجود الضوابط الادبية مهم جدا كطرح نصوص كمداخلات كنقد كتصنيف هذه مهمة جداً ونحن لم نتخلص الى الآن من عبثية المجلات وفوضويتها وانتقلنا الى الأدبية الالكرونية ولكن هذا لايعني اننا نغلق هذا الجانب ونتوقع ونقول هذه فوضى لانريدها من حق التجربة الالكترونية بان تأخذ الفترة الزمنية الكافية وتتغير المرحلة او التجربة وفق مقاييس محددة ومعروفة بس للاسف الاشكاليات التي بالصحف والمجلات غير المسؤولة هي الموجودة في المنتديات وهناك الشعراء او اشباه الشعراء موجودون في المواقع الالكترونية ولكن اتأمل خيرا وأتأمل بأن هذا التسارع نحو الشعر على الاقل ينكفئ قليلا وليس بالضرورة ان الكل شاعر وكل الامة جماهير للشعر وكلنا نحب الشعر انا كنت في دولة يتوقعون اننا كلنا نسهر بالليل نقول شعرا ونصفق لبعض والصبح ننام حتى المغرب وقلت هذا من وجهة نظركم قال هذا شغلكم وهذه مجلاتكم وهذه صحفكم فقلت له ان حياتنا عكس ذلك نحن ناس جديون نعمل لنا اهتمامات والشعر عبارة عن حديث قلوب نأخذه ونتعاطى معه وفق ظروف معينة وفي ازمنة لاتأخذ من وقتنا شيئا، فان الساحة تعيد تشكيل ذاتها وربط ذاتها متى لا اعلم. ثم وجه السؤال للشاعر العتيبي عن رأيه في صدمة الشعر الشعبي والساحة الشعرية وهناك تنافس عدائي بين الشعراء في الساحة فقال السؤال يجاوب على نفسه صدمة الشعر الشعبي بالنسبة للساحة ككل اشياء كثيرة اخطاء وسلبيات ولانستطيع ان نختصرها في نقطة او في نقطتين او في كلام عابر وهناك اشكاليات كبيرة جدا جدا اما العداء بين الشعر والشعراء فالشاعر جزء من نسيج المجتمع فيه حب وفيه علاقات طيبة وعلاقات سيئة ولايوجد هناك شيء مخالف. ثم اختتم بسؤال للشاعر فرحان الفرحان قيل فيه ان حداثتك سريعة والانسلاخ من ثوب البدوي صعب، فكانت هذه الاجابة: انا اتمنى اني بدوي ولكني لست بدويا انا لست بحداثي ولكنا نتحدث بثقافتنا الموجودة الان ليس بعيب هل تتوقعون ان ادخل القصيدة لمصنع واتسلخ من ذاتي وارى ماذا يقول اهل البادية في قوافلهم انا ضد تزييف الحقائق انا ابن وطن وطني قفز قفزات سريعة ومتتالية ومررت به مراحل اعيش ثقافة اطلع عبر الصحافة للعالم في كل صباح وفي كل مكان عبر اجهزة الانترنت وغيرها تثقفت دار قارئ تعلمت، اعطاني وطني الشيء الكثير وهذه ثقافتي وهذا وضعي كوني آخذ القصيدة الى هذا المستوى سواء كمفردة كصورة، كبنائية ما اعتقد ان هذه حداثة لان الحداثة اعرفها تماما وهي هدم للعقيدة والتوحيد وتتوقع ان فرحان الفرحان ينحدر الى هذا المستوى. انا مدرك تجربتي وقصيدتي كيف اكتبها وماهي كتابتها وتأكد تمام التأكيد ان لدي قلقا اكثر من قلقك اخي السائل تجاه الجيل القادم انه اذا تمسك بثوابته الدينية والاجتماعية ويكتب قصيدته فلا يوجد مانع بالتجديد والتحديث وفق ضوابط.