في خطوة غير مسبوقة بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلية عصر امس تنفيذ خطة لعزل مدينة القدس بالكامل عن محيطها الفلسطيني. وتشمل الخطة عزل المناطق والقرى في شمال غرب القدسوجنوبها الشرقي واعلانها مناطق عسكرية واقامة المزيد من الحواجز وحفر الخنادق لتكريس فصل المدينة ومنع الفلسطينيين في المناطق المحيطة بها من دخولها. وقد حفرت قوات الاحتلال خنادق جديدة على طريق العيزرية والطور جنوب شرق القدس ونصبت حواجز جديدة على كافة مداخل المدينة وشددت اجراءاتها التعسفية على حاجزي جبع وقلندية شمال القدس على الطريق الرئيسي إلى رام الله. وتأتي هذه الخطوة التعسفية تنفيذا لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي الذي اتخذ قبل شهرين بتوسعة المنطقة الفاصلة بين فلسطينالمحتلة عام 1948 والضفة الغربية بدعوى محاولة التقليل قدر الإمكان من دخول منفذي العمليات الاستشهادية. وقال البريجادير رون كيتري المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان التنقل في المناطق المغلقة سيسمح فقط للفلسطينيين الذين يحملون تصاريح خاصة. وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن في السابق بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة «مناطق عسكرية مغلقة». وكان الجيش يلجأ لهذا الاجراء عادة تمهيدا لشن عملية عسكرية أو لتخفيف حدة التوتر والاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين الاسرائيليين أو للحد من التغطية الاعلامية. وتشمل الخطة اقامة «مناطق عازلة» تعتبر بعضها مناطق عسكرية محظورة على طول الخط الاخضر الفاصل بين إسرائيل والاراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حزيران/يونيو 1967، كما اعلنت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية امس الاربعاء.واوضحت الاذاعة ان الحكومة الامنية المصغرة اقرت هذه الخطة قبل اسابيع عدة. إلى ذلك اعلن ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان تعزيزات عسكرية كبيرة ستدعم انتشار الشرطة الاسرائيلية تحسبا لموجة هجمات فلسطينية تستهدف الوجود الاسرائيلي في القدس. واكد كوبي زريهان لوكالة فرانس برس «ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر امر بنشر نحو الف جندي في القدس اثر الهجمات الفدائية خلال اليومين الاخيرين». واضاف زريهان «ان العسكريين سيكلفون بالخصوص القيام بعمليات تفتيش والقيام بدوريات لوقف المشتبه فيهم. لا يمكننا ان نضمن نجاحا 100% ولكننا سنبذل اقصى جهودنا». وكان رئيس الشرطة في القدس ميكي ليفي اعلن مؤخرا ان تعزيزات بنحو الف رجل ستنشر لضمان امن المدينة. وفي وسط القدس فجر استشهادي فلسطيني كان متنكرا في زي يهودي متشدد نفسه يوم الثلاثاء بعبوة ناسفة ما اسفر عن سقوط 13 جريحا احدهم في حال الخطر. وشهدت المدينة المقدسة الاحد اربعة هجمات. وافادت الصحف الصادرة الثلاثاء ان المسؤولين الامنيين الاسرائيليين يتوقعون موجة من الهجمات تستهدف الوجود الاسرائيلي في القدس. وتكهنت صحيفة «يديعوت احرونوت» بوقوع «ايلول/سبتمبر اسود» واشارت إلى ان ذروة العمليات مرتقبة في السادس عشر من ايلول/سبتمبر الجاري في ذكرى مجزرتي صبرا وشاتيلا بالقرب من بيروت اللتين ارتكبتهما الميليشيا المسيحية اللبنانية بتوجيه و مساعدة إسرائيل سنة 1982. وتوقعت الصحف وقوع عمليات استشهادية اخرى في الثامن والعشرين من نفس الشهر في الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الانتفاضة. واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الفلسطينيين اقدموا عمدا على صب الزيت على النار في القدس لابراز الطابع الديني لكفاحهم لان المدينة تاوي باحة المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين.