سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقلت احد مسؤولي "فتح" في منطقة نابلس ودمرت طريق رام الله - بيرزيت . اسرائيل تبدأ المرحلة الثانية من حفر الخنادق حول مدن الضفة وسط استمرار تأهب قواتها
} مع تقديم رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون حكومته الائتلافية الى البرلمان الكنيست امس، شرعت اسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية في خطتها الخاصة بحفر خنادق في محيط المدن الفلسطينية لعزلها عن القرى المجاورة، فيما استنفرت الشرطة الاسرائيلية جميع قواتها على امتداد الخط الاخضر الفاصل بين الدولة العبرية والضفة الغربية بشكل غير مسبوق. واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائىلي الجنرال شاؤول موفاز استعداد قواته ل"كل الاحتمالات". بعد انتهاء الجرافات والمجنزرات الاسرائيلية من حفر خندق عميق على طول الشارع الالتفافي حول مدينة أريحا، حولت عملها الى منطقتي طولكرم ورام الله وحفرت خنادق مماثلة في قرية نزلة عيسى التابعة لمحافظة طولكرم ووضعت سواتر ترابية مرتفعة على امتداد الخط الاخضر في هذه المنطقة لمحاصرة المواطنين الفلسطينيين ومنعهم من الدخول الى قراهم او الخروج منها. وعلى الشارع الرئىسي الواصل بين محافظة رام الله والبيرة وبلدة بيرزيت، انزلت حاملة للمجنزرات في الساعة الثانية من فجر امس الاربعاء إحدى آلياتها الثقيلة وحطمت الطبقة الاسفليتة من الشارع الجديد الذي شق قبل نحو عام بكلفة ملايين الدولارات والذي يصل المحافظة بالقرى الغربية لمدينة رام الله. واجهزت الجرافات الاسرائيلية على الطبقات الترابية من الشارع وحفرت خندقا بطول 100 متر ووضعت سواتر ترابية على الشارع والطرق الفرعية الترابية التي تؤدي الى المدينة. وفي الليلة ذاتها، داهمت وحدة من "القوات الخاصة" الاسرائيلية بلدة برقة القريبة من مدينة نابلس واعتقلت مسؤول حركة "فتح" فيها غسان دغلس وشابا آخر من افراد عائلته. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان افراد القوة الاسرائيلية دخلوا القرية بهدوء وارغموا احد جيران شقيقة دغلس حيث كان ينام على التوجه الى المنزل وطلب منهم فتح الباب وخروج جميع افراد العائلة الى الخارج واعتقلوه. ونسبت مصادر اسرائيلية الى دغلس الوقوف وراء عمليات اطلاق للنار في المنطقة باتجاه جنود ومستوطنين يهود وجرح عدد منهم. وكانت قوات الاحتلال فشلت قبل اسبوع في محاولة اغتيال امين سر حركة "فتح" في مدينة نابلس عصام ابو بكر. ووصف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء اجراءات الحصار والاغلاق والعزل التي تمارسها اسرائيل بأنها "ترجمة لنظام عسكري". وجاءت تصريحات قريع في ضوء استحالة عقد جلسة للمجلس التشريعي في "يوم الديموقراطية" الفلسطيني الذي يصادف السابع من آذار مارس، وذكرى اجراء الانتخابات التشريعية. واعلنت اسرائيل استنفارا اقصى في صفوف أذرعها الامنية المختلفة، خصوصا الجيش والشرطة واجهزة المخابرات المختلفة. واشارت مصادر في الشرطة الاسرائيلية الى ورود معلومات "استخبارية" عن احتمال وقوع عمليات تفجير في مدينة حيفا الساحلية. واعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف الشرطة وألغيت كل الدورات الخاصة بأفرادها وانتشرت الدوريات الراجلة والمحمولة والسيارات العسكرية على امتداد الخط الاخضر ونصبت الحواجز على مداخل المدن الاسرائيلية الكبيرة حيث جرى توقيف "السيارات المشبوهة" وتفتيشها. وعلى الصعيد ذاته، ألغت بلدية "حولون" الاحتفالات الشعبية العامة لعيد المساخر "بوريم" الذي صادف امس بسبب التخوف من وقوع هجمات من الفلسطينيين. وكانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس اكدت في بيان جديد لها وجود "عشرة الاستشهاديين" ينتظرون تشكيل حكومة ارييل شارون "لتنفيذ عملياتهم". واعلن وزير الامن الشرطة الاسرائيلي الجديد عوزي لانداو انه سيتبع "سياسة الهجوم وليس الدفاع فقط" لقمع ما اسماه بالارهاب والعنف الفلسطيني، فيما قال رئيس اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز ان قواته "على استعداد لكافة الاحتمالات مثلما كانت مستعدة لاندلاع العنف في شهر ايلول سبتمبر الماضي"، وذلك في اشارة الى الانتفاضة الفلسطينية التي اعقبت زيارة شارون زعيم المعارضة اليمينية في حينه الى باحة المسجد الاقصى المبارك. ورفض موفاز الذي قام بجولة في قرى الشمال الرد على سؤال بشأن الرد الاسرائيلي المحتمل على اطلاق حزب الله اللبناني صواريخ "كاتيوشا". وغيب الحصار الاسرائيلي بهجة عيد الاضحى بالنسبة الى المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل وحرم مئات المواطنين العرب داخل الخط الاخضر من وصل الارحام في ايام العيد. وتظاهر مئات من المواطنين العرب بالقرب من حاجز ايرز العسكري الذي يفصل بين قطاع غزة واسرائيل احتجاجا على منعهم من زيارة اقاربهم وافراد عائلاتهم داخل مناطق السلطة الفلسطينية. وافاد شهود عيان ان هؤلاء الفلسطينيين امضوا ايام العيد ولياليه على الحاجز مطالبين بالدخول الا ان قوات الجيش الاسرائيلي منعتهم من ذلك. وقال اولئك الشهود ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا الكلاب باتجاه المواطنين وبثوا الرعب في قلوب اطفالهم.