إذا ضاق صدرك عزيزي القارىء وأحسست ان الظروف تكالبت عليك، وخذلك الأقربون.. تماسك. وتصبّر وتذكر ان الله يعلم.. يسمع ويرى ما انت فيه من ضيق اتجه الى الله فهو القادر على تفريج همّك وكربتك وهو القادر على تيسير الحلول امامك وتسخير من يشاء من عباده لفكّ ازمتك.. يقول تعالى في محكم تنزيله «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» الآية. اذا أُقفلت الأبواب في وجهك فلا تيأس .. كن قويا وتحمّل، وفكّر ماذا عملت عندما كانت الأبواب مفتوحة امامك.. هل أنت من الذين ينطبق عليهم «ولئن شكرتم لأزيدنكم» او من الذين «ولئن كفرتم فان عذابي لشديد».. لا تجزع مما اصابك واصبر «واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور» الآية. هذه التوجيهات الربانية الالهية يجب التوقف امامها وتمثلها في الحياة فهي الحل لمن ضاقت به الحال، او فقد امراً غالياً بالنسبة له. تذكر فقط ان الحياة ليست حلوة بمجملها .. هناك ما يكدر صفوها وهناك مآسٍ ومشاكل قد لا تعلمها عزيزي القارىء .. فمثلا اذا كانت مشكلتك فقد حبيب أو تعذر مطلب ونحو ذلك فتذكر ان هناك من يتعرض لمرض عضال او حادث سيارة مروع يفقد فيه اغلى الناس عنده!! تذكر ان في المستشفيات مرضى ومعاقين وفاقدي بصر وسمع.. تذكر ان في الدنيا من هو أسوأ حالا ووضعا منك سواء أكان صحيا أو علميا أو ماديا او اجتماعيا.. قطعا هناك من هم أصعب حالا.. فارض بما قسم الله لك، وآمن بقضائه وقدره وتقبّل بصدر رحب لاجزع، ولا شكوى. ما ينبغي الانتباه له هو الاستفادة من الضائقات والمشكلات والدروس بأن يلتفت الانسان الى نفسه هل علاقته مع الله متينة هل والداه راضيان عنه هل هو مقصّر مع زوجته وأبنائه موظفيه أصدقائه أخوته، أخواته وهكذا.. هل هناك نقاط مظلمة في حياته لربما ان الله سبحانه وتعالى يذكّره وينبهه الى سوء عمله لكي يعمل على تصحيحه والانتباه الى وضعه الحياتي.. والمؤمن مبتلى ولو كانت الدنيا عند الله تساوي جناح بعوضة لما سقى منها كافرا شربة ماء كما جاء في الاثر. الدين علاج لهذه المشكلات التي تمر بالانسان المسلم في هذه الحياة وهو دين القوة والثبات امام الأهوال حيث ان امر المؤمن خير كله ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. لا فائدة من الحزن والجزع والشكوى لغير الله.. لا فائدة من الاستسلام للشيطان والاعتراض على الاقدار بالهروب منها الى ما هو اسوأ،، فلا مهرب من الله الا إليه.. الدعاء والالتجاء الى الله والصبر حلان لا مثيل لهما.. كما فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف الانسانية الصعبة التي تعرض لها في حياته وفي نشر دعوته للاسلام. فل نتمثل ذلك فيما يواجهنا من مصاعب ومشكلات!! يبقى ان نعرف ان الفرج قادم بإذن الله، وانه ما من امر قد يبدو صعبا ومنغلقا إلا ويتلاشى وينتهي الى انفراج، يقول تعالى في محكم التنزيل «ان مع العسر يسرا». والزمن كفيل بحل كثير من المشاكل، والأزمات، والمصائب. وعندما يتعامل الانسان مع الأزمة بروح وثابة قوية وابتسامة وايمان فانه يكون اقدر على الصبر وابلغ في التجاوز.. والايمان بقرب فرج الله مدعاة للسعادة النفسية والرضا بما قسم الله. وفي نهاية المطاف الحياة عبارة عن اختبار عملي كبير يحتوى على الاسئلة الصعبة كما يحتوي على السهلة والناجحون وحدهم الذين مع الله في السراء والضراء.. اللهم اجعلنا منهم. [email protected] ص.ب 90155 الرياض رمز 11633