أكد مزارعو الاحساء أن هناك عشوائية في رش مزارعهم بالمبيدات سواء ضد الاصابة بسوسة النخيل أو الغفار مشيرين إلى وجود شركات تقودها عمالة أجنبية تمارس عملية الرش بالمبيدات المجهولة المصدر بالاتفاق مع أصحاب المزارع الراغبين في رش مزارعهم وفوجئوا أن تلك المبيدات المستخدمة ليس مدون عليها بلد المنشأ وغير معروفة الصنع ، فيما ألقى بعض أصحاب المزارع باللوم على تزايد أعداد العمالة الأجنبية العاملة داخل مزارع المحافظة والتي أصبحت تشكل خطرا على مهنة الزراعة نظرا لجهل تلك العمالة بالمهنة مشيرين إلى أنها تخضع ( للتقبيل ) كغيرها من المهن الأخرى . البخيت يشير الى تضرر أشجار النخيل بمزرعته تصوير: عبداللطيف المحيسن ويؤكد بعض المزارعين أن العمالة الأجنبية تقوم برش أشجار النخيل المتفق على بيعها للتجار في مواسم لا يصلح فيها الرش قطعيا لما له من تأثير ضار على صحة المستهلكين قبل تداول منتج التمور في الأسواق . واستهجن فهد الحول أحد أصحاب المزارع الاستخدام العشوائي للمبيدات مؤكدا وجود بعض الشركات أوالمؤسسات التجارية التي تقوم بالترويج لتلك المبيدات في المنطقة البحرية بالهفوف لرش المزارع . مشيرا إلى عدم تعامله مع تلك الشركات ، حيث توفر وزارة الزراعة أنواع المبيدات الآمنة وطرق الرش السليمة ويؤكد عبدالله البخيت أحد أصحاب المزارع بمنطقة البحيرية انتشار العمالة الأجنبية التي تقوم برش أشجار النخيل بالمبيدات في المنطقة بالاتفاق مع أصحاب المزارع . مشيرا الى أنه لا يستخدم تلك المبيدات كونها مجهولة المصدر ، كذلك عشوائية عملية الرش وخاصة من قبل العمالة الأجنبية التي تقوم بالرش ، ويضيف: كثيرا ما نجد سيارات "صهريج" تطوف بين المزارع وتعرض خزان المبيدات سعة ( 1000- 3000) لتر بقيمة 400 ريال شهريا ، ويتم ذلك دون أي رقابة من الجهات المعنية ، وفي السياق نفسه يؤكد عدد من المزارعين أن عملية الرش يجب أن تكون من خلال وزارة الزراعة وليس من قبل تلك الشركات الخاصة التي تستخدم عمالة أجنبية تجهل تفاصيل مهنة الزراعة ويتم توظيفهم في أي مهن تصلح للتقبيل لافتين الى أن المزارعين يعلمون جيدا مواسم رش المنتجات الزراعية وخاصة النخيل بالمبيدات الآمنة ، حيث يقوم المزارعون في بعض الأحيان بشراء المبيدات من الصيدليات الزراعية وخاصة المبيد المضاد لآفة الغفار. 400 ريال قيمة صهريج المبيد ويوضح محمد على احد العاملين في الصيدليات الزراعية بمدينة الهفوف أن هناك مبيدات متعارف عليها ويطلبها المزارعون مضيفا إن تلك الفترة تشهد اقبالا متزايدا على رش المزارع بالمبيدات لمواجهة آفة الغفار أو بعض الحشرات الضارة في المزارع الكبيرة وهي مبيدات مسموح بها من قبل الجهات الرقابية ومصادرها معروفة ، مبينا استحالة وجود مبيد غير مصرح به داخل الصيدليات الزراعية لافتا الى وجود بعض المبيدات الرخيصة التي تقوم تلك العمالة الوافدة بتحضيرها مما يشكل خطورة كبيرة على أشجار النخيل والبيئة الزراعية وبالتالي على صحة المستهلكين . ويشير الدكتور محمد حامد الغامدي إلى أن الكتاب الإحصائي رقم (23) يوضح أن واردات المملكة من المبيدات خلال الفترة من (1984 وحتى 2009) بلغت (38) ألف طن في حين يبين الجدول أن كمية المبيدات المستهلكة عام (2009) فقط بلغت (338) ألف طن. متسائلا: هل مبيدات مكافحة سوسة النخيل الحمراء ضمن تلك الكميات المستهلكة مع العلم أن كميات المبيدات التي تم تخصيصها لمحاربة السوسة الحمراء بواحة الأحساء لم تأت من قبل الوزارة . من جانبه أوضح مدير المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور بالأحساء المهندس عدنان العفالق أن المبيدات الزراعية لها تأثيرات ضارة إلا أنها ولاشك تستخدم ضمن النطاق المسوح به . وتعقيبا على ما جاءت به الدراسة البحثية حول رش ومكافحة سوسة النخيل بالمبيدات المحظورة دوليا قال العفالق: من الصعب الإجابة على تلك الاحصاءات الواردة بالدراسة المقدمة من كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الدمام حيث لم نطلع عليها وبالتالي لا نستطيع البت فيما ورد بها . وأشار مدير فرع وزارة الزراعة بالمحافظة المهندس صالح الحميدي إلى أن الدراسة المقدمة تحتاج الى المزيد من الوقت للرد عليها . حيث جاء فيها 50 اسما تجاريا لمبيدات تم استخدامها في مكافحة سوسة النخيل الحمراء ، وتم تصنيفها إلى 27 نوعا بناء على المواد الفعالة المكونة لتلك المبيدات وتم تقييمها وفقاً للمعايير الدولية وتبين أن 24 مادة فعالة منها تصنف على أنها ما بين متوسطة وشديدة السمية على الصحة والبيئة وهو ما يحتاج إلى وقت أطول للاطلاع عليها.