عندما تتاح لك فرصة الاطلاع على مصادر تاريخ منطقة جازان المخلاف السليماني قديما تجد في كثير منها: اسم «الأمير المُقلَّم» هكذا. كما ستجد فيها اسماء والقاب كثير من حكام المنطقة من اسرة الأمير المقلم المعروفة بالشطوط الغوانم الذين استقام لهم امر المخلاف منذ ولاية جده الأعلى منصور بن احمد بن غانم بن يحيى بن حمزة (عام 569ه) إلى نهاية حكم المقلم نفسه في اواخر القرن الثامن الهجري؛ كالأمير وهاس بن محمد بن هاشم بن غانم المعروف بصاحب جازان؛ والامير علي بن (علي) قاسم بن غانم صاحب بيش؛ والامير سليمان بن وهاس بن منصور بن احمد بن غانم المعروف بصاحب باغتة. لكنك ستجد أن هذه المصادر سكتت عن الاسم الحقيقي للمقلم وكذا اسم ابوه؛ حتى تلك التي تعتبر الاساس في تاريخ المخلاف كالعقيق اليماني؛ والعقد المفصل؛ والديباج الخسرواني، سكتت جميعها عن ذلك، مع اجماعها على انه آخر امير من امراء تلك الاسرة في الفترة المشار اليها. وفي خضم هذا الغموض وتضارب الافكار؛ وفي لحظة من زمن برقت بارقة امل حول اسم هذا الحاكم؛ الذي تعتبر نهاية حكمه نهاية لفترة من اهم فترات تاريخ المخلاف السليماني، امتدت الى ما يزيد عن قرنين وثلث القرن من تاريخ المخلاف؛ ما بين (569 800ه). ذلك ان العقيلي في تاريخه «المخلاف السليماني» اشار الى ان المقلم هو (وهاس بن سليمان) ولم يزد. ولانه لا يهتم بذكر مصدر المعلومة التاريخية مباشرة بقدر اهتمامه بعمق المعلومة نفسها، فقد وجدتني في حيرة اخرى؛ حول المصدر الذي استقى منه العقيلي معلومته هذه؛ الذي لا شك انه موثق لديه؛ ولكن طمعا في الوصول الى ما يمكن الوصول اليه من معلومات ربما تفتح للباحث افقا اكثر رحابة. وبدافع من تلك الحيرة؛ وبعد عدة اسابيع من البحث والدراسة في المصادر التاريخية المخطوط منها والمطبوع؛ تم التوصل الى ان الاسم الكامل للامير المقلم لا يبعد ان يكون: (وهاس بن سليمان بن وهاس بن منصور بن احمد بن غانم بن يحيى بن حمزة). كما يمكن القول ان اول من تلقب بالشطي ربما يكون: احمد بن غانم بن يحيى بن حمزة او ولده منصور بن احمد. لأن كل امراء اسرة الشطوط يلتقون في منصور هذا؛ فاذا التقوا مع بني عمهم الاخرين في غانم بن يحيى بن حمزة؛ عُرف الجميع بالغوانم نسبة لغانم هذا. بقي القول ان المصادر التي دلت العقيلي على ان المقلم هو (وهاس بن سليمان) قد تجاوزت المكتبة العقيلية منذ زمن؛ ولم تعد حكرا عليها؛ ولكن يبدو ان لدى صاحبها قراءة من نوع آخر ،،،، علي بن جابر شامي