الإنسان لابد أن يقول كلمة الحق وانني في هذه الكلمات المتواضعة اتحدث عن رجل فرض احترامه وتقديره على الجميع. الكل يعرفه ويعرف هذا التواضع الذي هو صفة من صفات العلماء والصالحين. انه فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد هذا الرجل فتح قلبه وبابه للجميع ورغم مشاغل فضيلته الانسانية والاجتماعية كونه رئيساً لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة تبوك والذي كان وراء انشاء هذه الجمعية بالمنطقة والتي خرجت وتخرج مئات بل آلافاً من حفظة وحافظات كتاب الله الكريم كما أنه يرأس اللجنة الاجتماعية لجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية والتي ترعى وتهتم بالمحتاجين وتدفع لهم كل ما تجود به انفس المتبرعين واهل الخير على مدار العام. ونسأل الله لفضيلته العون فيما يقوم به فأنا اتحدث عن رجل لازمته أكثر من سبعة أعوام متواصلة اثناء عملي في المحكمة الكبرى بتبوك قبل خمسة أعوام فشاهدت ما يقوم به من احترام وتواضع للكل. ولا يخلو مكتبه من المراجعين والذين يستوعبهم صدره قبل سعة مكتبه بل انه آخر من يغادر المحكمة ويبقى فترات وفترات الى بعد نهاية الدوام الرسمي واذكر انه اثناء الدوام في شهر رمضان المبارك وفي كل عام لا يغادر فضيلته مكتبه الا عقب صلاة العصر والتي تنتهي في مدينة تبوك ما بعد الساعة الرابعة عصراً حيث يقوم بانهاء المعاملات والاطلاع على الأخرى وانهاء معاملة او استفسار أي مراجع. وهذا مصداق ما جاء في الأثر «من تواضع لله رفعه» واذكر ان احد المراجعين حضر لمكتب فضيلته واخذ يتلفظ على فضيلته وكان المراجع في حالة عصبية وعندما هم احد رجال الأمن المكلف بحراسة المحكمة بإلقاء القبض على هذا المراجع امر فضيلته بتركه وبالفعل كان الشخص في حالة غضب شديد وله معاملة في احد المكاتب بالمحكمة وقد اعتذر هذا المواطن لفضيلته وهذا من الحكمة وسعة الصدر والتعامل مع كافة الفئات والتواضع في نفس الوقت. إن لفضيلته مكانة خاصة في القلوب ويشهد الله على ما اقول فدائما تجد الجامع الذي يصلي فيه مزدحماً بالمصلين ففضيلته له اسلوبه الممتع والشيق والمؤثر لكافة المصلين كما ان لترتيله القرآن الكريم اثراً في كل من يصلي خلفه. ولا يخرج من الجامع الذي يخطب فيه الجمع او المسجد الذي يصلي فيه الفروض الخمسة الا وتجد العديد من الأشخاص ينتظرونه ليقضي وقتاً معهم في استفساراتهم او نقاشاتهم او قضاياهم ويستمر ذلك لفترة قد تتجاوز الساعة في بعض الاحيان. ولا انسى تلك المرأة العجوز التي حضرت لفضيلته خلال احدى السنوات في شهر رمضان المبارك تطلب المساعدة وعندما هم باعطائها مبلغاً لسحبه بواسطة شيك شركة الراجحي بتبوك طلبت المرأة العجوز نقوداً لانها لا تعرف حتى البنوك وتعاملاتها فاخرج فضيلته مبلغا من المال من جيبه الخاص واعطاه هذه المرأة التي فرحت به خصوصا وان العيد كان على الابواب لتشتري به ملابس العيد لابنائها كما ان لفضيلته دورا مهما في الوقوف مع موظفي المحكمة وخاصة الذين ظروفهم المادية صعبة بالمساعدة والدعم وخاصة من هم على بند الاجور وهذا ما يعرفه كل موظف في المحكمة بتبوك. انني والله مهما تحدثت عن هذا الرجل فلن اوفيه حقه وهو ليس بحاجة لكلامي لكن الشهادة لله ان ما اقوله هو ما رأيته وهناك المزيد ولقد شرفني فضيلته اثناء فترة عملي بالمحكمة الى ان قدمت استقالتي بمسئوليتي عن مكتب القضايا الجنائية المشتركة السرية واحمد الله انني تحملت هذه المسئولية الكبيرة وكنت عند حسن ظن فضيلته ولابد لي ان اذكر اهتمام فضيلته الكبير بسرعة انهاء معاملات السجناء فكان يحرص عليها بشكل لا يمكن تصوره واثناء اجازاته او سفرياته للعمل كان يعقب على معاملاتهم وباسماء السجناء بل ان نصائحه للسجناء اثناء فترة الجلسات للمحاكمة كانت مؤثرة وكان يدعو لهم بالهداية وان يكونوا اعضاء صالحين في المجتمع. ان اخلاق الانسان تفرض على الجميع احترامه والمجتمع بحاجة لكرم الخلق وبشاشة الوجه وحسن التعامل «الدين المعاملة» وهي من صفات المسلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال «اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم خلقاً». عبدالرحمن محمد العطوي