إن تقدم الأمم والشعوب يعتبر مقياسه الأول مستوى التعليم لدى هذه الأمم، وما وصلت إليه من تقدم علمي وتقني، ورغم أنه منذ أن ظهر فجر الإسلام برسالة سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم الذي يدعو إلى التعليم والتعلم قال تعالى« اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم». فتسابق المسلمون إلى تعلم مايفيدهم في حياتهم الدنيا والآخرة حتى بلغوا أوج تقدمهم العلمي والتقني في عصر الدولة العباسية، مع محافظتهم على عقيدتهم وعدم الانحراف عنها، ثم انتقل هذا التقدم العلمي والتقني إلى أوروبا لأسباب يعرفها كل ذي لب مطلع على أحوال العالم. هذه المقدمة المختصرة وددت من خلالها أن أبين للقارئ الكريم أن الدين الإسلامي دين علم وعمل، كي لا ينخدع أبناء الأمة الإسلامية بما تتناقله وسائل الاعلام المغرضة والمعادية للإسلام من أن تأخر المسلمين تعليمياً وتقنياً واقتصادياً يعود إلى تمسك أهل هذه البلاد بالدين الإسلامي، وأنهم لن يتقدموا علمياً واقتصادياً إلا إذا تحرروا من تعاليم هذا الدين وأطلقوا الحرية للمرأة، والمساواة بينها وبين الرجل في كافة الأمور والسماح باللهو والسفور الذي نهى عنه الدين الإسلامي. فعلى أبناء الأمة الإسلامية عامة وأبناء بلاد الحرمين الشريفين خاصة، النهل من معين العلوم المختلفة وخاصة العلم الشرعي، حتى يتفقهوا في أمور دينهم وديناهم لأنها هي أساس جميع العلوم المختلفة، ويستطيعون مواجهة الإدعاءات الباطلة والمغرضة ضد الإسلام والرد عليها بحجة قوية مدعمة بالأدلة الشرعية والبراهين المشاهدة.