لقد كان الأمر الإلهي لنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم عند نزول أول وحي بغار حراء بمكة المكرمة هو "القراءة " حيث قال تعالى : ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ● خلق الانسان من علق ● إقرأ وربك الأكرم ● الذي علم بالقلم ●علم الانسان مالم يعلم ) وهذا أمر إلهي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم للتعلم والتعليم ورفع ستار الجهل والغفلة فبالعلم ترتقي العقول وتستنير .. وبالعلم نصل إلى ما نطمح إليه من تقدم وتطور .. وبالعلم نربي وننشئ أجيالا .. وحسبنا في هذا الأمر أن نبحث في سير الأولين ومنهجهم في التعلم ..وكم عانوا من مشقة في بعض الأحيان في طلب العلم ، فكانوا يتنقلون من مكان لاخر لطلب العلم .. حتى نهضت الدولة الإسلامية وتقدمت على كثير من الحضارات التي سبقتها .. وتغير الحال فبعد أن كان المتعلم يخرج من بلاد المسلمين لطلب العلم .. أصبحت بلاد المسلمين معاهد يتلقى أبناء الغرب تعليمهم فيها ..ونهضت بعد ذلك تلك البلدان التي عكف طلابها على دراسة ما وصل إليه المسلمون من تقدم علمي .. وتغير حال المسلمين بعد ذلك فركنوا إلى ما وصل إليه سابقوهم من علم ومعرفة ..فانتشرت حالة الركود وأصبح غالبية المسلمين مقلدين ومحاكين لذلك التقدم الذي وصلت إليه البلاد الغربية .. والان وبالرغم من توفر كافة وسائل العلم والمعرفة وسهولة الوصول إليها لتجد أن الكثير لا يعطي نفسه فرصة للتعلم ويكتفي بما يرفه به عن نفسه .. وفي هذا الأمر إيقاف لإمعان العقل في التعلم والتفكير ..وكذلك يجعل منا أمة مستهلكة فقط لا تعمل ولا تتعلم .. بالتالي نعيش في جاهلية من نوع اخر ليست جاهلية عدم القراءة والكتابة وإنما جاهلية عدم معرفتنا بما يدور حولنا من تقدم وتطور علمي .. لذلك علينا أن نفيق عقولنا وننبه أذهاننا كي نكون أفرادا فاعلين لخدمة أنفسنا أولاً وخدمة مجتمعنا ثانياً .. وعلينا أيضاً ألا ننظر لإنجازاتنا مهما كانت صغيرة نظرة الإعجاب والتقدير في محاولة لتطويرها وابتكار غيرها ..