الدعوة الى الله تحتاج الى وسائل واساليب وطرق لايصالها حتى يفهم الناس ما هي هذه الدعوة؟ والى ما تدعو اليه وتأمر به ولقد اشتمل مذهب السلف الصالح على ما هو مثمر وجاد من الأساليب والوسائل الدعوية وقبل ذلك حوى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم العديد من الوسائل والأساليب العظيمة النافعة في الدعوة وطرق نشرها وان المتتبع لمسيرة الدعوة في تاريخها الطويل يجد انها اخذت بكافة الوسائل والطرق المشروعة التي فيها خير وعز لاهل الحق والايمان وذلك وفق ضوابط ينبغي للداعية ان يتنبه لها وان يتعرف عليها وكيفية استخدامها وكذلك التطبيق العملي لها. والمنهج الصحيح في الدعوة هو الذي يورث اساليب ووسائل وطرق صحيحة إذ إن المخالفة للمنهج الصحيح في الدعوة الى الله يفقد الداعية والدعوة تحقيق الهدف فعلى الداعية الحصيف ان يتعرف على الوسائل ويتفهمها ويتمثل بها وهو الاهم وان يكون قدوة حسنة في تعامله ودعوته. ولاهمية معرفة الداعية للوسائل الدعوية المشروعة عمدت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الى اقامة الدورات التأهيلية والتطويرية وذلك لرفع القدرات لدى الداعية وزيادة حصيلته وتعريفه بما يجب عليه من مراعاة مقتضى الحال وسياقه لمختلف القضايا بأسلوب يتلاءم مع المخاطبين والحمد لله ان الوزارة اعطت هذا الجانب اهمية قصوى نظراً لما له من اثار ايجابية سواء على الداعية او المدعو وذلك ادراكا منها ان درجة تعلق الناس بالداعية هو احساسهم بتعلقه بالدعوة وحسن ادائه لها والاجتهاد في صدق التمثيل والاخلاص. وبلادنا اخذت على عاتقها القيام بشؤون الدعوة وابلاغ دين الله الى الناس وهذا يقودها الى الاهتمام بالاسلوب والوسيلة اذ إن الداعية وسيلة ناجحة اذا كان مؤهلا وقادرا على ايصال الدعوة الى الناس. وقد احسنت وزارة الشؤون الاسلامية صنعا عندما اقامت معرضا دعويا بعنوان )كن داعياً( وذلك في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية حيث يحوي هذا المعرض عددا من الأركان والوسائل الدعوية المعاصرة حيث كان لهذا التوجه الكريم لمعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ووكلائه ومساعديه المختصين بشؤون الدعوة والدعاة في الافادة من الوسائل الحديثة اثر في تطور الدعوة وشموليتها سواء كان على المستوى الداخلي ام الخارجي ولاشك ان مثل هذا المعرض الدعوي الذي سيتم نقله من منطقة الى منطقة اخرى في المملكة له ثمرته في تعريف المواطن والمقيم حجم الانجاز وكيفية الدعوة ونوعية الخدمة ومدى الاهتمام التي توليها هذه البلاد المباركة للدعوة والدعاة وتأهيلهم. إذن يجب على من يتولى امرا من امور الدعوة او يتقلد منصبا يهتم بقضايا المسلمين ان يتعرف على الوسائل والاساليب المشروعة والنافعة سواء من خلال هذا المعرض القيم الذي بذل فيه من الجهد والاهتمام ما يجعل المرء لديه خلفية في الوسيلة والغاية وتحقيق الهدف واختصار مسافة النجاح. الشكر لله ثم لولاة امرنا على ما يبذلونه من جهد لابلاغ دين الله والاهتمام بقضايا المسلمين وعقيدتهم وشكرا آخر لمن اخلص النية وسعى الى الافادة من كافة الوسائل خدمة للدعوة والارشاد. والسلام عليكم