خام برنت يصعد 1.3% ويصل إلى 75.17 دولار للبرميل    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    6 فرق تتنافس على لقب بطل «نهائي الرياض»    ناتشو: كنا على ثقة أننا سنفوز على النصر    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطقاقات وسط حرب الإشاعات وحرب الأسعار
من 80 100 ألف ريال دخل أفضل الفرق في ليلة واحدة في مواسم الذروة ابتزاز وطلبات خيالية وكلمات وألحان سامجة يمجها الذوق السليم
نشر في الجزيرة يوم 01 - 08 - 2001

تحول عدد من النساء من عالم قلة المال إلى الثراء في عمل «الطق» في الأعراس الذي أصبح يدر ذهباً عليهن، وكان البعض يتوقع أن ما يتناقله الناس من قبيل الأوهام، لكن في هذا التحقيق ستكتشف عزيزي القارىء حقيقة ما يقال عن الثراء الذي تعيشه الطقاقة من هذه المهنة، كما سلطنا الأضواء على أسعار «الطقاقات» وما المصاعب التي تواجهها الطقاقة، وكيف دخل بعضهن في هذه المهنة.
بالصدفة
أم فيصل.. تعمل في مجال «الطق» وحفلات الأفراح منذ 20 سنة.. لذلك تروي هذه التجربة التي مرت بها وتقول: لم أكن أتوقع يوماً من الأيام أن أدخل هذا المجال لكن القصة بدأت بدعوة من إحدى زميلاتي التي تعمل في هذا المجال حيث دعتني لأن ارافقها لأحد الأعراس الذي وصفت أنه سيكون متميزاً لأن العريس والعروسة من عائلة كبيرة، وبالفعل حضرت معها العرس وأعجبني التقدير والسلطة التي تحظى بها صديقتي من قبل الجميع، وأثناء العرس طلبت مني صديقتي أن أمسك «الدف» للتمويه فقط، وبالفعل أمسكت به وأعجبني الوضع، بعدها أصبحت أصاحب صديقتي في أغلب الأعراس التي تحيي لياليها، وذات مرة اتصلت بي وطلبت أن أقوم بدورها كونها «تعبانة» ومريضة، ورغم أني استطعت في فترة وجيزة أن أحفظ الأغاني وأعرف الشغلة زين إلا أنني أبديت تخوفي من هذه التجربة، ولكن الظروف كانت أقوى لذلك عزمت على أن أخوض التجربة ومنذ ذلك اليوم أصبحت أقود فرقة كبيرة، بعدها استطعت تكوين فرقة خاصة بي وهي فرقة «أم فيصل» لإحياء الحفلات والأعراس والحمد لله أعمل الآن ولدي رصيد من السمعة عند كثير من الناس لذلك «يا الله نلحق على الشغل».
وأجابت أم فيصل عن سؤالنا حول قدر المال الذي تتقاضاه مع فرقتها من أجل إحياء العرس قالت: يختلف من موسم إلى آخر ولكن مواسم الذروة مثل هذه الأيام التي تكثر فيها الأعراس يرتفع السعر وقد يصل إلى 80 ألفاً، والبعض قد يقول إنها كبيرة لكن الواقع أننا نقدم فناً مقابل هذا المال.
* وما الصعوبات التي تواجهكم ك«طقاقات»؟
لا تسمى صعوبات ولكنها بعض الأشياء التي «تضيق الخاطر» مثل التدخل من قبل أهل العروس أو العريس في عملنا وهذا شيء يزعلني «حييييل» أو ترك الأطفال أثناء الفرح يتجولون بيننا ومضايقتنا، لكن هناك أمور أيضاً تربكنا مثل مرض أي عضوة من الفرقة لذلك هناك بديل جاهز لبعضهن، أو زعل بعضهن مع بعض.
وعن قيادتها لهذه الفرقة تقول: استطعت في فترة ليست بالبسيطة أن أكون اسماً مميزاً لذلك أصبح الطلب على فرقتي كبيراً، وكوني قائدة الفرقة فأنا أتحمل أي شيء فمثلاً أذكر أننا اختلفنا مع أحد أصحاب الأعراس بعد انتهاء العرس ولم يعطنا حقنا لذلك اضطررت أن أدفع لأعضاء الفرقة من جيبي الخاص، «لأنني أنا اللي في الوجه»..
تركت العمل
موضي كانت تعمل مستخدمة في أحد المستشفيات إلا أن إغراء الدخل المادي لحفلات الزفاف كما تقول جعلها تفكر جلياً في وضعها المادي حيث إن دخلها السنوي من هذه الوظيفة لا يتجاوز الخمسين ألف ريال بينما في موسم واحد )الإجازة الصيفية( سيكون لديها عشرات الأضعاف من هذا المبلغ، بل إن هذه الخمسين ألف ريال قد تحصل عليها في ليلة واحدة أحياناً.
وتضيف موضي أنها قررت في البداية عدم ترك عملها ولكنها بعد ذلك وللإرهاق الذي وجدته من جراء سهرها حتى ساعات الصباح جعلها تترك الوظيفة التي تقول عنها )إنها ما هي جايبه همها(.
وتستدرك بقولها إنها لو عملت فقط في الإجازة الصيفية بمهنة «الطق» لجمعت دخلاً يعيشها حتى لو جلست لمدة عشر سنوات بلا عمل فمهنة الطقاقة والكلام لموضي بالرغم من ازدراء البعض لها إلا أن لها دخلا لا يخطر ببال أحد.
الدخل أسرار
وعند سؤالنا للطقاقة موضي عن دخلها في موسم هذا الصيف ردت بأن ذلك )سر( لا يمكن أن تطلع عليه أحداً ولكنها عادت لتقول إنها لا تقوم بإحياء أي حفل زفاف إلا بعد أن تأخذ مبلغاً قدره خمسة عشر ألف ريال لليلة الواحدة بخلاف الأسعار الأخرى لطلبات أهالي العروسين كأن يكون هناك عازف )أورج( أو غيرها من المميزات التي لها حساب ثان وذلك حسب كلامها معنا.
بلا تدريس بل هم
وفنانة أخرى تدعى «تركية» تحمل مؤهلاً جامعياً تقول إنها عند تخرجها من الجامعة كان لديها خياران إما أن تُدرس وتتعين على البند المشؤوم حسب كلامها «105» أو أن تدرس في إحدى المدارس الأهلية فاختارت الخيار الثاني حيث كان راتبها لا يتجاوز الألفي ريال شهرياً وبحسبة بسيطة حوالي أربعة وعشرين ألف ريال سنوياً.
وتضيف تركية أنها لم تمض الأربعة أشهر حتى عرضت عليها جارتها الطقاقة أن تنضم معها في الفرقة وكان الإغراء المادي كبيراً جداً، بل إن ما كانت تحصل عليه سنوياً ستحصل عليه بإحياء حفلة أو حفلتي زفاف فقررت أن تترك التدريس بلا رجعة، ولسان حالها يقول )بلا تدريس بلا هم(.
انفصال وتمرد
وتضيف تركية أنه لم يمض سوى عام واحد على انضمامها لفرقة الطقاقات التي تديرها جارتها حتى قررت الانفصال عنها وتكوين فرقة طقاقات أخرى بمساعدة من بعض من تمردن أيضاً معها على قائدة الفرقة حيث شكلن فرقة خاصة بهن ويتقاسمن الدخل بالتساوي بخلاف المطربة التي تحصل على أجرٍ أعلى قليلا منهن، وتقول تركية إن قائدة الفرقة السابقة كانت )تكوش( دائماً على أعلى نسبة بالرغم من أنها لا تعمل شيئاً وهو الشيء الذي جعلنا ننقم عليها ذلك ومن ثم خروجنا عن طوعها.
مترددة
أما مزنة التي تعمل في إحدى مدارس البنات )فراشة( تقول إن كثرة الديون التي أرهقت كاهلها وكاهل زوجها الذي يعمل معها في نفس المدرسة كحارس جعلها تبحث عن عمل إضافي خصوصاً وأنه بعد نهاية دوامها في المدرسة لا يوجد لديها عمل آخر ووجدت ضالتها عند زميلتها )الفراشة( الأخرى حيث أن أختها لديها فرقة «طق» وربما توافق على توظيفها إذا هي توسطت لها وفعلاً وافقت أخت زميلتي على أن أعمل معها ولم يمض شهر واحد من العمل حتى استطعت أن أسدد أكثر من نصف ديوني وهو الشيء الذي أخذ يغريها في أن تترك عملها وأن تتفرغ للفرقة. وقالت إنها تجمع في موسم حفلات الزفاف في الإجازة الصيفية ما لم تجمعه في وظيفتها هي وزوجها في خمس سنوات، وهي ترجح أنها ستترك العمل في المدرسة.
تركت مبسطها
أما أم مساعد التي كانت تملك مبسطاً لبيع الملابس وغيرها في أحد الأسواق بشرق الرياض حيث تقول إن المبالغ الكبيرة التي تطلبها معظم الطقاقات أغراها هي أيضاً للعمل في هذا المجال «الطق» فقامت بتكوين فرقة من مجموعة من المطلقات والأرامل اللاتي لا عمل لديهن ومع كثرة طلبات احيائها لحفلات الزفاف لم تعد متفرغة لمبسطها فأحياناً تذهب إليه وأحياناً تكلف خادمتها بالذهاب إليه إلا أنها قررت أخيراً التخلص منه وبيعه والتفرغ لمهنة )الطق( حيث إنها مهنة سهلة وتدر ذهباً وذلك حسب كلامها.
الأسعار
وتعود أم مساعد لتشير إلى أن الأسعار لإحياء الحفلات تختلف من طقاقة لأخرى حيث إن هناك عوامل تتحكم في ذلك فمثلاً حسب شهرة الطقاقة وحسب عدد الموجودات في الفرقة كما أن هناك عوامل أخرى مثل مستوى وطبقة أصحاب حفل الزفاف وأيضاً مستوى القاعة والقصر الذي يقام فيه الحفل فتكلفة إحياء الليلة في قصر فخم تختلف عنها في قصر عادي أو في قصر أقل منه درجة، كما أن لبعض طلبات أهالي حفل الزفاف دور في تحديد السعر مثل أن يطلبوا أن يكون هناك عازف أورج وغيرها من الطلبات كأن يكون هناك تسجيل صوتي للحفلة حيث إن معظم الطقاقات يرفضن ذلك وإذا وافقت إحداهن فإن السعر قد يقفز إلى الضعف، وعن سبب الرفض في التسجيل عللت ذلك لكي لا يقوم أصحاب محلات الإستريو باستغلال هذا التسجيل تجارياً دون أن تستفيد الطقاقة سوى من أجرة إحياء الليلة، ولكنها تقول بشكل عام هناك طقاقات يحددن السقف الأدنى لأجورهن بخمسة عشر ألفاً وقد يصل الأجر أحياناً إلى ثلاثين ألف ريال لليلة الواحدة بل قد يتعداها إلى خمسين ألف ريال وتلك )أي الأجرة( تحددها بالدرجة الأولى رئيسة الفرقة ومزاجها بشكل مباشر.
خدمات أخرى
وتضيف إحدى الطقاقات أن هناك خدمات أخرى تقدمها الفرقة مثل تركيب سماعات صوتية ونظام صوتي متكامل بإشراف مهندس صوت وذلك مقابل أجار خاص بهذه الخدمة وهي قد تصل لوحدها إلى خمسة آلاف ريال وقد تتجاوز ذلك، وهناك أيضاً خدمات أخرى حسب طلبات أصحاب حفل الزفاف.
وأشارت إلى أنه من الصعب جداً أن تجد هذه الأيام طقاقة حيث إن معظم الطقاقات هذه الأيام محجوزات لإقامة حفلات الزفاف وأن الحجز هذه الأيام )فُل( حيث إن حجز الطقاقة يبدأ عادة مع حجز القاعة وقبل إقامة الحفل بثلاثة أشهر على أقل تقدير.
مطالب تعجيزية
وقد أشار أحد الشباب طلب عدم ذكر اسمه إلى أنه عندما بدأ بالتجهيز لحفل زفافه ومن ضمنه الطقاقة طبعاً حيث إنه فوض أهله بالاتفاق معها إلا أنه فوجىء بالمبلغ الكبير الذي تطلبه الطقاقة وفرقتها حيث طلبت منه دفع مبلغ ثمانية عشر ألف ريال لإحياء الحفلة واشترطن أيضاً دفع نصف المبلغ مقدماً والنصف الآخر قبل حفل الزفاف بليلة. ويستغرب هذا الشاب مثل هذا المبلغ الكبير لحفلة قد لا تتجاوز الأربع أو الخمس ساعات مؤكداً أن هذا المبلغ يشكل أكثر من نصف مبلغ المهر الذي دفعه لشريكة حياته.
طلبات عجيبة وابتزاز
ويذكر أحد الشباب أنه في حفل زفافه فوجئ بطلب فرقة الطقاقات من أهله واشتراطهن لحضور حفل الزفاف احضار قائمة طلبات للعديد من أنواع الدخان أو دفع مبلغ خمسمائة ريال بدلاً من ذلك ويضيف: قررت أن أحضر لهن الطلبات معتقداً أنها لن تصل إلى مبلغ الخمسمائة ريال رغبة في التوفير وما إن أحضرت هذه القائمة حتى أخبرني العامل أن حسابي حوالي اربعمائة وسبعون ريالاً بمعنى أن الفرقة قد حسبتها مسبقاً ولديها خبرة في الابتزاز.
منافسة في رفع الأسعار
ويذكر أحد مديري قصور الأفراح أن إدارة القصر تقوم بمساعدة أصحاب حفل الزفاف في إيجاد فرقة طقاقات وذلك عند استئجارهم للقاعة حيث تتوفر لدينا عدة أرقام لعدة فرق طقاقات حيث نقوم بإعطاء أصحاب الحفل الأرقام وهم بدورهم يتفاوضون معهن، وعن وجود عمولة يحصلون عليها من هذا العمل أوضح أنهم يقومون بهذا العمل كخدمة لمستأجري القصر وإن كان هناك بعض الطقاقات يعطوننا عمولة على ذلك.
ويضيف مدير قصر أفراح آخر أن الطقاقات يتنافسن دائماً في رفع أسعارهن فما أن تسمع واحدة بأن فلانة الطقاقة رفعت سعرها حتى تبدأ هي في رفع أسعارها مشكلين بذلك بورصة في رفع أسعارهن.
ويذكر أحدهم أنه فوجىء في أحد الأيام أن أجرة الطقاقة كانت أكثر من أجرة قاعة الأفراح التي يديرها.
من المستشفى إلى الفرقة
وهذه أم فهد تجاوزت الثلاثين تقول: كنت في بداية حياتي أعمل في أحد المستشفيات كممرضة وكانت حياتي طبيعية جداً إلا أني وافيت في إحدى الليالي صديقة لي من أيام الدراسة وعلمت من الحديث معها أنها تقود فرقة مشهورة لإحياء الحفلات وعرضت علي بعد ذلك الانضمام إلى فرقتها حيث إن صوتي كان جميلاً وافقت في البداية ولكن اشترطت أن أعمل في أيام نهاية الأسبوع فقط. وحين انخرطت في هذا العمل راق لي كثيراً خصوصاً أن دخله جيد جداً وكان يفوق ما كنت اتقاضاه في المستشفى وهذا ما جعلني فيما بعد أترك عملي في المستشفى واتفرغ للفرقة حتى مرت الأيام وأسست فرقة خاصة بي وتوسع نفوذ فرقتي فيما بعد حتى أصبحت الدعوات تأتيني من خارج الرياض وأنا أتوقع في المستقبل الشهرة خليجياً.
الآلات من الخارج
الطقاقة «لولوة» قالت: نحن معشر الطقاقات نجد المضايقات من الكثيرين واحتقار مهنتنا يجعلنا نحس أننا محاربات وكثرة الكلام على المال الذي نكسبه سواء في الجرائد أو المجلات أو غيرها يجعلنا نحس بالحسد والغبطة من الجميع مع أننا لا نعادي أحداً ولا نجبر أحداً على قبول رسومنا ثم نحن لم نضع هذه الرسوم التي يعتقد البعض أنها خيالية لأننا نصرفها على الفرقة وعلى المشتريات من آلات موسيقية تكلفنا الكثير خصوصاً وأننا في فرقتنا نحضر الآلات من الخارج وغير ذلك فإن هناك ملابس خاصة للفرقة تكلفنا الكثير أيضاً. أضف إلى ذلك النصوص التي نغنيها فإننا نشتريها فنحن لا نكرر الأغاني بل نبحث عن الجديد ولنا أغانينا الخاصة بنا ألا ترى بعد هذا كله أننا نستحق ما نقبضه من مبالغ.
عناصر شابة
وهذه المشرفة على فرقة «مرمرة» تقول: كونا الفرقة أنا وبنات عمي وكنا في بدايتنا قلة ونأخذ أجراً زهيداً ولم يكن يتفق معنا سوى العريس «الطفران» وكنا كأي بداية نرضى بالقليل ولكن مع مرور الزمن توسعت الفرقة وتطورت ودخلت فيها العناصر الشابة التي تحمل فكراً جديداً لهذه المهنة فنقلت الفرقة نقلة هائلة إلى الدرجة الممتازة وأصبحت لنا علاقاتنا خصوصاً مع الطبقات المميزة ورجال الأعمال وانتقلنا من فرقة العريس «الطفران» إلى العريس «المليان» وأصبح لا يقدم على التعاقد معنا سوى المقتدر.. واشتهرنا ولله الحمد شهرة لم نتوقعها حتى أن الطلبات على الفرقة لم نعد نوفي الكثير منها وهذا ما دعانا إلى تقسيم الفرقة إلى فرقتين باضافة عناصر جديدة لكل فرقة وأصبح المسمى واحداً.
بيت الأسرة والمهنة
أيضاً سألنا الطقاقة عفاف في فرقة أم سرور كيف لك أن توفقي بين عملك كطقاقة وبين أسرتك وبيتك علماً أن هذه المهنة تأخذ الليل كله فماذا يبقى للنوم وماذا يبقى للأسرة؟
أجابت أن كل أسرة دائما تعيش على ما تتعود عليه وحينما تعيش الأسرة على طابع معين ففيها تجد تنسيقاً لهذا الطابع صحيح أنه في البداية سيحدث بعض التشتت إن أحسنت التسمية ثم بعد ذلك سرعان ما تتأقلم الأمور وتصبح عادية هذا بالنسبة للوضع بالشكل العام أما حياتي أنا الخاصة فقد رتبتها أنا وزوجي فزوجي أيضاً يعمل في إحدى الفرق الرجالية لإحياء الحفلات الموسيقية وهذا ما هون علي وساعدني في ترتيب أموري المهنية والمنزلية، ثم إن الحفلات ليست شرطاً أن تكون يومية ولا تكون كذلك إلا في الإجازة الصيفية وهذا أيضاً دافع آخر يجعلني التفت لبيتي أكثر طالما أنني لا أعمل سوى أربعة أو خمسة أيام خلال الأسبوع في الموسم.
حرب الإشاعات
وتشاركهن الرأي الطقاقة «سمورة» ولكنها تقول: أنا طقاقة من الجيل الحديث أي بعبارة أبسط أنا صاحبة فلسفة حديثة ولكنها خاصة وخاصة جداً وهذا ما يشكل لي صعوبة في بعض الحفلات، فالجمهور أو المعازيم ليسوا على طبقة واحدة فهم يختلفون من الصغير إلى الكبير وكذلك من المثقف وغير المثقف ففلسفتي الخاصة بالنسبة للطق والأسلوب الجديد الذي أمارسه في الغناء والرقص يجعل الناس تنقسم في فهمي إلى قسمين قسم يعجب بي إلى حد كبير وقسم آخر يسخر مني أو لا يفهمني ولكن في النهاية أجد نفسي ناجحة، فالنقد والتجريح لا يأتي من فراغ وهذا يعني أنني صنعت شيئاً وهذا بالضبط ما أرنو وأطمح إليه والحقيقة أن هذه المهنة ليست بالمهنة السهلة، صحيح أنها ممتعة بعض الشيء ولكنها تأخذ الليل كله فلا يبقى لراحتك شيء أضف إلى ذلك أمراً مهماً وهو ما يزعجني بالفعل ولا يعرفه الكثير من الناس ألا وهو حرب الطقاقات، هناك بالفعل حرب وحرب شرسة، فجيل الطقاقات القديم لا يطيق الجيل الحديث ويعتبرون أنهن مرتزقات على هذه المهنة وهذا ما ولد الكره لدى الجانب الثاني فأصبح هناك نوع من الحرب الباردة تكمن في اطلاق الإشاعات التي تدمر أو تهز الجانب الآخر قدر الإمكان، إضافة إلى حرب الأسعار التي تكون للعناد في أغلب الأحيان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.