ليلى،"طقاقة"محترفة لا تقبل أن تحيي أكثر من ثلاث حفلات زفاف في الأسبوع، حفاظاً على صحة جسدها وصوتها، بحسب قولها. وتتحدث عن تطورات المجال الذي تنتمي إليه"نحن نعمل باحتراف... أي متفرغات لهذه المهمة". وتقول إنها تتقاضى 20 ألف ريال في اليوم مع فرقتها. لكن المهمة لدى"مدام ليلى"وفرقتها تتوسع، لتشمل أبعد من إحياء حفلات الأعراس بالدُف، لتشمل خدمات"التصوير والتسجيل"أيضاً. كما أنهن يطورن برامجهن كل سنة. ولا يقتصر تطور سوق محييات حفلات الزواج على هذا الجانب، بل أخذت كل فرقة منها في تنويع أساليب دعائية ومميزات تختلف عن الأخرى، فإحداها تحضر مجموعة خاصة للرقص فقط، وأخرى لضبط عملية الأصوات ودمجها. وما أن تنتهي مداولات الموافقة في الأسر السعودية على العريس القادم لبناتها، حتى تلوح في الأفق قائمة متطلبات حفل الزفاف، حيث تحتل"الطقاقة"البند الثاني في القائمة بعد قاعة قصر أفراح ليلة العمر. والخلاف على المكان يمكن حله بسهولة فيما يبقى الخلاف على من سيشعل الحفل غناءً ورقصاً، و"الطقاقات درجات"ولكل واحدة أسلوبها المميز وطريقة تسويق أكثر تميزاً. وتعود ليلى متحدثة عن اختلاف بورصة سوق الطقاقات، حيث ترتفع تارة وتنخفض أخرى، ولكن تبقى الأسعار ثابتة حتى نهاية موسم الصيف، وبعد انقضاء هذا الموسم، يزاح الستار عن أسهم سوق الطق واللعلعة، مبينة أن"من تطلب كثيراً، يرتفع ثمن ساعات وقوفها على المسرح، ويختلف نوع السيارة التي تتنقل فيها". وتكشف مدام ليلى ما تراه"أسرار الطقاقات"، وهو جانب الأجور"الفرقة المبتدئة تأخذ ثمانية آلاف ريال داخل جدة، وخارجها 13 ألفاً، بينما تتقاضى"السوبر طقاقة"40 ألف ريال داخل جدة، و60 ألف ريال 16 ألف دولار خارجها". ويعود لقب"طقاقة"إلى حركة الضرب على الدفوف بقوة، الأمر الذي ربط تلقيبهن بالكلمة العامية المرادفة للضرب"الطق"، وجمعها طقاقات. إلا أن كثيرات لا يحلو لهن مناداتهن بهذه الصفة. وتكشف ليلى بعض ما قد يترتب على ردود فعلهن من سماع هذه التسمية:"يزعلن إذا قيل لهن طقاقات، بل بعضهن يتوقف عن الغناء في منتصف الأغنية، أو التوقف لوقت طويل بحجة خلل في أجهزة الصوت أو الغناء بشكل بارد"وفي لغة دفاعية عن شرعية ما يقمن به تواصل ليلى القول:"إذا رحب بنا وأكرمنا بشكل مبالغ فيه عن طريق مناداتنا بالاستاذات، تتوقع أم العروس ليلة ذهبية لابنتها حتى ساعات الصباح الأولى". يتحمل من يقيم حفلة زفافه التي لا يتجاوز زمن الغناء فيها الساعات الأربع خارج جدة تكاليف مضاعفة، تبدأ بالإقامة والإعاشة للطقاقة والطاقم المرافق لها، إضافة إلى إعداد موقع خاص لنرجيلتها"المعسل"وعلب اللفافات"السجائر"التي تحضر خصيصاً لها ولمرافقاتها، وصولاً إلى دفع زيادة لا تقل عن 35 في المئة عن التسعيرة الأساسية لإقامة الحفلة داخل المدينة. وتشير هذه المعطيات إلى نشوء سوق جديدة، يرجح البعض أن تدخل الشركات والمؤسسات طرفاً فيها، الأمر الذي سيدفع إلى سباق مستقبلي في احتضان أولئك"الفنانات"لإقامة حفلات الزفاف، وحفلات المناسبات الخاصة في بعض الأسر، بأفكار تسويقية متطورة ومتوافقة مع العصر، وليس مستبعداً أن تنشأ مستقبلاً"جمعية الطقاقة"وقد تكون ليلى أمينة عامة لها.