مع بداية شهر رمضان في كل عام تبدأ محلات الخياطة بالاستعداد والاستنفار المبكر لطلبات تفصيل الثياب التي تسمى ب«ثياب العيد» ويصاحب هذا الاقبال الكبير على تفصيل الثياب صرعات وموضة شبابية منها المرغوب ومنها المرفوض. عدسة «الجزيرة» استطلعت آراء الخياطين وبعض المواطنين للتعرُّف على بعض وجهات النظر حيال الموضوع.. تحدث رجل الأعمال عبدالعزيز بن صالح بن سبعان صاحب محل للخياطة الرجالية فأفاد انه من خلال خبرة 20 سنة فإن موسم رمضان هو موسم خياطة الملابس الرجالية استعداداً لعيد الفطر وان جميع المحلات تستعد بشكل مكثف لاستقبال الطلبات. وعن أنواع الأقمشة المستخدمة في خياطة الثياب أوضح ان الأنواع عديدة منها الممتاز ومنها الرديء، كما ان الأقمشة تختلف حسب الموسم كالأقمشة الصيفية والأقمشة الشتوية وأقمشة الربيع، وتختلف أيضا من حيث الطلب والأسعار، فيتراوح سعر طاقة القماش ما بين 350-1500 ريال وأغلى هذه الأنواع يصل سعرها الى 3500 وتسمى بقماش «أبوغزالين» وعن الأقمشة المرغوبة أضاف ان القطن والبلوستر هو المرغوب في الوقت الحالي كما ان الكاروهات وألوان الطيف أصبحت موضة ليست للشباب فقط وإنما لكبار السن أيضا، وأوضح ان هناك عودة للموضة القديمة وهي التطريز العريض والتي تسمى بالثوب الحجازي ويكون هذا التطريز باستخدام خيوط عريضة تطرز بجانب الياقة والأزرار الأمامية والأكمام وهناك من العملاء من يستخدم ألواناً غامقة وألواناً فاتحة حسب لون الثوب. وتوقع بن سبعان ان عدد محلات تفصيل الثياب الرجالية قد بلغت تقريبا «2500» محل منتشرة بين أحياء الرياض. تقليعات جديدة وتحدث أشرف خياط محل بأن ثياب العيد تتميز بالتنويع والتجديد في الموضة فكل سنة مع اقتراب العيد تظهر تقليعات جديدة. وعن أسعار الخياطة يبلغ سعر الخياطة بدون قماش 100 للصيفي وما يقارب 150 للشتوي وأوضح ان العشر الأواخر من رمضان هي أكثر فترة تتعرض لها محلات الخياطة لضغط شديد لأن الأغلبية من المواطنين يقومون بتأجيل تفصيل ثياب العيد الى نهاية رمضان ثم يبدؤون بالتوسل للموافقة على تفصيل ثيابه بل بعض هذه الثياب ننجزها خلال 8 ساعات تقريباً. أما عن الموضة الدارجة لهذا العيد أضاف ان الشباب يفضل الثوب الطايح «سلك»، كما ان ثياب هذا العيد تميزت بالتطريز وهي تطريز الياقة مع الأزرار والأكمام بشكل خفيف حسب طلب العميل، كما ان هناك ظاهرة جديدة وهي «موضة المخصر» فقد شهد هذا الموديل اقبالا شديدا ويبدو هذا الثوب بشكل ضيق يفصل شكل الجسم. كما أن هناك موديلات نسبة الاقبال عليها قليلة مثل القطري والكويتي والاماراتي. وأوضح ان الموديل الكويتي يكون الثوب مفصلاً من الأسفل كبيرا وله كسرة من الأمام في الوسط، أما القطري فيتميز بالصفطة الكبيرة من الأكمام وتكون ذات خط واحد من الجنب الأيسر وخط واحد من الجنب الأيمن. وحول عدد الثياب التي فصلت في مدينة الرياض استعدادا للعيد أوضح انه تم تفصيل حوالي 500000 ثوب على الأقل وان هذا العدد قابل للزيادة، ولو أخذنا بالحسبان عدد الذين يقومون بالسفر الى قراهم ومدنهم من السعوديين لقضاء اجازة العيد ولوصلنا لنتيجة ان عدد الثياب يرتفع الى رقم أكبر، ويكون بذلك عدد الأمتار المستخدمة في تفصيل هذه الثياب إذا حسبنا ان الثوب يتطلب أربعة أمتار ونصف تقريبا.. مليونين ومائتين وخمسين ألف متر من مختلف أنواع الأقمشة والأشكال. وتحدث المواطن ناصر السبيعي بأنه كل عيد فطر يقوم بتفصيل ما يقارب 6 أثواب استعداداً للعيد وأن تكلفة الخياطة فقط بدون قماش ما يقارب 100 ريال بالنسبة للثوب الصيفي و150 للشتوي، وأضاف انه يفضل الكم القطري وهو الذي يتميز بزيادة في العرض الى 4سم. أما المواطن وليد الحيان فأوضح أنه كل عيد فطر يقوم بتفصيل ما يقارب 4 ثياب وبلغ مجموع الثياب الجديدة خلال سنة 13 ثوبا أقل شيء وأنه يفضل القماش الربيعي والكاروهات لما يتميز به من منظر جميل كما أنه مقاوم للتجاعيد وأفاد أنه يفضل ان يشتري القماش من المحلات المتخصصة نظرا لانخفاض سعرها عن محلات التفصيل كما أن هناك ميزة أخرى وهي حرية الاختيار أمام الكم الهائل من أنواع الأقمشة وألوانها. كما أن القماش القطن مخصص للكبار في السن لأنه أفضل تحت البشت لكيلا يظهر عليه التجاعيد «التكسير».أما مشعل الحميدان فأضاف انه يقوم بالاستعداد لكل عيد فطر بتفصيل ما يقارب 4 أثواب من أقمشة مختلفة، وانه يفضل قماش البولستر نظراً لكونه يعطي الشكل المناسب ويتميز قماش البلوستر بأنه طايح وثقيل وغير قابل للتجاعيد بسرعة. وذكر انه يقوم بالتنويع في موديلات الثياب على مدار السنة، فالشتوي يختلف عن الصيفي وثياب عيد الفطر تختلف عن عيد الأضحى من حيث القماش واللون، وان القماش اللماع أصبح بعض الشباب يستخدمه للفت النظر والمعاكسة على وجه التحديد. أما المواطن عبدالرحمن القحطاني فأفاد أنه يفصل خلال السنة ما يقارب 15 ثوباً ويقوم بتفصيل 6 أثواب جديدة للعيد. وعن اهتمامه بالموضة أضاف انه لا يحرص على تغيير موديل ثوبه وأن موديل ثوبه ثابت من سنين. ونوه القحطاني إلى ان هناك فئة من الشباب تقلِّد النساء في تفصيل ثيابهم من خلال تضييق الثوب وهذا الموديل يسمى «المخصر» وللأسف أننا نرى هذا الموديل بكثرة وأنا أنصح بعض هؤلاء الشباب هداهم الله بالتوجه للمشاغل النسائية أفضل!! وأشار القحطاني انه للأسف ان المجتمع ثم الأسرة لا تنهى أولادها من تفصيل ثوب مخصر. أما محمد علي الشمراني فقال أقوم بتفصيل 10 ثياب في السنة ويصل سعر التفصيل تقريبا الى 120 مع اختلاف تسعيرة المحلات على حسب مواقعها. وأضاف انه يفضل القماش القطني على الأقمشة الأخرى لأنه جميل الملبس وصحي. وعن موديلات الثياب أضاف الشمراني أنه يفضل الثوب السعودي بالاضافة الى أزرار كبيرة وهادئة تعكس مظهر الثوب.