تعد العشر الأواخر من رمضان فرصة ذهبية لأصحاب محال الخياطة، إذ يزداد فيها إقبال المواطنين على تفصيل الأثواب، ولذلك يلجأ أصحاب تلك المحال إلى"وصل الليل بالنهار"والعمل لفترات تمتد إلى عشرين ساعة يومياً، بل إن بعضهم يستعين بعمالة غير مؤهلة، كي يتمكنوا من الوفاء بمواعيد تسليم الأثواب للزبائن. وذكر المستثمر في مجال الأقمشة الرجالية خالد الناصر ل?"الحياة"، أن أصحاب محال الخياطة الذين يتعاملون معه طلبوا كميات كبيرة من الأقمشة، نظراً لزيادة الإقبال على تفصيل الأثواب. وأضاف أن حجم الطلب يفوق بكثير إمكانات إنتاج المحال، ما يسبب تأخير تسليم الملابس لكثير من الزبائن، مشيراً إلى أن بعضهم استعان بعمالة غير محترفة لمواجهة ضغوط الموسم. وقال إن بعض المحال أوقفت قبول أية طلبات تفصيل جديدة قبل أسبوع من بداية عيد الفطر، كي تتمكن من تسليم الأثواب في مواعيدها. وأشار عامل في محل خياطة في حي أم الحمام في الرياض إلى أن متوسط سعر تفصيل الثوب العادي يصل إلى 130 ريالاً، فيما يصل سعر بعض الملابس المطرزة إلى 400 ريال، لافتاً إلى أن الإقبال تزايد هذا العام على الأقمشة السويسرية التي يرغب الكثير من الزبائن في ارتدائها، خصوصاً أيام الأعياد. وأضاف أن هذه الفترة تعد الأفضل له في العام، إذ قدر دخل محله خلال فترة العيد ب40 في المئة من الدخل الذي يحصل عليه في العام كاملاً. وليد الغامدي يفضل تفصيل ملابسه منذ بداية شهر رمضان، لأنه كما يقول تعلم درساً من السنوات الماضية قائلاً:"قبل عيد الفطر الماضي طلبت من محل تفصيل ثوب مطرز لألبسه خلال إجازة العيد التي كنت أنوي قضاءها بين الأهل ومنزل خطيبتي، لكنني فوجئت بصاحب المحل يعتذر عن عدم تسليمي الثوب في الوقت المحدد لكثرة الطلبات عليه، فاضطررت لقضاء العيد بثوب قديم". من جهة أخرى، شهدت أسعار الحلويات والمكسرات في أسواق مدينة حائل ارتفاعاً مع قرب حلول عيد الفطر بنسبة 50 في المئة. وذكر عدد من التجار العاملين في هذا المجال ل?"الحياة"أن السبب هو ارتفاع أسعارها في البلاد المنتجة للحلويات وتزايد تكاليف الشحن، مؤكدين أنهم يبيعون بموجب أسعار الموسم التي يحددها الموردون الكبار للحلويات والمكسرات. بدر الساير وفهد المجلاد تاجرا حلويات, اعتبرا أن ارتفاع الأسعار طبيعي ويتجاوب مع الارتفاع الكبير في الطلب على الحلويات في الأيام الأخيرة من رمضان كما هو الحال في مناسبات عيد الأضحى والمناسبات الأخرى. وذكر فهاد الرشيدي الذي يدير محلاً لبيع المكسرات أن أسعار بعض أنواع الحلويات ارتفع إلى أكثر من 50 في المئة من قيمتها في الأيام العادية، رافضاً إطلاق صفة الاستغلال على تجار السوق الكبار:"ارتفاع أسعار أجور الشحن في البلدان التي يستورد منها تجار الجملة الحلويات والمكسرات هو من أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار, إضافة إلى تأخر الشاحنات في الجمارك السعودية بسبب اكتظاظها بالمعتمرين ما يزيد الأعباء المادية على التجار، وبالتالي يسعون إلى تعويضها عن طريق رفع الأسعار". وعلى رغم الارتفاع الكبير في الأسعار إلا أن عدداً من التجار أكدوا أن الطلب على كثير من أنواع الحلويات ازداد بنسبة 300 في المئة مثل"التوفي"والكعك والجاتوه والبقلاوة والكنافة بأنواعها، مضيفين أن عدم وجود نظام يلزم التجار بتسعيرة محددة للحلويات والمكسرات أدى إلى تحديده عن طريق العرض والطلب في أوقات المناسبات.