اعرب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول امس الخميس عن تأييده ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية للاشراف على المراحل المقبلة في تطبيق تقرير ميتشل. واوضح باول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية «اظن انه اذا توصلنا الى الاجراءات الهادفة الى تعزيز الثقة يجب نشر مشرفين ومراقبين حتى يتمكنوا من الذهاب الى نقاط الاحتكاك والقيام بعمليات مراقبة مستقلة». وكان باول يشير في حديثه عن اجراءات تعزيز الثقة الى المرحلة الثالثة من تقرير لجنة ميتشل حول اسباب العنف الاسرائيلية الفلسطينية، التي يفترض ان تلي وقفا لاطلاق النار وفترة تهدئة. من جهة اخرى تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس الخميس بدعوة من القوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة في الذكرى الرابعة والثلاثين لضم اسرائيل مدينة القدس وأعلنوا استمرار الانتفاضة ورفضهم للضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية. وانطلقت التظاهرة التي ضمت نحو ثلاثة آلاف من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة عابرة الشوارع الرئيسية في المدينة وتوجهت الى منطقة المنطار شرق غزة قبل ان تتفرق بهدوء. وشارك أيضا ممثلون عن ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا من بينهم حركة المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس عرفات. وردد المشاركون في التظاهرة هتافات تدعو للاستمرار في الانتفاضة الشعبية حتى التحرير ومواصلة مقاومة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وندد المتظاهرون بزيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الى المنطقة ورددوا شعارات تقول: «لا لا لباول وزير الخارجية الأمريكي، لا لا للضغوط الأمريكية». وقال اسماعيل هنية أحد قادة حركة حماس الذي شارك في التظاهرة للصحافيين: «ان باول لن يجلب للمنطقة أي جديد» معبرا عن خشيته من ان يكون باول قد جاء لاعطاء الضوء الأخضر للصهاينة من أجل التمادي في عدوانهم ضد شعبنا الفلسطيني. وأكد هنية ان هذه «المسيرة والتظاهرة هو التأكيد للعالم أجمع ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية» مشددا في الوقت نفسه على ان «الشعب الفلسطيني موحد ومصمم على المضي في انتفاضته وكفاحه وجهاده حتى تحرير فلسطين واسترداد مقدساته».وقال أحد المشاركين رفض ذكر اسمه لوكالة فرانس برس: «اننا نرفض الضغط الأمريكي على سلطتنا الوطنية لوقف الانتفاضة». وقد اتهمت السلطة الفلسطينية اسرائيل بخرق تفاهم وقف اطلاق النار مرة جديدة بعد اطلاق نار على عمال فلسطينيين قرب حاجز بيت حانون «ايريز» واصابة اثنين منهم. واعتبر اللواء عبد الرازق المجايدة مدير الأمن العام الفلسطيني ان «اطلاق النار على عمالنا الفلسطينيين الأبرياء أثناء توجههم الى عملهم في المنطقة الصناعية قرب حاجز بيت حانون «ايريز» واصابة اثنين منهم هو عمل استفزازي وخرق لتفاهم وقف اطلاق النار». وأضاف المجايدة ان هذا العمل «غير مبرر ومخالف لكل الاتفاقات والمواثيق الدولية وحقوق الانسان». وطالب وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بالاعلان عن الانتقال الى الخطوات اللاحقة لوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال شعث في حديث لاذاعة صوت فلسطين الرسمية )مطلوب من كولن باول ان يعلن عن المواقف اللاحقة لوقف اطلاق النار وهو الأمر الذي سيكون جزءا من المناقشات معه خلال لقائه مع الرئيس ياسر عرفات اليوم «أمس»(. وبحسب مصادر فلسطينية مسؤولة فانه من المقرر ان يعقد اجتماع بين عرفات وباول في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام اللهبالضفة الغربية ظهر أمس بالتوقيت المحلي وسيعقد مؤتمر صحافي عقب اللقاء. وكان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بدأ أمس الخميس محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام اللهبالضفة الغربية في محاولة لانقاذ الهدنة مع اسرائيل. وأوضح المصدر ذاته ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث يشاركان في هذه المحادثات. وأجرى باول في وقت سابق من أمس محادثات في القدسالمحتلة مع الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف ووزير الخارجية شيمون بيريز.