خرج آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة أمس في مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة تعبيراً عن غضبهم وسخطهم ورفضهم زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للمنطقة، خصوصاً الى الأراضي الفلسطينية ولقاءه الرئيس ياسر عرفات في مدينة رام الله امس. وطالب المحتجون عرفات بعدم الاجتماع مع باول بسبب السياسة الاميركية تجاه العراقوفلسطين وانحياز الولاياتالمتحدة الى جانب الدولة العبرية. وحمل المشاركون في المسيرة التي دعت اليها لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، الاعلام الفلسطينيةوالعراقية وصور الرئيسين ياسر عرفات وصدام حسين. كما نددوا خلال المسيرة التي انطلقت من باحة المجلس التشريعي غرب المدينة وجابت شوارع المدينة وصولاً الى وسطها حيث ميدان فلسطين الرئيس، بالعدوان البريطاني - الاميركي المتكرر على العراق وشعبه والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وردد المشاركون هتافات تقول: "كولن باول برّه برّه، الانتفاضة مستمرة"، داعين الى تقديمه الى "محكمة مجرمي الحرب". وقال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ابراهيم أبو النجا في كلمة ألقاها في ميدان فلسطين امام المحتجين ان زيارة باول تأتي في الوقت الذي تتواصل فيه الانتفاضة. ووصف زيارته بأنها "مثقلة بأحقاد الامبريالية والصهيونية وعدوانها على الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية". واعتبر ان الإدارة الاميركية أرسلت "رسالتها الدموية الواضحة التي تدعم من خلالها سياسة رئيس الحكومة الاسرائيلية المنتخب ارييل شارون العدوانية المتمثلة في القضاء على الانتفاضة وتكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان وفرض الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة وطمس حقوق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس". وشددت القوى الوطنية والاسلامية في بيان أصدرته لمناسبة زيارة باول على ان "الرد على المخططات الاميركية والاسرائيلية انما يكون باستمرار الانتفاضة وتطويرها وتصعيدها مع المقاومة، بحيث يدفع الاحتلال غالياً ثمن احتلاله وعدوانه على أرضنا ومقدساتنا". واعتبرت ان "الرد على العدوان الاميركي الغاشم على شعب العراق انما يكون بكسر الحصار المفروض على العراق الشقيق" و"إعادة الاعتبار للتضامن العربي وتعزيزه وتأكيد وحدة الأمة" في مواجهة المخططات الاميركية. وفيما كان عرفات مجتمعاً مع باول، نظم عشرات الفلسطينيين اعتصاماً أمام مقر الرئاسة، مطالبين الولاياتالمتحدة بوقف مساعداتها العسكرية والمالية لإسرائيل والضغط على تل أبيب لرفع الحصار المتشدد على الأراضي الفلسطينية. من جهة اخرى رويترز، قالت قوات الامن الاسرائيلية ان مسلحين فلسطينيين اطلقوا النار على سائق سيارة اسرائيلي فأصيب في رأسه في الضفة في الوقت الذي كان عرفات مجتمعا مع باول. وتابعت ان مسلحين اطلقوا الرصاص لاحقا على امرأة من المستوطنين فأصابوها في رأسها وقدميها قرب مستوطنة "عفرا" في الضفة. كذلك قال مسؤولون في مستشفى فلسطيني ان قناصة اسرائيليين في الخليل اطلقوا النار على شاب فاصابوه في بطنه بعد القاء حجارة وقنابل حارقة على مستوطنة. وقال شهود ان اشتباكات محدودة اندلعت في مخيم قلندية قرب رام الله.