كما هو متوقع ونتيجة لتخبطات الاتحاد الآسيوي.. وتشرذم أعضائه في اتجاهات مختلفة للعمل لمصالح فرقهم فقط حقا كان أو باطلاً.. أو للعمل بما يصب لمصالحهم الشخصية والجيبية!.. وكما قال الأخ عبدالعزيز الهدلق يتصارعون على )الكعكة( وأيهم يقضم أكبر جزء منها.. ضاربين بعرض الحائل مبدأ المساواة والعدل بين منتخبات وفرق القارة.. وبعيداً عن تغليب المصلحة العليا للكرة الآسيوية.. وأيضاً لأسباب أخرى.. تم حشر المنتخبات القوية في مجموعة واحدة من مجموعتي التأهل لكأس العالم عام 2002م.. وبهذا سيكون المونديال القادم على موعد مع فريقين آسيويين أحدهما نخشى أن يكون ضعيفاً وغير مؤهل لمقارعة المنتخبات الدولية.. مما سيعيد تصنيف وتقييم الكرة الآسيوية إلى الخلف.. والآن لنناقش هذه القرعة من جهة حظوظ منتخبنا مع هذه القرعة.. ومع كل منتخب وعلى حسب خلفية لقاءات الفريقين السابقة.. ومقارنته بالفرق البديلة التي كان يمكن أن تكون في مجموعتنا.. أريد أن أقول ان هذه القرعة ليست سلبية محضة.. ليس فقط لأن منتخبنا لا يخشى أي منتخب آسيوي.. بل لأن الوقوع مع هذه الدول ذات الأسماء الرنانة له أفضلية من جوانب ما.. فلعل أحد ايجابيات القرعة أن منتخبنا وباستثناء مباراة وحيدة سيلعب جميع مبارياته في منطقة غرب آسيا والخليجية خصوصاً.. ثم لو لم تقع معنا ايران لكان بديلها الصين وهي خيار غير مفضل.. فاضافة إلى بعد المسافة فالصين منتخب لا يستهان به وخصوصاً على ملعبه.. وفي التصفيات السابقة المؤهلة لكأس العالم في فرنسا.. خسرنا من الصين وتعادلنا معها.. في حين أن ايران يمثل لها منتخبنا ما يشبه )العقدة( فهو محظوظ معها.. وفي التصفيات السابقة فزنا على ايران وتعادلنا.. وبالنسبة لبقية الفرق فبعد وقوع منتخب قوي في مجموعتنا ولأن التأهل سيكون لمنتخب واحد فقط .. فليس مفرحا أن يكون مستوى بقية منتخبات المجموعة ضعيفاً.. لأنها إن كانت سهلة ونقاطها مضمونة فستكون سهلة على المنتخبين المتنافسين معا.. وهنا سيكون التأهل مرتبطاً فقط في مباراتي المنتخبين وهذه مغامرة محفوفة بالمخاطر رغم حظوظ منتخبنا مع ايران.. ولكن عندما تكون بقية فرق المجموعة جيدة.. فسيكون التأهل للأطول نفسا والأوفر بديلا.. وهذا ما يميز منتخبنا.. وبالنسبة لمنتخب العراق فالبديل عنه قطر.. ونعرف كم يعاني منتخبنا وحتى أنديتنا من الأسلوب الدفاعي والشديد الذي تلعب به الفرق القطرية أمامنا.. في حين أن المنتخب العراقي رغم أنه يقصر فنياً وخبرة عن المنتخب السعودي فإنه لن يلعب بهذا الاسلوب بل سيكون أكثر انفتاحاً وطموحاً للفوز.. وسيمنح الفرصة لمنتخبنا للعب وتقديم مستواه.. ومباريات منتخبنا مع منتخب العراق سيكون لها صدى جماهيري واسع واهتمام إعلامي كبير على النطاقين العربي والدولي.. وهذه ناحية ايجابية.. أما تايلندا وبديلها أوزبكستان.. فالصعوبة في المنتخبين ستكون في ملاعبهما والبيئة المناخية. ففي مجموعتنا قد تهطل الأمطار وفي المجموعة الأخرى قد تتساقط الثلوج..!! أما البحرين وبديلها عمان.. فمنتخب عمان أرقى فنياً.. ورغم أن البحرين تلعب بأسلوب دفاعي مبالغ فيه مع منتخبنا.. لكن ميزة مقابلة البحرين قربها الجغرافي فلن يكون هناك عناء سفر مضاعف على منتخبنا.. كما أن جماهيرنا في الشرقية ستملأ استاد البحرين.. إن منتخبنا لا خوف عليه بإذن الله.. فهو يتمتع بسمعته القوية والمخيفة للفرق ولعلنا رأينا فرحة الصينيين الكبيرة وكأنهم تأهلوا للمونديال عندما ابتعد منتخبنا عن مجموعتهم. والمهم الآن هو الإعداد القوي والجاد لمنتخبنا.. ولعل ايجابيات تأجيل بطولة الأندية هي منح الفرصة للاعبي الهلال الدوليين للتفرغ التام للمنتخب.. والمهم الآن تصفية هذا العدد الكبير من الأسماء المختارة للمنتخب والاستقرار على النخبة والصفوة فالتصفيات هامة ولا تحتمل التجارب.. الهلال والعالمية! أشرت سابقاً إلى أنني سأتطرق إلى ايجابيات وسلبيات تأجيل البطولة بالنسبة للهلال.. وبالأحرى ماذا خسر وماذا استفاد من هذا التأجيل؟؟.. الخسارة واضحة ولا تحتاج لتفصيل وهو أن الهلال فقد فرصة المشاركة في هذه البطولة..! ولكن لنتوسع قليلاً ونرى الخسارة من وجهة نظر جماهيرية هلالية.. ربما لا يهم الجماهير نوعية مشاركة الفريق بقدر ما يهمهم اللعب في البطولة معتقدين بعدها أنه سيصنف فريقاً عالمياً!.. وهي نظرة فيها كثير من العاطفة والقليل من الموضوعية والاتزان الفني.. فهل مجرد الوصول لهذه البطولة والمشاركة بها كاف لأن يكون الفريق عالمياً؟.. وكنت قلت في المقال الذي أعقب فوز الهلال بالسوبر وتأهله لتلك البطولة أن وصول أي فريق لتلك البطولة لا يكفي لأن نصنفه بالفريق العالمي.. فمن ذا الذي يعرف الآن اسم الفريق المكسيكي أو الاسترالي اللذين شاركا في البطولة السابقة إذا كانا فريقين عالميين؟.. فالعالمية لها مقاييس مختلفة.. وبغير ذلك سيكون برشلونة وبايرن ميونيخ وميلانو وليفربول.. الخ فرقا غير عالمية لأنها لم تلعب بتلك البطولة..! وبهذا ستقدم كرة آسيا سنوياً فريقاً عالمياً يحل بديلاً عنها..! وإذا كانت العالمية تمنح للفريق بمجرد تأهله ومهما كانت نتائجه بالبطولة.. فإذن فالهلال عالمي لأنه أثبت ومن أرض الملعب قدرته على التأهل للبطولة.. وأدرج اسمه رسمياً في قائمة فرق البطولة ومنح دفعة من المكافأة المادية وأجريت القرعة ووضع جدول المباريات.. أما ما حدث بعدها فليس ذنب الهلال أو قصوراً منه بل هي مشكلة الفيفا فقط.. وحتى لو لم يلعب الهلال فهو يعتبر رسمياً تأهل للبطولة ولو ألغيت أو أجلت.. وبالمناسبة فأهم مقاييس التصنيف العالمية هي التصنيف الدوري الصادر عن الفيفا.. فالهلال أدرج ضمن القائمة العالمية لأفضل )100( ناد عالمي حيث وصل المركز )58( وهو أفضل مركز يحققه ناد آسيوي وربما افريقي.. وهو أول ناد سعودي يدخل هذه القائمة. أما من الناحية المادية فالهلال سيتم تعويضه مادياً بما لا يقل عن المكافأة المقررة له.. وقد ننظر له بأنه ربح من هذه الناحية فيما لو تقرر عدم مشاركته.. لأن المشاركة ستستهلك معظم المكافأة لدعم صفوف الفريق بلاعبين أجانب خصيصاً لهذه البطولة.. أما الخسارة من النواحي الاستثمارية والإعلامية والدعائية والتي قدرها نائب رئيس الهلال ب«10» ملايين دولار.. فهذا شأن لا استطيع الخوض فيه فلا أعرف عنه الكثير..! وأيضاً من حسن حظ الهلال تأجيل البطولة.. لأن وضع الهلال وظروف استعداداته لا تبشر بمشاركة قوية ومشرفة.. فالبطولة كانت تقترب والفريق بدون مدرب.. وحتى لو أتى مدرب جديد فمن الصعب عليه التعرف على الفريق وتجهيزه بالسرعة المطلوبة نظراً لاقتراب موعد البطولة.. وخصوصاً أنها لا تسبقها أية مشاركة رسمية تكون إعداداً واختباراً للفريق.. بل إن مشاركة منتخبنا في التصفيات التأهيلية لكأس العالم كانت ستؤثر على استعدادات الهلال.. فرغم أن اتحاد الكرة قرر مشكوراً مشاركتهم مع الفريق في البطولة إلا أنه من المتوقع ألا يلتحقوا بالفريق إلا قبل البطولة بأسبوع.. مما لن يحقق الانسجام والإعداد المطلوب.. كما ان افتقاد الفريق لبعض نجومه كالتمياط والثنيان وعدم البت في موضوع اللاعبين الأجانب.. وخصوصاً أن هذه البطولة التي تقرر تنظيمها في أوروبا كان متوقعاً أن تكون أقوى بكثير من سابقتها في نسختها التجريبية.. والتي لم تعطها الفرق المشهورة اهتماماً كبيراً حتى ان مانشستر يونايتد خسر من فريق مكسيكي مغمور.. وريال مدريد نجا بجلده من الرجاء المغربي بفوز صعب )3/2(.. وهذه طبيعة أي بطولة جديدة تبدأ ضعيفة ثم يتصاعد مستواها الفني والإعلامي والجماهيري.. وليس هذا فقط بل ان الأخطر فيما لو أقيمت البطولة هو أن لاعبي الهلال سيتعرضون للانهيار البدني والفني في الموسم القادم لأنهم لن يتمتعوا إلا بإجازة قصيرة تقل عن الشهر.. وهي غير كافية للراحة والاسترخاء بعد موسمين مرهقين ومجهدين لعب فيها الهلال ما يقارب )120( مباراة.. كما تنتظرهم أيضاً مشاركات هامة مع المنتخب.. وأيضاً من ايجابيات قرار التأجيل أنه خفف من وطأة اصابة التمياط ووقف الثنيان.. ضربات حرة * عندما نطق فيلمبان بالعدل والمنطق.. انقض عليه الأعضاء العرب بهجوم شرس!.. يا ساتر لعله اتضح الآن أن البلاء ليس في فيلمبان فقط! * البحريني أحمد جاسم )أكد أن البحرين ستتصدر مجموعتها وتتأهل( من حقه التفاول لكنه يذكرنا بتصريحه كمراقب لمباراة الهلال وبيروزي عندما قال) جميع قرارات أوكادا صحيحة وسليمة(. * احدى الصحف تتوقع أن البحرين لن تخسر من السعودية ولا من ايران بل وستكسب ايران؟! قبل أن نلوم ضاري علينا أن نلوم الصحفي )الذي لا أعرف من هو( على تصرفه الصبياني!