لم يكن طريق المنتخب السعودي الى نهائيات كأس العالم مفروشاً بالزهور، فقد تعرض خلال رحلة التصفيات الى ظروف وأزمات واخطاء كادت ان تعصف بآماله في التأهل للنهائيات للمرة الثالثة على التوالي كأول فريق عربي يحقق هذا الانجاز. الا ان الدعم الذي لاقاه الاخضر على جميع الأصعدة مكن من تجيير جميع تلك الظروف لمصلحته وتحقيق الحلم العربي بالتواجد في اكبر تظاهرة رياضية عالمية. وبما ان الحديث عن الصعوبات والأزمات فقد بدأت بوقوع المنتخب السعودي في مجموعة حديدية، وليس أدل على ذلك من ان المتأهل عن المجموعة لم يتحدد الا مع صافرة حكم مباراة المنتخبين البحرينيوالايراني، ما يؤكد قوة الفرق المشاركة وتقارب مستوياتها غير ان الاحتجاج الايراني على مشاركة بعض لاعبي المنتخب البحريني كاد ان يغتال الفرحة السعودية بالتأهل او بمعنى ادق تأجيلها، الا ان المنتخب السعودي استطاع مع الجماهير والاتحاد السعودي ان يحقق الانجاز بتمثيل العرب 3 مرات متتالية. لم تكن انطلاقة الاخضر في التصفيات مبشرة، فقد خسر 5 نقاط من اصل 6 نقاط كانت متاحة له امام البحرين في الرياض وامام ايران في طهران، ووضح آنذاك ضعف اداء الجهاز الفني المتمثل في اليوغوسلافي سلوبودان وعجزه عن قراءة امكانات فريقه والفرق المقابلة، مما تسبب في فقدان 4 نقاط اخرى ادخلت المنتخب السعودي في دوامة الحسابات ونتائج الفرق الاخرى. امام هذا الوضع كان لا بد للاتحاد السعودي، الذي يملك من الخبرة الشيء الكثير لمواجهة مثل هذه الازمات ان يتحرك للحفاظ على ما تبقى من فرص للتأهل، والذي بدا واضحاً ان الاخضر سيتحول لمباريات الملحق الآسيوي خصوصاً بعد الاصرار الايراني في المباريات التي لعبها مع ضعف التحكيم، والذي هيأ لايران اكثر من مناسبة للفوز عدا الحظ الذي لازمه الى ما قبل مباراته مع المنتخب البحريني. كانت خسارة المنتخب السعودي امام نظيره الايراني نقطة تحول من مرحلة التطلع والتمني الى مرحلة حصد النقاط، اذ تم استبعاد المدرب سلوبودان ليحل الوطني ناصر الجوهر بدلاً عنه. وعلى رغم المستوى الباهت الذي استمر مع المنتخب السعودي الا ان المرحلة كانت تتطلب حصد النقاط والمحافظة على كافة الفرص ليجني المنتخب السعودي اول 3 نقاط من لقائه مع العراق في البحرين بنتيجة 1/0 بعد اسبوع من تولي الجوهر تدريب الاخضر. وكانت المباراة التي تليها مع المنتخب التايلندي تفصلها 14 يوماً ما ساعد الجوهر في اعداد الفريق بشكل افضل. وقد تمكن فعلاً من سحق المنتخب التايلندي بنتيجة 3/1 بعدما كان مهزوماً في الشوط الاول 1/0، وبدأت بارقة الامل بالظهور مجدداً للمنتخب السعودي بعد التعثر الايراني بالتعادل امام تايلندا والبحرين، الا ان تعادل الاخضر مع ايران في جدة بهدفين لمثلهما ولد قناعة بأن حلم الوصول الى المونديال بات اصعب من اي وقت مضى مع النتائج الايجابية التي يحققها المنتخب الايراني. ومع ذلك الشعور بالاحباط الذي راح يكبر استدعى الجوهر 8 لاعبين جدداً بعدما انضم طارق المولد وعبدالعزيز الخثران وعبدالعزيز الدوسري الى خميس العويران وعبدالله الجمعان وعبدالله الشريدة ووليد الجيزاني ونايف قاضي، واستبعد مرزوق العتيبي ومحمد نور ومحمد الخليوي وعبيد الدوسري واسامة برناوي. ولدى نزول الاخضر ارض الملعب لمقابلة الفريق التايلندي في الرياض كان يلعب مباراتين في آن مما خلق حاجزاً نفسياً كبيراً تمكن المنتخب السعودي من تجاوزه، واجتاز المنتخب التايلندي بأربعة اهداف لهدف واحد، وبعد اربع دقائق فقط اعلن المنتخب البحريني صعود المنتخب السعودي الى نهائيات كأس العام 2002 في كوريا واليابان. وعلى رغم الظروف التي صادفت المنتخب السعودي ظلت جماهير الكرة التي زحفت من كافة المناطق السعودية لمؤازرة منتخبها محافظة على شعور قوي بأن الاخضر سيكون ممثلاً للعرب وآسيا في النهائيات. لكن الاحتجاج الذي قدمه المنتخب الايراني في اعقاب مباراته مع المنتخب البحريني كان له وقع الصاعقة على الشارع الرياضي السعودي، وقد اجّل الفرح السعودي الى ان اعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض الاحتجاج مبيناً بأنه بعد دراسته من كل جوانبه تأكد ان اللاعبين موضوع الشكوى الايرانية لم يخالفوا اللوائح وان مشاركتهم صحيحة. قالوا عن التصفيات عبد الله الدبل اكد ان الوصول 3 مرات متتالية الى نهائيات كأس العالم هو بالتأكيد مصدر فخر ويترجم الدعم اللامحدود الذي يلقاه الشباب السعودي من المسؤولين في السعودية. وأضاف ان هدف الوصول تحقق بغض النظر عن المستوى وهذا ما كنا نسعى اليه وهذا هو اسلوب المنتخب السعودي، فهو يبدأ بدايات تصاعدية تصل الى ذروتها في نهاية المسابقات التي يشارك بها، عكس المنتخبات الاخرى والتي تبدأ بقوة ثم لا تلبث ان ينخفض اداؤها ومستواها. وكما اسلفنا فالهدف تحقق على رغم الاصابات ومعاندة الحظ لنا وظلم التحكيم الذي وقف بشكل سافر مع المنتخب الايراني وذلك لا يختلف عليه اثنان. وقال صالح النعيمة كابتن المنتخب السعودي السابق: اجتزنا العقبة المتمثلة في منتخب ايران وكنا نلعب مباراتين في وقت واحد، الاولى في الرياض والاخرى في المنامة. وبرأيي انها اصعب نتيجة مباراتين في تاريخ الكرة السعودية لأنها كانت المؤهلة للوصول الى المونديال. وكانت حلاوة الفوز لها طعمها اكثر بكثير من السابق، خصوصاً انها جاءت بعد تحديات عدة اولها من مدرب ايران المستفز والمتغطرس. ونحن لله الحمد اعطيناه درساً في فن الحوار قبل المباراة وبعدها. وأضاف ان المستوى الذي قدمه المنتخب السعودي ليس مقنعاً ولكن الهدف تحقق ولله الحمد. فالكرة السعودية تخطو خطوات واثقة اثر تأهلها 5 مرات متتالية لكأس آسيا وهذا دليل حي على مكانة الكرة السعودية التي يحترمها الجميع، الا الاتحاد الآسيوي للأسف، وهذا هو المنتخب السعودي يتأهل على رغم انف بيتر فيلمبان ومن معه، اذ بدلاً من ان يفخروا بالمنتخب الوحيد الذي يتأهل 3 مرات متتالية نجدهم يضعون العراقيل امامه، على رغم اننا نمثلهم ولا نمثل اوروبا او افريقيا. وعن الفترة المقبلة يشير النعيمة الى ان الاخضر امامه مشاركتان في بطولتين مهمتين: الاولى بطولة الخليج في الرياض والاخرى بطولة كأس العرب. وتمنى اعداد المنتخب بشكل صحيح عكس برنامج الاعداد لتصفيات كأس العالم الذي كان رتيباً وغير موفق، على حد قوله. واضاف: يفترض ان نكون اكثر استعداداً، وأتمنى على الاتحاد السعودي ان يضع جدولاً مستقلاً لكأس العالم لتأكيد اننا جئنا للمنافسة وليس ضيوف شرف. واعرب الكابتن صالح عن ثقته بأن كأس الخليج ستكون سعودية وقال: "أعلنها بالفم المليان، كأس الخليج سعودية".