لاينكر متابع للحراك الرياضي الآسيوي أن هناك تطورا في بطولات كرة القدم الآسيوية، مع أن جملة من السلبيات مازالت تعج بها الرياضة الآسيوية، سواء على صعيد بطولات الأندية أو على صعيد بطولات المنتخبات. وسأتناول هنا بطولة الأندية الآسيوية الأبطال لكرة القدم، حيث مازالت البطولة تحتاج لاعادة تنظيم وهيكلة، فدول الأندية التي تشارك في المسابقة هي ذاتها بصفة متكررة في كل عام، حتى والاتحاد الآسيوي يمنح فرصا لفرق آسيوية لتدخل تصفيات الدور الأول بعد لعبها مباريات مع فرق أخرى، لكن أن تشهد المنافسة في الاسبوع الواحد مباراة بين فريقين سعوديين ضد فريقين أوزبكيين أو إيرانيين مثلا، أو أن تجد في مجموعة كل فريق سعودي فرق من ذات الدول الأخرى، بحيث تلعب فرق المملكة مع فرق الامارات أو قطر أو إيران، ففي مجموعة الهلال فريق (سابهان) وفي مجموعة النصر (الاستقلال) وفي مجموعة الاتحاد (بيروزي) وفي مجموعة الشباب (ذوب آهن) وكلها فرق إيرانية..!! وهنا سؤال عن جدوى تحديد فرق معينة من غرب آسيا وهي (السعودية وقطر والإمارات وإيران وأوزبكستان) للمشاركة فقط في بطولة الأندية الآسيوية الأبطال، وترك فرق دول مثل البحرين والأردن وسوريا والعراق وعمان، وهي فرق أثبتت مكانتها آسيويا بدليل فوز العراق بكأس آسيا قبل الأخيرة وعمان بكأس الخليج ومنافسة البحرين على التأهل ل كأس العالم، ومع أن هناك من يقول إن هذه الدول تشارك في بطولة (كأس الاتحاد الآسيوي) الأقل أهمية بسبب عدم تطبيقها للاحتراف الذي يخولها للمشاركة في بطولة الأندية الأبطال، فإن هذا فيه ظلما للبطولة قبل الفرق المحرومة من المشاركة، فالبطولة هي بطولة دوري أبطال آسيا لأبطال الدوري والكأس، ولك أن تتصور فرق بالكاد تحصل على المركز الرابع في دولها تحوز على تمثيل في بطولة آسيا من الدول الخمس المحددة، بينما تحرم فرق فائزة ببطولات الدوري في دولها..!! وهنا مشكلة أخرى تكشف خلل البطولات الآسيوية، حيث إن البطولة لم تضع أي قيمة لفوز الفرق ببطولات الدوري أو الكأس في بلدانها، فالهلال بطل الدوري مثله مثل الأهلي أو النصر أو الاتفاق التي تنافس سنويا على المركز الثالث والرابع..!! حيث تحصل على أحقية التمثيل آسيويا، وكأن بطولة الدوري والكأس لا قيمة لها للمشاركة في هذه البطولة، ومع أن أمر مشاركة الفرق حتى المركز الرابع تأتي تقليدا للبطولات الأوربية، إلا أن التطبيق ناقص وغير منصف، وليس بالضرورة أن ما يصلح في أوربا يصلح في آسيا، فصاحب المركز الرابع في إيطاليا مثلا يفوق صاحب المركز الأول في ملدوفيا أو أوكرانيا مثلا، وهنا يجب على الاتحاد الآسيوي وضع اعتبار للفرق الفائزة ببطولات الدوري والكأس في بلدانها، مع توسيع دائرة مشاركة دول آسيا الأخرى، بحيث يضع تصنيفات للبطولة تقتضي بأن يخوض أصحاب المركز الرابع في بلدانهم تصفيات أولية تؤهل الأجدر منهم للدور الذي يضم أصحاب المركز الثالث وهكذا، حتى يتأهل للدور الأخير الفرق أصحاب المركز الأول مضافا إليها أبرز الفرق التي تخطت التصفيات، وهنا لن نجد التكرار الممل في وجود أندية في دول معينة، وحتى لو تم قصر الفرق على الدول الخمس المذكورة في غرب آسيا كمثال وهي عشر فرق (خمس أبطال الدوري وخمس أبطال الكأس)، ويتم استكمال الفرق الست الباقية من الدول الأخرى التي لا تطبق الاحتراف ومن فرق المركز الثاني إلى الرابع من الدول التي تطبق الاحتراف، ليكون لدينا 16 فريقا هي أبطال الدوري والكأس في الدول التي تطبق الاحتراف وناتج تصفيات أصحاب المركز من الثاني حتى الرابع وفرق الدول التي لاتطبق الاحتراف، وهذا الاقتراح سيجعل الفرق التي تقاتل سنويا على المركز الثالث والرابع محليا وبعيدة كليا عن طموح بطولات الدوري تؤكد أحقيتها من خلال التصفيات الأولية، وأيضا تنصف الفرق الأبطال في بلدانها، وتمنح بطولة الأندية الآسيوية الأبطال مصداقية أكبر حينما تشرك عدداً كبيرا من الدول الآسيوية الأخرى. تركي التركي [email protected]