ان من يرصد ممارسات ما يسمى بحرية الرأي والتعبير في اجهزة الاعلام الغربية.. والصحافة بشكل خاص يلمس بوضوح ازدواجية المعايير.. بالرغم من ان المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي يتشدقون به ليل نهار تنص على ان )لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير.. ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة.. وفي التماس الانباء والافكار ونقلها الى الآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.. وبما تكفله النصوص الدستورية والقانونية من حماية لهذه الحرية(!! من السهل ان يلمس المراقب ان لهذه الحرية في الغرب قيودا.. ومحرمات.. الرأي العام في الغرب يرتدي الوهم ويتصور ان هذه الحرية مكفولة للجميع دون استثناء.. لذلك يتلقف ما تبثه اجهزة الاعلام التي تفترش مساحة تحكمها بافكارها وتصوراتها وتوجهاتها.. ومع مرور الوقت تنجح في تشكيل قناعاته.. وصياغة اتجاهاته.. وتوجيه مشاعره. * تحامل الاعلام الغربي على الاسلام والعرب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.. فالاسلام وفقا لما يروِّجه دين وثني لامة ارهابية!! والعرب شعب بدائي متخلف.. متعطش للدماء!! وهذه الممارسات غير الموضوعية تعود في جذورها الى ما بعد سقوط الدولة الاسلامية في اسبانيا.. ثم اخذت بعدا هاما في اعقاب الحملات الصليبية على المشرق العربي.. وزادتها ضراوة حركات التحرر من الاستعمار الغربي.. وقد لعب بعض المستشرقين من خلال تشويههم للاسلام والحضارة الاسلامية دورا هاما في ترسيخ الكثير من الافتراءات والمغالطات في عقول الناس!! ولا تقتصر حملات الغرب الجائرة على وسائل الاعلام بل تشمل أساليب اخرى كالافلام.. والمناهج المدرسية والجامعية.. والدراسات الدينية والفكرية والسياسية.. حتى الشركات تتعمد عبر منتجاتها تأكيد الصورة النمطية الظالمة عن العرب والاسلام بالاساءة الى القرآن الكريم.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم.. والرموز الاسلامية.. والزي الاسلامي. * ومن اجل استذكار بعض الحقائق دونك أيها العزيز بعضا من الانتهاكات الصارخة لحرية الرأي والتعبير في الغرب التي مازال صداها يتردد في اروقة المنصفين والمثقفين تفضح ادعاءات الغرب.. وتكشف الغطاء عن أعين المخدوعين.. والساذجين!! * في كتاب بول فندلي Paul Findly( ) النائب الامريكي السابق )Who Dare to Speak( من يجرؤ على الكلام.. اشار الى تعرض كُتَّاب وصحفيين، لاعتداءات جسدية.. وتهديدات.. وحملات اتهام وتشهير وقدح وذم لانهم تجاوزوا الخطوط الحمراء!! * رسام الكاريكاتير الشهير )روبرت انفلهارت( في صحيفة )جورنال هيرالد( يقول: )استطيع ان اصوِّر العربي ككذاب، ولص فلا يعترض احد.. ولكنني لا استطيع اعتماد صورة تقليدية لليهودي، واشعر دائما كأنني اسير فوق البيض عندما ارسم شيئاً عن الشرق الاوسط(!! * ويروي فندلي والقائمة طويلة ان فرنسيس ب ساير، عميد الكاتدرائية الوطنية السابق في واشنطن عندما انتقد السياسة الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة.. ودعا الى انصاف الشعب الفلسطيني.. وانتقد قرار الحكومة الاسرائيلية ضم مدينة القدس تعرض لحملات تجريح واهانة من عدة صحف امريكية لدرجة ان صحيفة )واشنطن بوست( وصفت اقوال ساير بانها )قمامة مجانبة للحقيقة(!! انتهى. * المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي حوكم مرتين مرة عام 1982، والاخرى عام 1998م، الاولى بسبب نشره مقالا مدفوع الاجر يشجب العدوان الاسرائيلي على جنوبلبنان، والثانية بسبب نشره كتابا بعنوان )الأساطير المؤسسة للسياسات الاسرائيلية( كانت جميع دور النشر الفرنسية التي تتبجح بحرية الرأي رفضت نشره!! * ديفيد ايريفنج، مؤرخ بريطاني )تجرأ( وكتب ان ثمة مبالغات شديدة فيما وقع على اليهود من مظالم والزعم بأن اليهود كانوا يموتون ضحايا للمحرقة النازية ) Holocaust( هذا الرجل واثر ادلائه بهذه الآراء حصل على )الجوائز( التالية: 1 طردته كندا من اراضيها في شهر نوفمبر 1992م بعد ان جاء لالقاء محاضرة فيها!! 2 غرمته المانيا مبلغ عشرة آلاف مارك الماني! 3 حظرت عليه حكومة استراليا دخول اراضيها!! 4 تعرض للاذى والاهانة في بلده بريطانيا!! 5 تم جمع كتبه من الاسواق فور صدورها! 6 القت الشرطة الكندية القبض عليه عندما كان يلقي كلمة عن )اخطار الرقابة وتأثيرها على حرية الرأي(! * سحبت الجامعة الفرنسية درجة الدكتوراه من باحث فرنسي يدعى هنري روكيه وفصل الاستاذ الذي اشرف على رسالته لانه تجرأ واستعرض عوامل زيف الدعاية الصهيونية التي اقنعت العالم بأن النازية ابادت ستة ملايين يهودي في معسكرات الاعتقال!! وهذا غيض من فيض.. والخافي أعظم!!