^^^^^^^^^^ ظهرت في أسبانيا مشكلة اجتماعية أثارها المهاجرون الافارقة الذين يزدادون عددا، إذ فوجئ الاسبان بظاهرة ختان الفتيات التي لم يسمعوا بها من قبل، أما الحكومة فقد اعتبرتها مشكلة حساسة ويتعذر إيجاد حلول لها، فقد اكتشفت30 حالة تقريبا لفتيات تعرضن للختان، في حين يعتقد أن مئات الفتيات أعدن إلى بلادهن في إفريقيا خلال العطلات لختانهن هناك، ويعيش في أسبانيا أكثرمن 30,000 مهاجر من دول إفريقية منها السنغال وجامبيا ومالي وموريتانيا، ومع ازدياد أعداد المهاجرين، تستعد السلطات لاتخاذ إجراءات أشد لمكافحة هذه العادة التي وصفها مسئول أسباني بأنها «بالغة القسوة»، وترجع عادة الختان إلى آلاف السنين، وتمارس في حوالي 30 دولة إفريقية حيث يمكن إجراء هذه العملية منذ ولادة الطفلة وحتى بلوغ سن المراهقة. ^^^^^^^^^^ ولا تتضح جذور هذه العادة، وهناك تبريرات مختلفة لها وتشعر الأمهات في بعض فئات المجتمعات الافريقية بالاضطرار إلى ختان بناتهن حتى لا يتعرضن للعزلة اجتماعيا، ويجدن أزواجا، ويرى الاوروبيون أن الختان أخطر وسيلة لقهر المرأة. والمشكلة معروفة جيدا في فرنسا، ولكن الاطباء الاسبان اكتشفوها منذ فترة قصيرة، وقرر كثيرون منهم عدم رفع دعاوى قضائية على العائلات الافريقية التي تمارس هذه العادة لانها موروثات ثقافية. وقال انجيل ميريت من الحكومة الاقليمية لمنطقة قطالونيا الشرقية التي يعيش بها أفارقة كثيرون نحن لا نريد أن نصف هؤلاء الناس بأنهم بشعون، وكل ما فعلته الحكومة الاسبانية حتى الان هو إعداد خطط لحملات إعلامية للتوعية، ولكن يبدو أنها ستواجه ضرورة اتخاذ تدابير مشددة إذا أرادت أن تحد من عادة الختان. وقد بدأ المهاجرون الافارقة يدركون تدريجيا أن ختان الفتيات يمكن أن يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 12 سنة طبقا للقانون الاسباني، ولكن بدلا من الزيارات السرية للافارقة في منازلهم لختان الفتيات، فضل عدد كبير منهم إعادة بناتهم إلى بلادهم الاصلية لاجراء هذه العملية خلال العطلات، حسبما ذكرت صحيفة الباييس. ويبحث خبراء قانونيون عن طرق لمقاضاة ومحاكمة هؤلاء المهاجرين لارتكاب جرائم خارج الاراضي الاسبانية، واقترحوا إبرام اتفاقية دولية تحظر ختان الاناث، وطالبوا أيضا بأن تكون القوانين الاسبانية أكثر تحديدا فيما يتعلق بالختان. واقترحت منظمات أسبانية عدم تجديد تصاريح الاقامة للمهاجرين الذين يختنون بناتهم، وتعهدت الحكومة بمنح اللجوء إلى النساء اللاتي يطلبن ذلك تحت تهديد إجراء الختان لهن. وقال فاتو سيكا المولود في جامبيا وأحد أعضاء هذه المنظمات التي تناهض الختان أنه يمكن تغيير هذه العادة ببط ء وعلى مدى طويل، وأضاف «إنكم لاتستطيعون أن ترغموا الناس على التخلي عن عاداتهم».