دخل الاتحاد الأوروبي على خط مكافحة ختان الفتيات التي تمارس في المجتمعات الافريقية منذ القدم وانتقلت مع المهاجرين الى أوروبا حيث تنتشر بين الأقليات الافريقية في شكل واسع. ويأتي قرار الاتحاد في المشاركة الفاعلة في مكافحة الختان بعدما كشف التلفزيون السويدي منذ أيام عن انتشار عمليات ختان الفتيات بصورة واسعة بين الأفارقة في السويد. وأظهر الفيلم الوثائقي الذي صور جزء منه بطريقة خفية، مشايخ افارقة يشجعون عائلات صومالية على اجراء عمليات الختان، ويعطون نصائح متنوعة عن "فوائده"، كما انهم يزودون أهل الفتاة بالمعلومات اللازمة عن عناوين أشخاص يجرون عمليات الختان. وأثار الفيلم الوثائقي ضجة عارمة في السويد ودفع بعض الوزراء الى التعهد بمكافحة الختان من خلال ممارسة قوانين تمنع تلك الظاهرة. وكشف الفيلم الوثائقي عن حالات كثيرة تعرضت لعمليات الختان. وتوقع علماء اجتماع في السويد أن ترتفع نسبة الفتيات اللواتي سيتعرضن للعملية الجراحية غير القانونية الى حوالى ألف فتاة في المستقبل القريب. ويذكر انه يوجد قانون سويدي عمره عشرين سنة يعاقب من يمارس عمليات الختان بالسجن لفترة عشر سنوات ولكن لم يطبق هذا القانون على أحد بسبب الترابط العائلي الموجود بين الأقليات التي تمارس تلك العادة، ذلك انه من الصعب أن تقوم الفتاة التي تتعرض للعملية بتقديم شكوى ضد والديها أو ضد الذي يقوم بالعملية. لكن الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع الحكومة السويدية سيصدر في تشرين الأول اكتوبر المقبل صيغة مشتركة لكيفية مكافحة ممارسة الختان. ويتوقع أن تتضمن الصيغة معلومات توعية عن مخاطره. وقالت رئيسة لجنة المساواة في البرلمان الأوروبي ماي بريت ثيورين ان "هناك قانوناً يمنع ممارسة الختان ومن المفترض ان يطبق على كل من له علاقة في ذلك". وتابعت انه "من المفترض أن نعمل على مرحلتين، قصيرة المدى وبعيدة المدى. أولاً يجب أن نطبق القوانين الموجودة لمكافحة تلك الظاهرة. أما على المدى البعيد فيجب أن نعمل من أجل تغيير النظرة الاجتماعية لممارسة الختان المتجذرة في بعض المجتمعات منذ آلاف السنين. ومن أجل انجاح حملة التوعية يجب على الحكومات ان تعطي دوراً أكبر للمسلمين في تنوير أبناء تلك الحضارات". ولا توجد معلومات أكيدة عن عدد الفتيات اللواتي تعرضن للختان في المجتمعات الأوروبية، كما لا توجد دراسات واسعة عن أي من المجتمعات الأوروبية نجحت في مكافحة تلك الظاهرة التي تعود لأيام الفراعنة في مصر.