تشن الصهيونية في فلسطين حرباً على الشعب الفلسطيني بكل أنواع الأسلحة، وتقوم بعمليات تدمير للبنية التحية، وتقتل الأطفال والنساء والكبار والصغار والمناضلين المجاهدين، وتقتلع الأشجار وتجرف الأرض أمام عيون العالم دون خوف من ردة الفعل الدولي الذي تخلى مع الأسف عن إنسانيته تجاه شعب أعزل لا حول له ولا قوة. هذا العالم المسمى بالعالم المتحضر يتسابق قادته لتعزية الكيان الصهيوني وشجب العمليات الاستشهادية. بينما تقتل النساء والأطفال وتقتلع الأشجار والحجارة والإنسان وكأن هذا الذي يحدث لأهلنا في فلسطين يستحقونه في نظر هذا العالم الذي يدعي أنه ديموقراطي وإنساني وحضاري. علينا أن ندرك حق المعرفة أن الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين واستعمرها ودنس مقدساتنا هو ربيبة لهذا العالم الذي يطالب العرب بمحاصرة بعض ويخلق الصراعات العربية/ العربية. والإسلامية/ الإسلامية بذرائع أن البعض منا هو خارج عن الشرعية الدولية بينما هو يدعم ويدفع بالكيان الصهيوني الغاصب لقتلنا وتدمير الإنسان العربي والإسلامي. إن الكيان الصهيوني يسير في سياسة التقتيل والتدمير للشعب الفلسطيني ويهدد ويتوعد الدول العربية الأخرى إن هي ساندت المقاومة الإسلامية في لبنان التي تخوض نضالاً مشروعاً لطرد المحتل الصهيوني من مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة. العرب يملكون الكثير وكذلك الدول الإسلامية تملك الكثير من مقومات الردع ولجم الصلف الصهيوني ومن يدعمونه بالتواطؤ والصمت المريب والمرفوض بل الشاجب لكل موقف فلسطيني أو لبناني تحرري من هذا العدو الصهيوني المستعمر المحتل للأرض والمقدسات. لقد أحسنت لجنة المتابعة العربية المنبثقة من مؤتمر القمة العربية التي عقدت مؤخراً في عمان بالأردن بقطع الاتصالات السياسية مع الكيان الصهيوني، ورفض الاستماع لحججه المزورة التي تستهدف ابتلاع فلسطين ودق الأسفين بين الدول العربية من ناحية ونزع الثقة بين الشعوب العربية وقادتها من ناحية أخرى بمثل هذه الاتصالات التي تدعم العدو الصهيوني وتضعف الموقف والنضال المشروع لأهلنا في فلسطينولبنان. لقد جاءت قرارات مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في الدوحةبقطر متناسقة بل ومتجاوزة لقرارات لجنة المتابعة العربية فهي متناسقة معها في وقف الاتصالات السياسية مع العدو الصهيوني ومتجاوزة لها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان العنصري الصهيوني. إن المطلوب عربياً وإسلامياً هو بلورة هذه القرارات وتطبيقها على أرض الواقع، وهي مسؤولية جامعة الدول العربية ورئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي بحيث ينبغي وضع آلية واضحة لتطبيق هذه القرارات ووضع المحاورات التي يجب اتخاذها لمن يحاول من الدول الإسلامية والعربية الالتفاف على هذه القرارات بعدم تطبيقها. إنني أنتظر من قطر رئيسة منظمة المؤتمر الإسلامي اغلاق مكتب التمثيل الصهيوني في الدوحة، وعدم التهوين من وجوده بأنه لا يوجد فيه سوى سكرتير..!! لابد أن تكون الأمور واضحة لدى الشعوب العربية والإسلامية. إن قطع العلاقات الاقتصادية مع الكيان الصهيوني أمر هام ومطلب شعبي لدى الشعوب العربية والإسلامية. وفي هذه الحالة لابد من اعادة المقاطعة العربية بدرجاتها الثلاث وتفعيل مكتب المقاطعة وإعلان ذلك كله أمام العالم. إن الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية لا تحترم الضعفاء وسوف تجد نفسها مرغمة على العمل الجاد للوقوف مع الشرعية الدولية عندما تعرف أن العرب أصبحوا في موقف واحد تجاه الصدمات الصهيونية وانه ليس في مقدورها جر بعض الدول العربية أو الإسلامية للتعامل مع الصهاينة المحتلين. إن السفاح شارون لا يتعامل بمنطق الدبلوماسية والمفاوضات فحزب الليكود لا يلجأ لمثل هذه المسائل إلا إذا وجد أنه مهدد في أمنه ووجوده هنا فقط يعيد الحقوق لها. أمَّا ما يسمى بحزب العمل فينبغي رفضه عربياً وإسلامياً فهو لا يختلف في شيء عن الليكود الصهيوني سوى المماطلة والكذب وكسب الوقت ومن يريد دليلاً على ذلك فلينظر إلى الصهيوني باراك والصهيوني )بيريز( وزير الخارجية الصهيوني الحالي. إن السبيل الوحيد للخلاص من الذبح وتقتيل الشعب الفلسطيني هو بدعم الانتفاضة المجاهدة في فلسطين ودعم المقاومة اللبنانية سياسياً ومادياً، ووضع الخيارات الأخرى قيد التنفيذ عندما تدعو الأمور للجوء لها. فالسلام مطلب أساسي ولكن يجب ألا يكون هو الخيار الوحيد لأمتنا العربية والإسلامية.