منذ زمن بعيد.. بل منذ زمن الكعبي والامام وريفيلينو عام 99 ه لم يوفق الهلال في ثلاثي أجنبي دفعة واحدة مثلما وفق الموسم المنصرم في الثلاثي توليو والكاتو وروني. فهذا الثلاثي كان الأبرز والأميز والأفضل ليس على مستوى الهلال فقط بل على مستوى جميع الأندية. وقد لعب الكاتو بالذات دوراً هاماً ورئيسياً في مسيرة الانتصارات والانجازات الهلالية هذا الموسم فمن خلال هدفيه اللذين سجلهما في شباك شيميزو الياباني في مباراة الذهاب حقق الزعيم كأس السوبر الآسيوي الذي أهل الهلال لبطولة اندية العالم. ومن خلال أهدافه الرائعة والجميلة والحاسمة حقق الهلال بطولة الأندية العربية في الرياض وكان مجموع ما سجل من أهداف خلال الموسم 18 هدفا رغم ما اعترض مسيرته من عوائق، ثم انضم اليه البرازيلي توليو بنهيرو في مركز المحور وقدم اداء وعطاء مبهرين وعوض غياب العويران وابوثنين )القسري( وكان بالفعل نجماً كبيراً في هذا المركز لما يتمتع به من مهارة فنية عالية وقوة التحام رائعة وقدرة فذة على استخلاص الكرات من الخصوم وبأسهل وأبدع الطرق علاوة على مساهمته الفعالة في المساندة الدفاعية والدعم الهجومي وكان قرار الادارة بعزمها على تجديد عقده في محله. أما روني فهو هداف الدرجة الأولى ومعروف على مستوى الكرة البرازيلية والمنتخب ايضاً وكشف شيئاً من إمكاناته في مباراة الهلال أمام الاهلي في كأس ولي العهد وفي مباراتي الهلال امام النصر والصفاقسي التونسي في بطولة النخبة العربية. ولكن هذا اللاعب ظلم كثيراً في المرحلة التي لعب فيها للهلال وهي المرحلة التي شهدت تخبطاً تدريبياً عجيباً بقيادة سوساك قدم الهلال خلالها أسوأ ما يمكن ان يقدمه فريق كرة قدم من مستوى . وكان طبيعياً ان اكثر من يتضرر من عشوائية اللعب وارتجالية الاداء وبالأخص في منتصف الملعب هو اللاعب الهداف الذي يفتقد للدعم والامداد الصحيح والسليم بالكرات التي تستحق أن تترجم أهدافاً ورأينا أيضا كيف خبا وهج الكاتو واختفى بريقه وشحت اهدافه والسبب طريقة اللعب السقيمة وغياب صانع اللعب في وسط الميدان وصانع تمريرة الهدف. وكان حال روني والكاتو منذ مجيء سوساك كحال الهداف الكبير ونجم المنتخب وقائده سامي الجابر قبل عدة سنوات عندما كانت «ثلة» من الجماهير وحملة الاقلام «الحاقدة» تطالب بابعاده عن صفوف المنتخب لان تسجيله للأهداف بات نادراً متجاهلين تماما تواضع قدرات من كان يلعب خلفه في وسط الميدان ممن كان مكلفاً بصناعة اللعب وإمداد وتغذية الهجوم بالكرات وتمريرات الاهداف.وزاد من غضب بعض الجماهير الهلالية على الكاتو وروني واهتزاز القناعة بهما ما كان يمارسه معهما المدرب من سلوك تدريبي استفزازي )ويفقع المرارة( فاللاعبان هدافان كبيران ويلعبان في مركز رأس الحربة، ولكن قناعة سوساك أبت أن يلعبا سوياً إلا بضع دقائق حرجة في بعض المباريات. فكان إن لعب روني لا يلعب الكاتو وأحيانا لا يلعبان سوياً وكأنه يخترع بذلك أسلوباً هجومياً جديداً. وكانت المحصلة أن خسر الهلال جهود لاعبين فذين في خط المقدمة لايمكن أبداً لأي خط دفاع أو حارس مرمى ان يقف امام سيل اهدافهما الجارف، ولكن سوساك حرم الهلال من كل ذلك. وجاءت نهاية الموسم غير سعيدة أيضاً لهذين اللاعبين ولجماهير الهلال عامة. فالكاتو الذي اعتبره شخصياً من أفضل وابرع الهدافين صدر قرار الاتحاد الآسيوي الجائر والظالم بايقافه لمدة عام، مما يعني عدم استفادة الهلال من خدماته الموسم القادم. وروني الذي جاء أصلاً للمشاركة في بطولة العالم للأندية غادر الى بلاده دون رجعة بعد قرار الفيفا بتأجيل البطولة. وربما رأت الادارة ان قيمة عقده المرتفعة لا تسمح بالتعاقد معه لمدة طويلة. ويبقى أمام الادارة الهلالية مهمة صعبة في التحضير للموسم القادم فعلاوة على البحث عن جهاز فني قدير وكفء هناك أيضاً مهمة أخرى في البحث عن لاعبين أجنبيين بديلين للكاتو وروني ولايقلان عنهما قدرة وكفاءة.