خبران احدهما من الغرب والآخر من الشرق الاقصى كلاهما يؤيدان تعدد الزوجات الذي اتبع فيه العالم كله ما تراه الحضارة الغربية وسنَّت كثير من الدول انظمة تعاقب من يعدد، وقبلهما اعلنت الكنيسة الانجيلكانية في بريطانيا ان الرجل لا تكفيه مرأة ولكنها سلكت طريقاً ملتوياً فأباحت له العشيقة وحرَّمت الزوجة الاخرى. خبر الغرب هو ما نشرته جريدة الحياة في عدد يوم الثلاثاء الماضي «21/2/1422ه» وهو خبر «توم غرين» المتزوج بخمس زوجات، ونشرت مع الخبر صورته وصور زوجاته وان حكومة ولاية «يوتاه» الامريكية بدأت محاكمته بتهمة الجمع بين الزوجات، مشيرة الى ان حوالي 40 الفاً من سكان هذه الولاية يمارسون تعدد الزوجات، وانه قد سبق طرده من العاصمة قبل 4 سنوات بسبب هذه الجريمة «؟» وقد يكون سبب طرده ومحاكمته هو انه يعقد مؤتمرات صحفية عن التعدد مع اصراره على مواصلة الدعوة للتعدد، علماً ان زوجاته راضيات بالتعدد ويدافعن عنه، ونشرت صورة جماعية له معهن وهن يتضاحكن، فيحاكم للتعدد وللتعبير عن رأيه. اما خبر الشرق فهو من تايلاند ونشر في جريدة الشرق الاوسط يوم 12/11/1421ه وهو نتائج دراسة اجراها اطباء تايلانديون، وتقول الدراسة ان 1/4 الرجال التايلانديين لديهم اكثر من زوجة على الرغم من تحريم البلاد لتعدد الزوجات من عام 1932م وتشير الدراسة التي اجريت على 80 رجلاً إلى أنه من المرجح ان تكون النسبة الحقيقية اعلى نظراً لتردد الرجال في الاعتراف باحتفاظهم بأكثر من زوجة، وان معظم عينة البحث من رجال اعمال بين 30 و 50 سنة وان الزوجات من خريجات الجامعات واعمارهن بين 20 و 30 سنة ومما جاء في الدراسة ان 35% من الرجال الذين سئلوا لا يعدون التعدد خطأ اخلاقياً، و55% منهم اعتزموا منذ البداية الزواج بأكثر من زوجة، و50% منهم قالوا: إنهم يعتزمون انهاء العلاقة الزوجية اذا ما اكتشفت الزوجة الاولى. هذان خبران متباعدان في المكان متحدان في الموضوع يضاف اليهما اعتراف الكنيسة الانجيلكانية من حاجة الرجل لأكثر من زوجة..وكل ذلك يدل على ان تحريم المباح ضد طبيعة البشر، وان فطرة البشر في ممارسة الشيء المشروع والنفور من غير المشروع والا فهذه المجتمعات بإمكان كل رجل ان يكون كما قال نزار قباني: فصَّلت من جسد النساء عباءة وبنيت اهراماً من الحلمات وسيجد تشجيعاً من المجتمع على الرذيلة، فما الذي دفع هؤلاء الرجال والنساء الى الرضا بالتعدد سوى ما يجدونه في الزواج من المودة والرحمة وفي السفاح من المذلة والقسوة. ان هذا يبين سماحة الاسلام، حين اباح حرية التعدد ولم يلزم به، بل لم يلزم بالزواج اصلاً، ولكن للاسف ان هولاء يجابهون مجتمعهم وهو يحاكمهم لقناعتهم في حين ان المسلمين اذا كانوا في الغرب وذكر لهم التعدد اخذوا يلتمسون الاعذار للاسلام وهو ليس بحاجة لاعتذارهم ولكنهم بحاجة الى قوة شخصية تقنعهم بصواب ما عندهم. للتواصل ص. ب 45209 الرياض:11512 الفاكس : 4012691