سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سلمان يوجه بتعبئة الماء مجاناً وتسهيل إجراءات سائقي الناقلات « الجزيرة » تزف البشرى لأهالي الرياض والمحافظ يشيد بتغطيتها
د. بالغنيم ل «الجزيرة »: العمر الافتراضي 50 عاماً ونحن نتابع بدقة تطور حاجة الرياض للماء
أوشكت أزمة المياه المحلاة التي تتعرض لها مدينة الرياض على الانتهاء حيث يتوقع ان تكون المياه قد عادت لمجاريها مع صدور عدد هذا اليوم في ساعات الصباح الأولى. هذا وقد صدر توجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس ادارة مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض بتعبئة وايتات متعهدي المصلحة بالماء مجانا تشجيعا لهم لتعزيز أعداد (الوايتات) حتى تسهل عملية تأمين حصول المواطن على (وايت) الماء بيسر وسهولة. ونوه مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض المهندس خالد بن عبدالله البواردي بهذه اللفتة الكريمة من سموه وأكد ان سموه وسمو نائبه حفظهما الله على اطلاع ومتابعة لجميع مجريات الأمور لحظة بلحظة. وأشار م. البواردي الى ان هذا التوجيه الكريم لسموه أدى بشكل كبير الى تخفيف الازدحامات الشديدة التي شهدتها خلال اليومين الماضيين مواقع الأشياب التابعة للمصلحة التي يزود من خلالها المتعهد المياه للمواطنين كما يحد من جشع أصحاب بعض (الوايتات) الذين استغلوا هذه الأزمة العارضة بأسعار مرتفعة جدا. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز قد وجه منذ بداية الأزمة ادارة مرور الرياض باستثناء (وايتات) المياه من قانون سير الناقلات بحيث يسمح لها ان تجوب شوارع المدينة طوال الأربع وعشرين ساعة دون التقيد بالساعات المحددة من اليوم للناقلات. كما وجه سموه أيضا ادارة جوازات الرياض بتسهيل اعارة السائقين الاضافيين الذين اضطر متعهدو المصلحة الى الاستعانة بهم لتشغيل أعداد أكبر من (الوايتات). يذكر ان هناك متعهدين تابعين للمصلحة أحدهما يغطي شمال وشرق مدينة الرياض والآخر يغطي جنوب وغرب الرياض فيما عززت المصلحة بمتعهد ثالث يساند المتعهدين وخصص له شيب ماء في عريض (جنوبالرياض) كما ساهم في تدعيم شيب النزهة (شمال الرياض). من جهة أخرى أكد معالي محافظ المؤسسة العامة للتحلية الدكتور فهد بالغنيم ان أزمة المياه الناتجة عن مشكلة في أنابيب إمداد الرياض بالمياه المحلاة قد شارفت على الانتهاء وتوقع ان تتوج جهود العاملين في اصلاح الأنبوب في ان تعود المياه الى تدفقها الطبيعي قبل الأزمة وذلك عند حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء «أمس» السبت. جاء ذلك في تصريح خاص للجزيرة صرح به معالي الدكتور فهد بالغنيم محافظ المؤسسة العامة للتحلية والذي تواجد على رأس فرق الصيانة العاملة في موقع الأنابيب المتوقفة عند الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم أمس. حيث شكر معاليه «الجزيرة» على تغطيتها المتتابعة للحدث وطرحها الموضوعي ونقلها لما اطلعت عليه من جهود العاملين في المؤسسة. وحول ما تم انجازه حتى الآن «ظهر يوم السبت» يضيف معاليه: قامت فرق الصيانة كما تشاهدون بأعمال الصيانة اللازمة للأنبوب حيث تم الانتهاء من عمل اللحام اللازم ومن ثم وضع المونة الأسمنتية فوق اللحام داخل الأنبوب لكي نضمن عدم ملامسة الحديد للماء داخل الأنبوب بعد ذلك يأتي دور فرق من المختبرات التابعة للمؤسسة حيث قاموا بتعقيم الأنبوب وأنهوا أعمال التعقيم بعد ذلك تم تركيب غطاء غرفة التفتيش. وبدأ الآن تعبئة الماء داخل الأنبوب حتى النقطة التي يوجد فيها صمام تدفق الماء والواقعة على بعد حوالي 7كلم. وبذلك تنتهي أعمال الصيانة للأنبوب الأول الذي يمكنه تغذية مدينة الرياض بالماء دون شعور المواطنين بأي نقص وكما كان قبل حدوث المشكلة الحالية. ولكن عملية تعبئة الأنبوب تحتاج الى وقت ليس بالقصير نتوقع بمشيئة الله ان يعود تدفق المياه بعد حوالي 10 الى 12 ساعة (كان ذلك عند الساعة 30.11 ظهر يوم السبت) أي ان المياه ستعود بمشيئة الله عند الساعة العاشرة من مساء يوم أمس السبت. ويضيف د. بالغنيم: وبعودة المياه مساء اليوم «أمس» سيسجل فريق الصيانة توفير 24 ساعة من خطة الاصلاح المجدولة يعود ذلك الى فضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود طاقم الصيانة في المؤسسة وبالتعاون مع المقاول مؤسسة النمال وفريق شركة أميرون التي قامت بانشاء هذه الخطوط. وسيبدأ العمل فورا لصيانة الأنبوب الثالث مؤكدا انه يمكن تغذية المدينة بأنبوبين دون شعورهم بأي نقص لأن الخطوط الثلاثة أصلا لا تنقل المياه بطاقتها القصوى حيث يبلغ أقصى تدفق مائي للأنبوب الواحد حوالي 000.350م مكعب في الساعة. ولذلك فالأنابيب الثلاث النازلة تنقل ماء بأقل من طاقتها وبالتالي يمكن زيادة سريان الماء في أنبوبين حيث انه في حالات عديدة عندما كنا نواجه مشكلة في أحد الأنابيب نقوم بتوزيع حصته على الخطين الباقيين دون ان يشعر الأهالي بأي شيء ولكن بروز المشكلة بهذا الشكل كان بسبب وجود مشكلة في أنبوبين وفي نفس النقطة. وهذه هي المرة الأولي التي يتوقف فيها الماء بنسبة 30%. * هل يمكن ان يوضح لنا معاليكم كيف حدثت المشكلة؟ - هناك أنبوبان قادمين من الجبيل باتجاه الرياض تلتقي مع خط ثالث يأتي من آبار الوسيع عند مفترق رماح حيث يوجد خزانا ماء للخزن الاستراتيجي تسلمتها المؤسسة من وزارة الزراعة والمياه والتي تجتمع فيها الأنابيب الثلاثة والتي تمر على 6 محطات ضخ تدفع الماء بقوة عبر هذه المسافة. أيضا هناك أنبوب رابع يتبع لمصلحة المياه والصرف الصحي ينزل في الرياض ويفترق عند حي النظيم. فيما توزع الأنابيب الثلاث التابعة للمؤسسة العامة للتحلية على شبكات داخل المدينة حيث تتولى المصلحة توزيع المياه على الشبكات والعقارات داخل المدينة. هذا النوع من الأنابيب مصممة بحيث لا تحتاج لضغط وتنما تكفيها الجاذبية الأرضية لتدعم سريانها ويتم التحكم بتوزيعها عبر صمامات تشرف عليها مصلحة المياه والصرف الصحي حيث توزع واردات الأنابيب على شمال مدينة الرياض ووسط مدينة الرياضوجنوب مدينة الرياض. وحول ما جاء في تقرير «الجزيرة» في العدد الصادر أول أمس الجمعة من أن هذه المشكلة تتسبب في حجب 60% من المياه الواردة لمدينة الرياض والذي أعزته «الجزيرة» الى «مصادر مطلعة» يضيف معاليه: أولا نشكر «الجزيرة» على متابعتها وحرصها على متابعة الأحداث من الموقع ولكن ما ورد بخصوص نسبة ال60% والذي قد يكون اجتهادا لم يصادفه التوفيق سواء من «الجزيرة» أو من المصدر الذي أسندت له هذه المعلومة حيث ان الواقع وكما سبق ان ذكرت لك ان هذه الأنابيب لا تنقل بطاقتها القصوى وعندما كنا نواجه مشكلة في أحد الأنابيب كان يتم ايقافه وصيانته دون أن يشعر الأهالي بأي نقص حيث يوزع على الأنبوبين الباقيين. ولكن هذه المرة وبسبب وجود مشكلة في أنبوبين فقد أدى ذلك الى فقد 30% وليس 60% يا جريدة الجزيرة. وتبدأ المشكلة بسبب الانعطافات التي تصيب الخط عند منطقة الثمامة حيث يدخل الخط في انعطافات يمينا ويسارا وبزاوية 90 درجة مما ينتج عنه تضاعف ضغط الماء عند هذه المنعطفات والتي تم تصميمها بشكل مقاطع بحيث تتمكن من تحمل الضغط الشديد ولعل هذا هو السبب في وجود المشكلة في هذه الوصلة من الخط والتي أشار تقريركم الى تكرار حدوث مشاكل فيها وهذا صحيح فكما تعلمون ان قوة السلسلة تكمن في أضعف حلقة في هذه السلسلة وكذلك خط الأنابيب والذي يسير على أحسن ما يرام سواء في هذه النقطة. * وماذا عن العمر الافتراضي لهذه الانابيب وهل هو سبب المشكلة؟ ثم كما تعلمون - معالي المحافظ - ان هذه الانابيب والتي تم انشاؤها قبل اكثر من 20 عاما لتمول مدينة الرياض بالمياه فهل حاجة الرياض للماء قبل عشرين عاماً لا تزال بنفس الكمية؟ وهل الانابيب الثلاثة التي كانت كافية لاتزال كذلك؟ وما الحلول التي يمكن اتخاذها حيال هذه المشكلة من اجل ضمان عدم تكرارها؟ - هذه الانابيب الخرسانية المبطنة مصممة على اساس عمر افتراضي 50 سنة. والمشاكل تأتي في الوصلة المنعطفة والتي تتعرض لانعطافات بزاوية 90 درجة ولو كانت الانابيب مستقيمة لاختلف الوضع ففي هذه الزوايا يحدث ضغط جانبي مضاعف على هذه الزوايا الخطرة والتي لا يمكن عملها على شكل كوع وانما يتم تنفيذها على شكل وصلات هلالية صغيرة يتم لحمها مع بعضها البعض. هذا اللحام احيانا يكون هو بداية المشكلة حيث يصل الماء الي اللحام نتيجة الضغط الشديد من خلال الخرسانة لتصل الى الحديد ومن ثم يتآكل الحديد ويبدأ في التقطع ثم تظهر هذه التسربات. اذاً فمشكلة الخط تكمن في هذه المنعطفات فقط اما بقية الخط فهي تسير على أفضل ما يرام. وهناك الآن دراسة للمؤسسة بالتعاون مع الزملاء في مصلحة المياه والصرف الصحي لتعديل منطقة المنعطفات هذه للوصول لحل جذري للمنطقة والذي قد يتطلب تنفيذ وصلة جديدة بحيث يكون خط الانابيب مستقيماً. وفيما يتعلق بحاجة مدينة الرياض للماء فبطبيعة الحال حاجة المدينة للمياه قد تضاعفت كثيراً مقارنة بها قبل عشرين عاماً نتيجة لتضاعف عدد المنشآت والسكان في هذه المدينة المليونية وما حدث من نقص سببه مشكلة في الانابيب وليست مشكلة عدم كفاية وهذه الانابيب مصممة للمستقبل ويمكن الآن تمويل المدينة بخطين فقط ولكن ايضا هناك متابعة ودراسات تتلمس حجم الطلب على الماء ليس للوقت الراهن وانما للحاجة المستقبلية ايضا وهناك بمشيئة الله خطط مستقبلية لدعم هذه الخطوط حسب الحاجة وفي الوقت المناسب. وفي ختام تصريحه شكر معالي الدكتور فهد بالغنيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه (الجزيرة) على ما قامت به من جهد متواصل لتوعية المواطنين بأهمية الترشيد والوقوف على جهود رجال التحلية والذين يعملون علي مدار 24 ساعة لتلافي هذه المشكلة. من جهة أخرى كررت مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض دعوتها الإخوة المواطنين والمقيمين الى تفهم الظروف الحالية الناتجة عن نقص المياه بسبب انكسار خطي تحلية مغذيين لمدينة الرياض وتكييف استعمالاتهم للمياه واعتمادهم عليها وفقا لهذه الظروف التي نتوقع ان تزول بمشيئة الله بأقرب وقت وقال مدير عام المصلحة المهندس خالد بن عبدالله البواردي إلى ان دور المواطن المنتظر للترشيد مهم للغاية في تلك الفترة مشيرا الى انه في الوقت الذي نجد فيه بعض المواطنين يسعى للحصول على وايت ماء لسد حاجته ويستغرق ذلك منه الوقت والجهد فإن فرق التسربات التابعة للمصلحة قد ضبطت ما يقارب من مائتي وخمسين مخالفة خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين وهو ضعف ما يتم ضبطه في الأيام الماضية التي لم تكن فيها مثل تلك الظروف وأضاف م. البواردي ان هذا العدد من المخالفات يعني ان غسيل أفنية المنازل مستمر ولم يتوقف رغم دعوات المصلحة بالتوقف عن ذلك والاستعاضة عنها بالمسح مثلما نطالب المواطن الكريم بالتوقف أيضا عن ري مزروعات حديقة منزله بالطريقة التقليدية التي تهدر خلالها كميات هائلة من المياه هناك من هم في أمس الحاجة اليها.